السياسية ـ وكالات:

شاركت حفيدة ملك بريطانيا، الأميرة الصغيرة شارلوت، عائلتها في تشييع جنازة جدة والدها، الملكة إليزابيث الثانية.

وظهرت إلى جانب والدتها، مرتدية – مثلها – رداء وحذاء أسودَين وقبعة سوداء، وفقا للتقاليد.

والأميرة شارلوت، ذات السبع سنوات، هي اليوم الثالثة في ترتيب ولاية العرش البريطاني، بعد كل من والدها الأمير وليام (الذي أصبح وليا للعهد)، وأخيها الأكبر جورج (تسع سنوات).

أمّا أخوها الأصغر، لويس، فيأتي بعدها، في المرتبة الرابعة.

حتى مطلع عام 2013 كان القانون ينص على منح الأبناء الذكور الأسبقية في ولاية العهد على أخواتهم الإناث الأكبر سنا، ولولا تغيير الحكومة تلك القاعدة لما كانت اليوم الأميرة شارلوت على قائمة ولاية العرش، ولكان الأمير الصغير لويس مكانها.

فما الذي نعرفه عن القانون الذي أنهى تلك القاعدة – التي استمرت قروناً – والتي تضمّنت تمييزا ضد الإناث بخصوص ولاية العهد؟

في عام 2013 كان البرلمانيون البريطانيون يناقشون مشروع قانون مقترح؛ فوزراء في تلك الحكومة كانوا يريدون إنهاء مبدأ تقديم الأبناء على البنات في وراثة العرش.

بموجب قوانين تلك الفترة، والتي يعود تاريخها إلى عام 1701، كان يحل الذكور محل الإناث في ولاية العرش، وفقط عندما لا يكون لدى الملك ابن ذكر، كما كان الحال بالنسبة لوالد الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، الملك جورج السادس، حيث انتقل التاج إلى الابنة الكبرى، علما أن الملكة إليزابيث كانت نفسها بعيدة عن التاج الملكي ولكن لسبب مختلف.

أصبح ديسمبر/كانون الأول من عام 1936 نقطة تحول دراماتيكية في سيناريو حياة الطفلة إليزابيث، كما يقول روبرت لاسي، المؤرخ البريطاني.

ففي ذلك الشهر، أذهل عم إليزابيث، ديفيد، (الملك إدوارد الثامن)، العالم وعائلته بالتنازل عن العرش ليتزوج من واليس سيمبسون، حبيبته الأمريكية المطلقة، مما دفع إليزابيث البالغة من العمر 10 سنوات إلى الخط المباشر لوراثة العرش حيث حصل والدها الأمير ألبرت على لقب الملك جورج السادس، وأصبحت ابنته الكبرى، إليزابيث، هي الوريثة المباشرة له.

علما أنه لدى الملكة الراحلة أخت واحدة تصغرها هي مارغريت والتي توفيت في فبراير/شباط عام 2002 بعد مرض عضال، ورحلت الأميرة مارغريت عن عمر يناهز الواحدة والسبعين.

“حقبة ماضية”
أثناء النقاشات البرلمانية عام 2013، وصف نائب رئيس الوزراء حينها، نيكولاس كليغ (من حزب الليبراليين الديمقراطيين)، تلك القاعدة التي كانت سائدة بأنها تنتمي إلى “حقبة ماضية”.

وقال إنه “لا مكان لها في بريطانيا الحديثة” وإنها “تعكس تحيزات ومخاوف قديمة”.

جاء ذلك النقاش أثناء الفترة التي كان فيها كل من كايت والأمير وليام ينتظران ولادة طفلهما الأول.

ووصف كليغ تلك القاعدة بأنها تستند إلى “التفوق المفترض للرجل”، قائلا “هذه المفارقة التاريخية خارجة عن خطى مجتمعنا. وترسل رسالة خاطئة إلى بقية أنحاء العالم، وقد حان الوقت لتغيير (تلك) القواعد”.

كما قال إن دول الكومنولث الأخرى كانت قد وافقت من حيث المبدأ على مشروع قانون في اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث في أستراليا في أكتوبر 2011.

فالحديث عن هذا الموضوع الهام لم يبدأ عام 2013؛ ففي قمة بيرث في أستراليا التي ضمت رؤساء وزراء دول الكومنولث، قال رئيس الوزراء البريطاني حينها، ديفيد كاميرون: “الفكرة القائلة بأن الابن الأصغر يجب أن يصبح ملكا بدلا من الابنة الكبرى فقط لكونه رجلا (..) تتعارض مع الدول الحديثة التي أصبحنا عليها”.

مضيفا: “ببساطة، إن رزق دوق ودوقة كامبريدج بطفلة (كأول أبنائهما) فتلك الفتاة ستكون يوما ما ملكتنا”.

وفي كلمتها الافتتاحية للقمة، لم تذكر الملكة بشكل مباشر قوانين ولاية العهد الملكية، لكنها قالت إنه يجب أن يكون للمرأة دور أعظم في المجتمع.

وقال حينها، نيكولاس ويتشل، مراسل بي بي سي للشؤون الملكية، إن ذاك اعتبر تلميحا إلى أن الملكة نفسها أيدت ذاك التغيير .

وأظهرت في تلك القمة رئيسة الوزراء الأسترالية، جوليا جيلارد، حماسا للتغيير، فهي كانت أول امرأة تتولى هذا المنصب السياسي الأعلى في بلادها.

لكن حملة “ريبابليك أو جمهورية”، التي تريد رؤية رئيس دولة منتخب لبريطانيا، اعتبرت التغيير أمرا “غير جوهري”.

وفي نهاية المطاف، في أبريل/نيسان عام 2013 سنّ مشروع القانون وأنهيت بذلك القاعدة التي كانت مبنيّة على أساس جنس المولود.

وبعدها بثلاثة أشهر، ولد جورج ليصبح أول من سيلي والده وليم في ولاية العرش.

من هي الأميرة شارلوت؟

ولدت الأنثى الوحيدة للأمير وليام وزوجته كيت، دوقة كامبريدج، يوم 2 مايو/أيار عام 2015، وبعدها بيومين أعلن قصر كنزينغتون اسم الأميرة البريطانية الوليدة: شارلوت إليزابيث ديانا.

وأصبح يومها اللقب الرسمي للأميرة، التي أصبح ترتيبها اليوم، الثالثة للوصول إلى العرش، صاحبة السمو الملكي الأميرة شارلوت، أميرة كامبريدج.

مع وفاة جدة والدها، إليزابيث، أصبح والدها أمير ويلز وزوجته كيت أميرة ويلز كما حصل على هذا اللقب الأمراء الثلاثة: جورج وشارلوت ولويس.

واسم شارلوت هو الصيغة المؤنثة من اسم تشارلز، فيما يبدو أنه تحية لتشارلز، جد الأميرة الصغيرة وملك بريطانيا الجديد.

أما الاسم الأوسط للأميرة فجاء على اسم جدتها الملكة إليزابيث، أما اسمها الأخير فهو على اسم الأميرة ديانا، والدة الأمير وليام الراحلة.