السياسية :

في الوقت الذي كان فيه الخطباء وأئمة المساجد من الوهابيين يباركون قرار المملكة بشن الحرب على اليمن، وقد تحولوا إلى “مطية لأعداء الأمة من الأمريكان وغلاة الفكر الصهيوني والنظام الغربي المتصهين برمته، لتنفيذ مخططاتهم بحق الأمة وهويتها، حتى وصل الحد بالعلماء المنضوين تحت العدوان إلى وصف قصف طائرات تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي لليمن وقتله للمدنيين، بالمشيئة والإرادة الربانية ليبرروا بذلك مجازر وجرائم العدوان بحق اليمن”، كما وصفهم رئيس حكومة صنعاء، الدكتور عبد العزيز بن حبتور، كان أمثال العلامة، أبو بكر المشهور، -الذي يحيي اليمن اليوم ذكرى أربعينيته- مثالاً للعلماء الوسطيين الذين وقفوا ضد نهج التكفير ودعوات العصبية المذهبية، داعياً الناس إلى الوحدة والأخوة.

لتصويب البنادق صوب الاحتلال

ولد العالم والداعية الصوفي، أبو بكر بن علي المشهور العدني، في مدينة أحور في محافظة أبين، ينتمي إلى آل باعلوي من حضرموت في شرق البلاد، التي عرفت بمقاومتها للاحتلال البريطاني. عمل في البداية مدرساً، ثم انتقل إلى السعودية عام 1980، واستمر خلال مدته اقامته فيها والتي استمرت 12 عاماً، بإلقاء الخطب والتوجيه وإماماً في عدة مساجد في جدة، ثم عاد إلى اليمن، عند إعلان الوحدة بين شطري البلاد في بداية التسعينيات، وتفرغ للدعوة والإرشاد.

يعدّ العلامة الذي ولد عام 1947 من أبرز قيادات التيار الصوفي، وقد ولد لأسرة توارثت العلم والدراسات الدينية الفقهية. تلقى أولى مراحل تعليمه على يد أبيه العالم علي بن أبي بكر بن علوي المشهور، الذي كان مفتيا لمدينة أحور، وحفظ على يده القرآن، إضافة لعلوم الشريعة.  وتنقل طالباً للعلم بين عدن وتريم وأحور، وتلقى العلوم على يد كبار المشائخ وأبرزهم محمد بن سالم البيحاني.

ويقول مقربون منه وعلى إطلاع كبير بسيرته ومؤلفاته أنه “قد جمع في تعليمه بين التقليدي الذي يعتمد التلقي المباشر والشفهي عن الشيوخ، والتعليم الأكاديمي المعاصر إذ تخرج في قسم اللغة العربية في كلية التربية بجامعة عدن، وحصل منها أيضاً على شهادة الدكتوراه في الفقه.

أنشأ العلامة، عشرات المعاهد التربوية التعليمية تحت مسمى “أربطة التربية الإسلامية”، وهي مجمعات يأوي إليها طلاب الجامعات ومدارس التعليم الأساسي والثانوي، ويُقَدم لهم فيها المسكن والمأكل بإسهام من كثير من المتطوعين والمتبرعين. كما بعض مراكز الدراسات والأبحاث في أنحاء البلاد، وكانت له رحلات عديدة إلى مصر والشام والأردن وسريلانكا وغيرها من البلاد، وأخذ عن كثير من علمائها.

المؤلفات

للعلامة المشهور مؤلفات في مجالات عدة، وعرف عنه أيضا أنه مارس الرسم والفن التشكيلي، وكتب في التاريخ والأدب، وله دواوين شعرية (منها: المورد العذب، الحواشي، الوشاح الأحمر، بكاء القلم) إضافة للفكر وفقه الدعوة، وابرزها:

-إحياء لغة الإسلام العالمية.

-دوائر الإعادة ومراتب الإفادة.

-سلسلة أعلام مدرسة حضرموت.

-المستشرقون والتنويريون.

-مستجدات فقه الدعوة إلى الله في المرحلة المعاصرة.

-فقه الدعوة للمرأة المسلمة.

ويروي مستشار المجلس السياسي الأعلى، البروفيسور عبد العزيز الترب، “عرفت العلامة المشهور في عدن وتحديداً في مسجد العسقلاني عندم كنت اتردد عليه بصحبة الفقيد ابوبكر شفيق لزيارات منتظمة للعلامة الشيخ محمد سالم البيحاني وعند اندلاع فتنة الحرب الاهلية بين فدائي الجبهة القومية والتحرير في شوارع المنصورة والشيخ عثمان وخرج معي المشهور والبيحاني لمناشدة الطرفين وقف القتال وتصويب بنادقهم صوب المحتل البريطاني”.

وكان العلامة المشهور قد توفي يوم الأربعاء 27 يوليو/تموز 2022 في أحد مستشفيات العاصمة الأردنية، عمان، بعد رحلة للعلاج من مرض عضال.

*المصدر: موقع الخنادق اللبناني

* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع