ردع اعتداءات الكيان الإسرائيلي على سوريا.. هل بات قريبا؟
السياسية:
خلال السنوات الأخيرة عمل الكيان المؤقت على زيادة وتيرة عدوانه على سوريا مستفيداً من الحرب الكونية التي كانت تتعرض له، ومستغلاً انشغال جيشها وقواها الأمنية في محاربة الجماعات الإرهابية التكفيرية.
ورغم انحسار أزمة سوريا وتواجد القوات الروسية على أراضيها والتفاهم الكبير بين موسكو ودمشق والعلاقات المعززة والمتبادلة بينهما، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر سلاح الجو الاعتداء على سوريا بصورة شبه منتظمة، ما دفع لرفع الصوت مؤخرا – سواء في الإعلام المقاوم والجهات المتضامنة مع سوريا أو من قبل جهات سورية وطنية – إلى ضرورة التحرك الجدي لردع العدو الإسرائيلي عن مواصلة عدوانه وتماديه في انتهاك السيادة السورية.
وتطرح في الأروقة والكواليس وحتى في التحليلات السياسية والأمنية والإعلامية التساؤلات عن الطروحات الأفضل لردع الإسرائيلي في سوريا، فهناك من يدعو إلى رد سوري صريح عبر الجيش بمختلف قطاعاته لان ما جرى في سوريا منذ العام 2011 كانت سببه “إسرائيل” والإدارة الأميركية ومن يتحالف معها في المنطقة، وبالتالي الاعتداءات الإسرائيلية تؤكد فشل الوكلاء ما استدعى تدخل “العدو الأصيل”، ما يوجب الرد مباشرة على هذا العدو بعد كسر الأدوات التكفيرية والإرهابية وانحسارها الى حد كبير.
وهنا تطرح أيضا مسألة الآليات الأنسب للرد، فمن خيارات الرد المباشر ان يكون عبر سلاح الجو السوري والاستفادة من المسيّرات المتطورة، خاصة مع تقدم هذا الخيار وما نشهده من دور لها في العملية الروسية في أوكرانيا، وبالتالي هذه التجربة متوفرة في سوريا خاصة أن العلاقات الإيرانية السورية أكثر من مميزة، كما أن هناك من يطرح إمكانية تفعيل سلاح الصواريخ بالرد المباشر على الكيان الإسرائيلي المؤقت، خاصة ان هذا السلاح أثبت فعاليته بالمواجهة بين المقاومة في لبنان وكيان الاحتلال المؤقت.
بينما هناك من يذهب إلى ضرورة تجنب المواجهة المباشرة مع الكيان الإسرائيلي لأن فارق الإمكانات والدعم الدولي لهذا كيان سيجعل ميزان القوى لا يخدم سوريا كثيرا، ولذلك الأفضل الذهاب إلى تشكيل حركة مقاومة وطنية سورية تتكفل بتطبيق معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” بنسختها السورية، وذلك عبر التنسيق مع الجيش السوري والقوى الأمنية والاستفادة من الالتفاف الشعبي حول الجيش والقيادة في سوريا، وبالتالي يمكن ترسيخ معادلة ردع وتوازن رعب ولو عبر قوة المقاومة.
وفي كل الأحوال تؤكد مصادر مطلعة أن “درس الخيارات المتنوعة – سواء ما يسرب إلى العلن أو ما يبقى طي الكواليس والكتمان – بات على طاولة الجهات المعنية وصاحبة القرار في دمشق، والأمر موضوع بشكل جدي وليس للتهديد والتهويل الإعلامي فقط”، وتؤكد مصادر للخنادق أن الرئيس بشار الأسد كان طلب من القوات المسلحة السورية تقديم اقتراحات وخططاً واضحة ودقيقة عن إمكانية الرد وجدواه وآلياته بما يضمن ردع الإسرائيليين ووقف اعتداءاتهم المتكررة، من هنا اصبح التساؤل أكثر جدية عن السيناريوهات المفترضة حول أدوات الردع والأسلحة والمنظومات التي يمكن ان تحقق هذا الأمر، وإمكانية أن يكون ذلك في وقت قريب.
* المصدر: الخنادق اللبناني
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع