السياسية- رصد:

قالت مجلة “فورين أفيرز” الأميركية، اليوم الإثنين، أنّ السعودية صوتت على خفض انتاج النفط، بالتزامن مع ارتفاع التضخم العالمي وارتفاع أسعار الطاقة، وعارضت طلب واشنطن لزيادة الانتاج.

 

ولفتت المجلة إلى أنّ “توقيت القرار السعودي بخفض الانتاج يبدو مصمم، ليس فقط دعماً لموسكو، ولكن أيضاً ضد ما قام به الكونغرس الأميركي وإدارة بايدن، لمواجهة معدلات التضخم المرتفعة وخفض أسعار الغاز”.

وأوضحت أنّ “هذا العمل العدائي الذي قام به أصدقاء واشنطن المفترضون في الرياض قدم جانباً إيجابياً: فقد أظهر أنّ الولايات المتحدة لديها نفوذ كبير لتصحيح ما أصبح علاقة غير متوازنة في الأساس”.

وتابعت: “بالفعل قدم السناتور الديمقراطي ريتشارد بومنثال، مشروع قانون لوقف مبيعات الأسلحة إلى الرياض لمدة سنة واحدة”.

وبحسب “فورين أفيرز”، إذا “عكس السعوديون المسار واستعادوا مستويات إنتاج النفط الموعودة، يجب على واشنطن إعادة النظر في التوقف المؤقت لبعض مبيعات الأسلحة الأقل حساسية والأنشطة ذات الصلة، مثل خدمة الطائرات ودبابات M1A2 Abrams”.

وأضافت: “يجب أن تظلّ عمليات نقل أنظمة الأسلحة الحساسة، مثل أنظمة الدفاع عن منطقة الارتفاعات العالية (THAAD)، وأنظمة صواريخ باتريوت التي عُرضت على المملكة العربية السعودية اعتباراً من عام 2017، متوقفة مؤقتاً حتى يتمّ إعادة تقييم العلاقة الأميركية السعودية بالكامل”.

واعتبرت المجلة أنّه “إذا استمرت الرياض في أخذ المزيد من واشنطن مما تقدمه في المقابل، فعليها أن تتعامل مع العواقب”.

 

العلاقة بين السعودية وواشنطن ليست تحالفاً تقنياً
وعن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، أشارت المجلة إلى أنّها “ليست تحالفاً تقنياً لأنّ البلدين لم يوقعا مُعاهدة أو اتفاق دفاع مشترك”، مشيرةً إلى أنّه “على مدى عقود، منحت واشنطن حماية أمنية ضخمة للرياض، في مقابل النفط إلى حد كبير”.

وأكدت أنّ “الرياض تواصل استغلال هذه العلاقة التاريخية، واكتسبت سخاءً أمنياً يتجاوز احتياجاتها وكفاءتها”.

وعن تداعيات وقف المبيعات، اعتبرت المجلة أنّ “التوقف المؤقت في مبيعات الأسلحة الأميركية إلى المملكة العربية السعودية لن يؤدي إلى تقوية الصين أو روسيا”.

 

“فورين أفيرز” اعتبرت أنّه “لدى الرياض أسباب أخرى لتفضيل الأسلحة الأميركية”، مشيرةً إلى أنّ “كل من روسيا والصين تحافظا على علاقات عسكرية وثيقة مع إيران، مما يجعل شراء الطائرات أو اتفاقيات الخدمة مع أي من البلدين خطراً أمنياً مُحتملاً للمملكة العربية السعودية”.

وأوضحت المجلة أنّه لهذا “السبب جزئياً، لم تشتر الرياض أبداً طائرات عسكرية ثابتة الجناحين من مورد غير غربي”، مضيفةً أنّ “وقف مبيعات الأسلحة الأميركية لن يفيد إيران أيضاً”.

 

العداء بين بايدن ومحمد بن سلمان
بدورها، تحدثت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، عن أن الافتقار إلى الثقة الشخصية بين بايدن وابن سلمان يؤدي إلى تسريع “الانقسام المستمر منذ سنوات مدفوعاً بالقوى الجيوسياسية والاقتصادية”.

وقالت الصحيفة إنّ “الاتفاق غير المكتوب بين الرياض وواشنطن تمكن من النجاة طوال فترة حكم 15 رئيساً أميركياً وسبعة ملوك سعوديين”، مضيفةً أنّه “تخطى حظر النفط العربي، وحربي الخليج الأولى والثانية وهجمات 11 أيلول/سبتمبر، والآن يتضح أنّ هناك انقساماً تحت قيادة زعيمين لا يحبان أو لا يثقان ببعضهما البعض”.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم اليومي للمملكة البالغ من العمر 37 عاماً، يسخر من الرئيس بايدن على انفراد، ويسخر من زلات الرجل البالغ من العمر 79 عاماً ويشكك في قوته العقلية، وفقاً لأشخاص داخل الحكومة السعودية”.

بالإضافة إلى ذلك فهو “يفضل الرئيس السابق دونالد ترامب”، وفق الصحيفة.

وتابعت: “بايدن بدوره، صرح خلال حملته الانتخابية في العام 2020، بأنّه لا يرى قيمة اجتماعية تذكر في القيادة السعودية الحالية. ورفض التحدث إلى بن سلمان لأكثر من عام”.

وأكدت الصحيفة أنّه عندما التقيا أخيراً في جدة في تموز/يوليو، شعر المسؤولون السعوديون الحاضرون أنّ بايدن لا يريد أن يكون هناك، ولم يكن مهتماً بمناقشات السياسة.

وبحسب “وول ستريت جورنال”، هذه “العلاقة الشخصية المتدهورة بين الزعيمين، تؤثر على العلاقة الجيوسياسية والاقتصادية للبلدين، ومن المرجح أن تعمق التوتير القائم ويصبح أكثر فوضوية”.

 

  • المصدر: الميادين نت
  • المادة الصحفية تم نقلها من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع