السياسية:

بعد ثماني سنوات من العدوان والحصار البري والبحري والجوي على الشعب اليمني الذي فرضة التحالف السعودي، مازال التحالف السعودي يعمل جاهداً على إطالة الحرب في اليمن من خلال الحصار الذي يفرضه على الشعب اليمني، فالتحالف السعودي لم يكتف بتدمير مقدرات الشعب اليمني المدنية والأماكن السكنية من خلال القصف بالطائرات واستخدام كل أنواع الأسلحة القانونية وغير القانونية، هذا التحالف وخلال كل السنوات الماضية لم يراعِ حرمة الأطفال والنساء وقلة حيلتهم، بل عمل على إحداث كارثة إنسانية داخل هذا البلد.

وفي الوقت نفسه الذي مارس فيه التحالف أبشع الجرائم في اليمن عمل أنصار الله على مواجهة الغطرسة السعودية الإماراتية بالرد القاسي ضد أهداف ومواقع حيوية حساسة في كل من العمقين السعودي والإماراتي، حيث ثبت أن قوى التحالف عجزت عن تحقيق أي هدف استراتيجي أو عسكري في الميدان اليمني، من جهة أخرى أثبت الشعب اليمني صبره وقوته في مواجهة دول العدوان.

وعلى الرغم من الحصار الاقتصادي على هذا الشعب الا أنه استطاع أن يحقق انتصارات عسكرية كبيرة في الميدان على كل المستويات، وهذا ما شاهدناه على مدار السنوات الماضية من خلال الضربات على العمق السعودي التي جعلت السعودية تشعر بالإرباك والقلق من طبيعة نوعية الأهداف التي تم استهدافها، حيث يمكن القول إن العمليات التي قام بها الجيش اليمني كانت دقيقة من حيث نوعية السلاح وطبيعة الأهداف المستهدفة.

في هذا السياق عادت صنعاء مجدداً لتحذير التحالف السعودي الإماراتي من مغبة الاستمرار في العدوان على اليمن، حيث صدرت تصريحات شديدة اللهجة ضد قوى العدوان وحملت تلك التصريحات العديد من الرسائل لطرف العدوان بالتوقف فوراً وإنهاء العدوان على الشعب اليمني وإلا فإن القوات المسلحة اليمنية سوف تعود لتوجه ضربات قاسية لتحالف العدوان السعودي الإماراتي.

تحذيرات جديدة

“قواتنا المسلحة رتبت أمورها للوصول إلى أهداف لا يتوقعها تحالف العدوان وهي جاهزة بالفعل وليس بالتهديد” هذا ما أشار إليه نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان حيث حذر التحالف السعودي الإماراتي من أن الاستمرار في العدوان على اليمن سيكلف التحالف السعودي الكثير والكثير وأن القوات المسلحة اليمنية جاهزة لكل الاحتمالات في التصعيد بل إن المرحلة القادمة ستكون مرحلة عصيبة على التحالف إذا ما استمر في عدوانه على الشعب اليمني ويجب على دول التحالف أن تتوقع أحداثًا غير متوقعة من جانبنا”.

وحذر اللواء جلال الرويشان نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن في حكومة الإنقاذ الوطني بقولة “إذا لم يتحرك تحالف العدوان نحو إنهاء الحرب، فعلى التحالف أن يتوقع استهدافنا لأهداف لا يتوقعها في جميع مراحل الحرب.

وأشار جلال الرويشان وشرح جاهزية القوات المسلحة اليمنية لكل السيناريوهات حيث قال “قواتنا المسلحة لديها القدرة لمهاجمة أهداف لم يتوقعها التحالف السعودي، وقواتنا جاهزة في أي وقت لتوجيه تلك الضربات لقوى التحالف، وحذر من أن أي تصعيد للتوتر في المنطقة نتيجة عرقلة التحالف المعتدي سيكون مسؤولية كاملة على عاتق دول العدوان.

وفي هذا السياق قال نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن في حكومة الإنقاذ إن اليمن لديه القوة للتأثير على سوق الطاقة في موقعه الجيوسياسي، ولن يكون في وضع ليكون الخاسر الوحيد.

التحالف السعودي يعرقل الجهود الدولية لإنهاء الحرب

كشف نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان عن مساعي دول العدوان لتفخيخ مستقبل اليمن من خلال نقل الجماعات المتطرفة إلى المهرة وحضرموت، لافتاً إلى آخر المستجدات المتعلقة بشأن المساعي العمانية لإحلال السلام في اليمن ومماطلة دول العدوان وعلى رأسها أمريكا في تثبيت الامن والاستقرار في اليمن والمنطقة.

وفي هذا السياق عبر الفريق الرويشان عن شكره لسلطنة عمان على دورها الأخوي مع اليمن منذ بداية العدوان، مؤكداً أن الوفد العماني يقوم بدور الوساطة بين صنعاء ودول العدوان.

