مجيب حفظ الله (السياسية) :

 

“هذه الحرب الاقتصادية غير مقبولة على الاطلاق”.. بهذه العبارة اللا أخلاقية واللا إنسانية افتتح السفير البريطاني لقاءه مع عدد من الصحفيين.
اجتزاء هذه العبارة فقط من كل ما قاله سفير هذا البلد الشريك في كل الجرائم التي ترتكب بحق اليمنيين له مغزىً عميق لكن قبل ذلك علينا استعراض كشف حسابٍ سريع لجرائم العدوان الاقتصادية بحق هذا البلد العظيم.
حينما بدأ العدوان على اليمن كانت أهدافه منذ اللحظة الأولى في غاية الوضوح والتجلي فالعدوان ضد هذا الشعب طيلة ثماني سنين من الحرب الاجرامية لم يكن على الإطلاق مجرد عملية عسكرية خاطفة.
من عاصفة الحزم التي تحولت لعاصفة الأمل وصولاً الى الهدن الزائفة والمتعاقبة إضافة لكافة المسميات الاجرامية لأنواع الحرب الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية أظهرت قوى العدوان رغبتها في كسر هذا الوطن وكان العدوان المباشر على المواطن اليمني هو الأبرز في هذه الحرب.
ترافقت الحملة الجوية الأطول في تاريخ الحروب الحديثة مع حربٍ اقتصادية شعواء استهدفت معايش الناس بالدرجة الأول وأريد من خلالها تركيع هذا الشعب العظيم.
لم تستهدف الحرب الاقتصادية البشعة البنية التحتية للدولة فحسب بل طالت كل المرافق الاقتصادية ووصلت الى مستوى الاستهداف المباشر لتجارة المواطنين البسطاء.
كل هذه الحرب الاقتصادية بدت في كفة وبدا الحصار الخانق الذي استهدف موانئنا ومطاراتنا وكل منافذنا البرية مع دول الجوار في كفّة.
لقد اريد لهذا الحصار ان يكون الصورة الأبرز للعقاب الجماعي الذي استهدف هذا الشعب الصامد وهذه الأمة العظيمة التي صبرت وصمدت ولا تزال في وجه هذا العدوان الكوني المجرم.
استهدفت الحملة الجوية طيلة ثمانية أعوامٍ الموانئ والمطارات والطرقات وكل الوزارات ومؤسسات الدولة والمرافق الحكومية والمستشفيات والمدارس وحتى دور رعاية الكفيفين.
قصف العدوان وبصورة متكررة المصانع والمتاجر والمولات والأسواق الشعبية وأحواض السمك و”سنابك” الصيادين ومزارع الدواجن وحتى أسواق الماشية.
لم تستثني الحرب الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة أي منحىً من مناحي الحياة في بلادنا ثم يأتي السفير البريطاني ليقول لليمنيين ان “إيقاف نهب ثرواتهم النفطية لأقل من ثلاثة اشهرٍ حتى الآن هو حربٌ اقتصادية غير مقبولة.
يقول السفير البريطاني في تصريحاته التي أوردتها صحيفة الشرق الأوسط السعودية ان هجمات من اسماهم ب “الحوثيين” التي تستهدف البنية التحتية وضعت من وصفها بالحكومة الشرعية في وضع مالي صعب للغاية لأنها تمنعها من تصدير النفط.
ويضيف هذا المجرم ان ذاك يجعل من الصعب على “حكومة معين” ان تدفع الرواتب وتقدم الخدمات التي يعتمد عليها ملايين اليمنيين على حد تعبيره.
يعمي هؤلاء اعينهم ويصمّون آذانهم عن معاناة ملايين اليمنيين حقاً والذين يرزحون تحت نير العدوان منذ ثمان سنين.
يتحدث هذا الآفّاق عن العجز عن صرف الرواتب متناسياً ملايين اليمنيين في المدن غير المحتلة الذين ينقضي العام الثامن وهم بدون رواتب وكأن هؤلاء قد شطبوا هذا الشعب فعلياً من قواميسهم.
لسنا بحاجة لهؤلاء ولا نريد ان يضعونا في اعتبارهم لكن لــ” اللا إنسانية” حدودٌ يجب ان يلتزم بها من يدعون انهم بشر ولانعدام الاخلاق خطوطٌ حمرٌ يجب ان يتوقف عندها من لا يخجلون.
لقد فاق هؤلاء بلا انسانيتهم كل وصفٍ يمكن ان نطلقه عليهم وادعاء هؤلاء انهم يهتمون بمن يدعون انها الحكومة الشرعية ومن يتقاضون رواتبهم منها هو مجرد ادعاءٍ كاذبٍ وغير صحيح ومنافٍ للواقع.
عين لندن وواشنطن والرياض وابوظبي وكل عواصم العدوان ليس على ساكني مدن الجنوب المحتل.
عين هؤلاء هي على نفطنا الذي ينهبونه منذ بدء العدوان ولا يزالون.. منشأة بلحاف وميناء الزيت في عدن وميناء قنا في شبوه وغيرها ظلت كلها طيلة العدوان مراكز لتهريب ونهب النفط اليمني مقابل بضعة أصفارٍ يتم اضافتها لأرصدة قيادات المرتزقة المتواطئة مع قوى العوان.
لا يدخل الى خزينة حكومة المرتزقة فلسٌ واحدٌ من قيمة هذه الصفقات المشبوهة بل على العكس يتم توظيف جزءٍ كبيرٍ من هذه الأموال المنهوبة في الحرب على هذا البلد العظيم.
كشف إيقاف الرياض لما يسمى بـ”الوديعة السعودية” وتحويلها لقرضٍ مستوجب الدفع بعد أقل من ثلاثة اشهر من إيقاف نهب النفط عبر الموانئ المحتلة عن حقيقة هذه الأكذوبة..
تلك الودائع المتلاحقة ليست اكثر من ثرواتنا المنهوبة والتي يتم تحويل جزءٍ منها لحكومة المرتزقة تحت مسميات عدة فيما يتم توظيف باقي أموالها للعدوان علينا وقصف بنيتنا التحتية واستهداف شعبنا وقتل أطفالنا.
منع نهب ثرواتنا ودفاعنا عن انفسنا امرٌ منطقيٌّ لكن الحرب الاقتصادية التي تشنونها علينا هي التي يجب ان لا يتم السكوت عنها يا سفير المملكة الاستعمارية العجوز..!