“بي بي سي” تخطط لإغلاق 382 وظيفة وتعلن عن إغلاق إذاعتها العربية بعد 84 عاما من انطلاقها
السياسية – وكالات:
أعلنت خدمة هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن خطط لتسريع وتيرة تحولها صوب المحتوى الرقمي وزيادة التأثير الجماهيري حول العالم.
وبحسب موقع “بي بي سي” الإلكتروني، فإن هذه الخطوة تأتي تعزيزا لاستراتيجية أعلنت عنها الخدمة في وقت سابق من العام الجاري، بأن تكون منظمة عصرية ذات قيادة رقمية سهلة الاستخدام، تستثمر في رسوم البث كأفضل ما يمكن وتطوّر ما تقدمه من محتوى لمتابعيها.
وتتماشى هذه الخطوة مع تغيّرات طرأت على احتياجات الجمهور حول العالم – مع تحوّل المزيد من الناس صوب المنصات الإخبارية الرقمية – جنبا إلى جنب مع ما تفرضه التحديات المالية الراهنة حول العالم.
ومن بين الخدمات التي أعلن عن إغلاقها إذاعة بي بي سي العربية بعد 84 عاما من انطلاقها، بالإضافة إلى البث الإذاعي بعدد من اللغات الأخرى منها الفارسية والصينية والبنغالية.
ودفع ارتفاع معدلات التضخم، وارتفاع الأسعار، وزيادة كلفة التسوية الخاصة برسوم البث القائمين المسؤولين في بي بي سي إلى خيارات صعبة طالت معظم خدماتها حول العالم.
وتحتاج خدمات بي بي سي العالمية إلى توفير 28.5 مليون جنيه إسترليني، كجزء مما مجموعه 500 مليون جنيه إسترليني من النفقات السنوية، وإلى إعادة الاستثمار والتوجه بالمؤسسة صوب الرقمية.
وفي ضوء ذلك جاءت مقترحات بإغلاق حوالي 382 وظيفة في بي بي سي.
ووفقا للمقترحات، ستتحول خدمة بي بي سي بسبع لغات أخرى إلى المحتوى الرقمي فقط، وذلك اقتداءً بنجاح الخدمة بلغات أخرى تقدّم بالفعل محتوى رقميا خالصا وتحقق مشاهدات جماهيرية جيدة.
ويعني ذلك أن نحو نصف عدد الخدمات الـ 41 التابعة لبي بي سي ستقدّم محتوى رقميا فقط.
أما خدمة بي بي سي العالمية فستواصل تقديم محتواها بكل اللغات وفي كل البلدان التي تبث منها في الوقت الراهن، بما في ذلك اللغات الجديدة التي أضيفت إبان التوسع الذي حدث في عام 2016. ولن يجري إغلاق الخدمة بأي لغة.
وستتوقف بعض البرامج التليفزيونية والإذاعية بموجب تلك الخطط الجديدة. وستتوقف إذاعة بي بي سي عربي وإذاعة بي بي سي فارسي عن البث.
وستواصل الخدمة العالمية تزويد متابعيها بالأخبار في أوقات الاضطرابات، وستؤمّن للجماهير في بلدان مثل روسيا وأوكرانيا وأفغانستان إمكانية الوصول للخدمات الإخبارية الهامة، عبر منصات بث مناسبة.
كما ستواصل الخدمة العالمية باللغة الإنجليزية بثها الإذاعي على مدار الساعة، والذي سيكون متاحا حول العالم. على أنْ تجري تعديلات في مواقيت البرامج ونشرات البودكاست، حسب ما تقتضي الحاجة.
واستطاعت خدمة بي بي سي العالمية بالفعل من تحقيق مستويات قياسية من النمو على الصعيد الرقمي. وتصل الخدمة في الوقت الراهن إلى حوالي 148 مليون شخص بمعدل أسبوعي.
وتضاعف ما يحققه المحتوى الرقمي للغات الخدمة العالمية من مشاهدات (أو تجاوز الضعف) – من 19 في المئة إلى 43 في المئة منذ عام 2018.
وترى مديرة خدمة بي بي سي العالمية ليليان لاندور، أن “الدور الذي تضطلع به بي بي سي عالميا لم يكن ذات يوم أكثر أهمية منه الآن”.
وقالت إن “بي بي سي محلّ ثقة مئات الملايين حول العالم نظرا لما تحرص عليه من مهنية فيما تقدّمه من أخبار، لا سيما في دول تعزّ فيها المهنية”، مضيفة “إننا نساعد الناس في أوقات الأزمات. وسنواصل تقديم الصحافة المُثلى للجماهير سواء باللغة الإنجليزية أو بأكثر من 40 لغة، فضلاً عن زيادة الأثر والتأثير بعملنا الصحفي عبر الدفع بقصصنا الإخبارية إلى أفق أوسع”.
وتتابع قائلة: “ثمة حاجة ماسة إلى التوسع في المحتوى الرقمي المقدّم عبر خدمتنا العالمية من أجل تحسين الخدمة وتحسين التواصل مع جمهورنا. إن الطريق التي يصل بها الجمهور إلى المحتوى الإعلامي تشهد تغيّراً، وفي خضم ذلك يتزايد التحدي الذي يكتنف عملية الوصول إلى الناس حول العالم بصحافة موثوقة وذات جودة”.