وقال: “هناك أمل بتحقق شيء لكن 3 فترات من الهدن الأممية تشير إلى أنه لا نوايا لدى دول العدوان للسير في رفع المعاناة عن شعبنا”.

وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع الى وجود خطوة جيدة في إطار الموافقة على صرف المرتبات، مستطرقا.. إنه ما زال هناك بعض نقاط الخلاف في هذا الملف، مبيناً أن الوفد العماني حمل أفكارا من دول العدوان في مسألة المرتبات تتعلق بمليون و300 ألف موظف بينما القضية بالنسبة لنا تتعلق باستحقاقات 30 مليون مواطن يمني.

ولفت إلى أن دول العدوان تريد وضع ملف المرتبات كنقطة تفاوضية بينما هي حق من حقوق الشعب اليمني، مشيرا إلى حرص حكومة الإنقاذ على صرف مرتبات جميع موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين باعتبار المرتبات حق لكل موظف.

وقال: “ملف المرتبات استحقاق خاص بكل مواطن يمني ينتسب لأي مؤسسة من مؤسسات الدولة ويجب صرفه من عائدات النفط اليمني”.

وأضاف” موقفنا ثابت وسقف مطالبنا يصل لرفع الحصار ووقف الحرب وخروج كل القوى الأجنبية وتعويض آثار الحرب إضافة لملف المرتبات”.

زمن الوصاية والهيمنة على اليمن مضى

بشأن المتغيرات الدولية، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن أن أمريكا محافظة على حلفائها بمفهوم البقرة الحلوب وتحرص على ألا يتوصلوا لحلول لأزماتهم، لافتا إلى أن التدخل الأمريكي جاء ليحافظ على مصالحه في المنطقة في مواجهة الشرق بشكل عام.

وقال: “أمريكا لها مصالح في المنطقة وعلى دول التحالف أن تحدد مصالحها بعيدا عن التدخل الأمريكي الذي لا يريد سوى حل مشاكله”.

وجدد الفريق الرويشان أن مسألة الوصاية والهيمنة على اليمن التي كانت موجودة سابقا لم تعد متاحة الآن، داعياً دول التحالف إلى التعامل مع اليمن من مبدأ الندية والمصالح المشتركة.

وعن مجلس الأمن ودوره المشبوه لفت إلى أن تاريخ مجلس الأمن معروف بكل ما يتعلق بقضايا الصراع في المنطقة فلا عدالة مطلقة في المجتمع الدولي بل من يحكم هي المصالح.

وقال: “عندما نطالب بعدم حصار 30 مليون يمني فنحن نتحدث عن قضية إنسانية وكان يجب على المجتمع الدولي دعم هذا التوجه لا التشدق بالملف الإنساني دون أي فعل”.

ما الذي ينتظر قوى العدوان؟

من خلال التصريحات الأخيرة والتي صدرت عبر نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن في حكومة الإنقاذ الوطني يتضح أن الجيش اليمني على اتم الاستعداد والجاهزية لمواجهة التحالف ومن يقف معه في حال استمر التعنت السعودي والرهانات الخاسرة والسياسة الفاشلة التي يتبعها التحالف السعودي والتي جعلته يتجاهل كل تلك التهديدات التي صدرت من قبل القوات المسلحة اليمنية والتي حذرت دول العدوان السعودي من مغبة الاستمرار في حصار اليمن.

وفي هذا الصدد يتضح أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الايدي أمام التجاوزات من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي وربما تكون هذه التحذيرات التي صدرت من صنعاء هي الأخيرة للتحالف السعودي، وفي هذا الصدد من الواضح أن التحالف السعودي الإماراتي سوف يستمر في التعنت وسيستمر في حصار الشعب اليمني وحرمانه من الاستفادة من ثرواته وأن التحالف السعودي يعمد بشكل واضح إلى زيادة الوضع المأساوي في اليمن الذي تسبب به، ومن جهةٍ أخرى إذا قامت القوات المسلحة اليمنية بتوجيه ضربات للعمقين السعودي والإماراتي فإنه سيترتب على تلك الضربات خسائر كبيرة لقوى تحالف العدوان.

في النهاية إن التعنت السعودي ومحاولته منع إنهاء الحرب على اليمن وعدم وقف العدوان ورفع الحصار وسحب قوات التحالف من اليمن والحسابات السعودية الخاطئة للحرب في اليمن ستكلف التحالف السعودي الإماراتي الكثير، فلا يحق للسعودية التدخل بهذه العنجهية في الشأن اليمني، أو التغوُّل العسكري، البري تارة والجوي تارة أخرى، وإذا كانت السعودية تبحث عن مَخرج للعدوان، فإن السبيل الوحيد أمامها هو الانصياع للمبادرات التي أطلقتها قيادات حركة “أنصار الله” مراراً وتكراراً، عبر وقف العدوان العسكري عن الشعب اليمني فوراً والا فإن التحالف السعودي سيكون أمام خيارات صعبة.

* المصدر: موقع الوقت التحليلي

* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع