ما هي أهمية صندوق الثروة السيادية للبنان؟
السياسية – رصد :
خلال الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بمناسبة المولد النبوي الشريف، تطرق في كلمته إلى موضوع نال اهتماماً واسعاً لدى الكثير من اللبنانيين، قبل وبعد مفاوضات ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية البحرية الخاصة بلبنان: صندوق الثروة السيادي.
حينها قال السيد نصر الله بأنه يتشارك مع الجميع، الخوف والقلق من أن يلحق الثروة الغازية والنفطية المستقبلية للبلد، ما تعرضت له مليارات الدولارات من فساد وهدر. واعداً اللبنانيين بأن الحزب بالتعاون مع كل أصدقائه ومع كل القوى السياسية والكتل النيابية، سواءً في المجلس النيابي أو في الحكومة ومع الرئيس الجديد المنتخب، أي مع كل أركان الدولة، يجب أن يتحملوا جميعهم مسؤولية تحصين هذا المال الذي سيحفظ في صندوق لبناني، لِيكون بما يمثله من ملكية لجميع الأجيال وليس لِلجيل الحالي فقط، هو ما يُعول عليه وتبنى عليه الآمال الكبيرة، مشدداً على وجوب أن تُناقش الأُمور من موقع الآمال الكبيرة.
وأكد السيد نصر الله في هذا السياق، أن هناك الكثير من الدول المحترمة في العالم التي لديها تجربة مهمة جداً في موضوع الصندوق السيادي، في موضوع الموارد المالية التي تُكتسب من النفط والغاز. مشدداً على وجوب الاستفادة من تجارب هذه الدول لأن هذه علوم إنسانية وتجارب بشرية، وألا يبدأ اللبنانيون من الصفر. مبيناً بأن هذا الموضوع يجب أن يقارب “بأن هذه ثروة وطنية لا تملكها طائفة ولا قوى سياسية معينة ولا جهة معينة ولا منطقة جغرافية معينة، كل غاز ونفط يخرج من أي منطقة في لبنان هي ملك لبنان، ملك الشعب اللبناني كله ويجب أن يقارب هذا الموضوع بروح المسؤولية”.
فما هو صندوق الثروة السيادية وما هي أبرز الدول التي تمتلك تجارب على هذا الصعيد؟
_صندوق الثروة السيادية (SWF) هو صندوق استثمار مملوك للدولة يستثمر في الأصول العقارية والنفطية والمالية مثل الأسهم والسندات والعقارات والمعادن الثمينة، أو في استثمارات بديلة مثل الأسهم الخاصة في الصناديق أو صناديق التحوط.
_ تستثمر الدولة هذه الصناديق في مشاريع اقتصادية على مستوى العالم، لكي تستفيد من عوائد الاستثمار ذات الدور المهم في الإدارة المالية.
_ يتم الاحتفاظ بأصول هذه الدولة بعملات احتياطية محلية وعالمية (مثل الدولار واليورو والجنيه والين).
_ تم استخدام هذا المصطلح لأول مرة عام 2005، من قبل المحلل المالي “أندرو روزانوف” في مقال له بعنوان “من يمتلك ثروة الأمم؟”، والذي نشر في المجلة المصرفية المركزية.
لكن صناديق الثروة السيادية موجودة منذ أكثر من قرن، وتعدّ هيئة الاستثمار الكويتية هي أول صندوق تم إنشاؤه لهذا الهدف، بحيث تم إنشاؤها في العام 1953، لكي تستثمر فيها عائدات النفط الكويتي محلياً وأجنبياً. واعتباراً من نيسان / أبريل 2022، بات ثالث أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم، بأصول يديرها وتقدر بحوالي 712 مليار دولار.
_عادة ما يتم إنشاء هذه الصناديق، عندما يكون لدى الحكومات فوائض في الميزانية ولديها ديون دولية قليلة أو معدومة. لذلك فإنه عند توفر هذه الشروط، فإنه من غير المرغوب دائماً الاحتفاظ بهذه السيولة الزائدة كأموال، أو توجيهها إلى الانفاق الفوري.
_ هناك نوعان من هذه الصناديق:
1) صناديق الادخار: التي تعمل على بناء مدخرات للأجيال القادمة.
2) صناديق الاستقرار: لتحقيق الاستقرار والحد من تقلب الإيرادات الحكومية، ولمواجهة الآثار السلبية لدورات الازدهار والكساد على الإنفاق الحكومي والاقتصاد الوطني.
_ أبرز الدول التي تمتلك صناديق ثروة سيادية وترتيبها عالمياً:
1) الصين: لديها 4 صناديق تمتلك أصولاً تقدّر بأكثر من 1.744 ترليون دولار.
2) النرويج: لديها صندوق يمتلك أصولاً تقدّر بأكثر من 1.388 ترليون دولار.
3) الإمارات: لديها 8 صناديق تمتلك أصولاً تقدّر بأكثر من 1.363 ترليون دولار.
4) السعودية: لديها صندوق يمتلك أصولاً تقدّر بحوالي 1 ترليون دولار.
_ بالرغم مما تعانيه الجمهورية الإسلامية في إيران من حصار وعقوبات أمريكية لأكثر من 43 عاماً، إلا أن لديها صندوق ثروة سيادية للنفط والغاز يمتلك أصولاً قدرت عام 2022 بحوالي 91 مليار دولار.
* المصدر: موقع الخنادق
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع