صنعاء ترفض العروض الأميركية: تصدير النفط رهين بـ”المرتّبات”
السياسية- متابعات:
رشيد الحداد
تصدَّر تعطُّل تصدير النفط الخام من الموانئ الجنوبية والشرقية لليمن، أجندة المبعوثَين الأممي هانس غروندبرغ، والأميركي تيم ليندركينيغ، في جولتَيهما الأخيرتَين. وبحسب مصادر مطّلعة تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن جانباً من المساعي الإقليمية والدولية الحديثة، تَركّز على محاولة إقناع قيادة صنعاء بالعدول عن قرارها استمرار استهداف تلك الموانئ، لكن الأخيرة قابلت هذه المحاولة، التي رافقتْها تهديدات مبطنة بإعادة تشديد القيود على الواردات الأساسية التي تدخل عبر ميناء الحديدة، بتأكيد ارتهان عودة التصدير بإنهاء معاناة موظّفي الدولة، عبر الصرف المنتظم والدائم لمرتّباتهم.
والظاهر أن هذا الردّ أغضب ليندركينيغ، وفق ما بيّنته إحاطته أمام مجلس النواب الأميركي الثلاثاء الماضي، حيث هاجم حركة «أنصار الله»، واتّهمها بإعاقة الجهود المبذولة للدفع بمسار السلام، معتبراً أنها غالَت في مطالبها التي قدّمتها في اللحظة الأخيرة من مفاوضات تمديد الهدنة، والمتمثّلة في صرف مرتّبات الموظفين الذين وصفهم بـ«الحوثيين النشطين».
وجدّد مطالبة صنعاء بالتوقّف عن الهجمات التي تشنّها على موانئ التصدير اليمنية، والتي قال إنها حرمت الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي من الإيرادات، ما يهدّد بجعلها عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها. إزاء ما تَقدّم، اتّهم رئيس “المجلس السياسي الأعلى”، مهدي المشاط، الولايات المتحدة بالتدخّل في الشؤون الداخلية لليمن، مديناً، في كلمة بمناسبة الذكرى الـ55 للاستقلال عن الاستعمار البريطاني، “العرقلة الأميركية لعملية دفع المرتبات وتعمّد تعطيل جهود السلام”، معتبراً ذلك “عملاً عدوانياً ستكون له عواقبه”. وجدّد تمسّك صنعاء بقرار منع تصدير النفط، واصفاً إيّاه بأنه “خطوة قانونية في طريق حماية مقدّرات اليمنيين”.
في هذا الوقت، وبعد أسابيع من تلويح واشنطن، في “مؤتمر حوار المنامة” الأمني، بنشر قطع عسكرية بحرية في المياه الإقليمية اليمنية، أفادت مصادر ملاحية بأن قطعاً بحرية رُصدت قبالة حضرموت، لكنها سرعان ما غادرت بعد أن تلقّت إنذاراً من قوّات صنعاء. وجاء ذلك بعدما تحدّثت مصادر مقرّبة من حكومة عدن عن أن القوة البحرية الأميركية ستنشر، في المرحلة المقبلة، قطعاً عسكرية في المياه اليمنية، بالتنسيق مع القوات السعودية المتواجدة في سواحل المهرة، وقوات خفر السواحل في حضرموت. وبحسب المصادر، فإن هذه القطع ستكون محمَّلة بأجهزة للتشويش على الطائرات المسيّرة التي تستخدمها صنعاء لمراقبة الموانئ النفطية.
وفي إطار استمرار محاولات كسر الحظر النفطي، ذكرت مصادر ملاحية أن ناقلة نفطية جديدة وصلت إلى محافظة حضرموت، فيما أشارت تطبيقات ملاحية إلى أن الناقلة “CARPE DIEM II” التي ترفع علم جزر المارشال وتبلغ طاقتها الاستيعابية 25.175 طناً، لا تزال ترسو خارج ميناء المكلا، بعد أن قَدِمت من ميناء الحمرية في الإمارات.
وكانت قوات صنعاء أفشلت ثلاث محاولات سابقة لإعادة تصدير النفط الخام من موانئ محافظتَي حضرموت وشبوة، الشهر الفائت.
- المصدر: الاخبار اللبنانية
- المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع