روسيا تدخل على خط الصراع في اليمن..التفاصيل والنتائج
السياسية – رصد :
لقد كانت زيارة الرئيس الامريكي بايدن إلى السعودية خلال الأسابيع الماضية مثيرة للجدل، فعندما كان مرشحا رئاسياً، رسم بايدن خطاً بارزاً لسياسته، إذ تعهد بجعل المملكة السعودية دولة “منبوذة” بسبب سجل حقوق الإنسان القاتم لديها. واستخدم هذه المصلحات الحادة ليظهر الفارق بينه وبين الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي تقارب مع المملكة العربية السعودية دون تحفظات،إضافة إلى إنهاء حرب اليمن ومنع بيع الأسلحة إلى السعودية التي كانت إحدى الشعارات التي رفعها بايدن خلال حملتة الانتخابية، ولكن بعد الحرب الروسية الاوكرانية تغيرت سياسة ترامب تجاه المملكة السعودية ، ما يطرح العديد من التساولات، فهل كان لزيارة بايدن إلى السعودية تأثير على العلاقات السعودية الروسية.
ماذا يفعل وفد المجلس الانتقالي في روسيا؟
موخراً تناولت بعض المواقع الإلكترونية المهتمة بالشأن اليمني أن الامارات اوفدت سراً عدداً من قيادات المجلس الانتقالي في اليمن لطلب دعم روسي شرق اليمن.
وفي هذا السياق كشف قيادي بارز في المجلس الانتقالي، المنادي بانفصال جنوب اليمن، عن ارسال وفد من كبار قيادات المجلس إلى روسيا لطلب دعم للسيطرة على المناطق النفطية شرق البلاد.
من جهةٍ أخرى أشار سالم الشيبة في تغريدة على صفحته الرسمية إلى أن الشخصيات التي تشارك في الوفد تم اختيارها بعناية وبناء على علاقتها السابقة بالروس وانها تبحث تعزيز العلاقة بين الانتقالي وموسكو.وفي هذا السياق ، كشفت مصادر في المجلس الجنوبي التابع للإمارات تفاصيل جديدة عن الوفد ، حيث أشارت إلى أن تشكيله الوفد تم بناء على مقترح اماراتي وتم خلال اللقاء الذي جمع رئيس المجلس الزبيدي بوفد الحوار الجنوبي ..
الإمارات لعبت دوراً محورياً في التنسيق بين الوفد وروسيا
بعد انتشار الخبر حول زيارة وفد من المجلس الانتقالي الجنوبي إلى روسيا لطلب الدعم الروسي من أجل السيطرة على المناطق النفطية في شرق اليمن تم الإشارة من قبل بعض المصادر إلى أن زيارة الوفد تمت بتسيق إماراتي ، حيث إن وفد المجلس الانتقالي نسقت الامارات سفره بطائرة خاصة ، وسيطلب رسميا تدخلا روسيا في المناطق الشرقية لليمن وإمدادات بالسلاح.وهنا يطرح العديد من التساؤلات هل ستقبل روسيا بتقديم الدعم للمجلس الانتقالي الجنوبي وهل ستدخل روسيا موخراً في الحرب في اليمن؟
ما تجدر الإشارة اليه أنه إذا ما تم القبول من الجانب الروسي لتقديم الدعم للمجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب اليمن فإن ذلك سيكون له تأثير كبير في تغير مسار الحرب في اليمن، وسوف يزداد الخلاف الحاصل بين السعودية والإمارات فلكل من الإمارات والسعودية منافع خاصة في اليمن وحالة المنافسة بين الدولتين واضحة في اليمن فالإمارات تدعم المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي يطالب بالانفصال عن شمال اليمن، بينما تدعم السعودية مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي.
خلافات سعودية روسية
لا يخفى على أحد أن الخلافات بين السعودية وروسيا زادت كثيراً بعد زيارة بايدن إلى السعودية فالهدف الرئيسي لزيارة بايدن إلى السعودية كان اقناع السعودية بزيادة الإنتاج النفطي من أجل تعويض النقص الذي حصل في انتاج النفط والغاز عقب الحرب الروسية الأوكرانية، وهذا بحد ذاته ازعج روسيا كثيراً ، من جهة اخرى يرى مراقبون ومهتمون بالشأن اليمني أن المجلس الانتقالي قد يستغل فجوة الخلافات بين السعودية وروسيا في اعقاب قمة بايدن في جدة للدفع نحو تعزيز أوراقه وخصوصا في المحافظات النفطية شرق اليمن والتي تشهد مخاضاً فجر توا صراعاً بين الامارات والسعودية على خلفية اقالة فرج البحسني الحليف الأبرز للانتقالي والموالي للإمارات..
وفي هذا السياق يمكن القول إن سبب الخلاف السعودي الروسي هو أن السعودية عملت منذ البداية على الاستفادة من التداعيات العالمية للحرب الأوكرانية في الضغط على الدول الكبرى لتدعيم موقفها في اليمن، وذلك باستخدام “أداة تأثير مهمة” وهي النفط. فموقف السعوديّة الذي عكس موقفًا مُؤيِّدًا للجانب الامريكي في دعم الجانب الأوكرانيّ، من جهةٍ اخرى هل يا ترى سوف يكون دعم روسيا للمجلس الانتقالي الجنوبي رداً على على السعودية إذا ما رضخت للضّغوط الأمريكيّة لزيادة الإنتاج لخفض الأسعار، وتخفيض الضّغوط على الاقتصاديّات الغربيّة؟.
في الختام يمكن القول إن حركة أنصار الله في اليمن سوف يكون لها موقف رافض لأي دولة خارجية يعمل على المساس بالسيادة الوطنية لوحدة اليمن، فتقديم دعم روسي للمجلس الانتقالي الجنوبي من شأنه أن يساعد بالانفصال وهذا غير مقبول لدى حركة انصار الله، وفي هذا السياق يبقى الاعلان عن المواقف رهينة الايام القادمة، كما أن دور الامارات في التنسيق بين المجلس الانتقالي وروسيا سوف يعمق الخلاف بين السعودية والإمارات في اليمن، فعودة المجلس الانتقالي الجنوبي من جديد الى الواجه يضعف مجلس القيادة الرئاسي الذي تم تشكيله بتوافق سعودي اماراتي.
* المصدر :الوقت التحليلي
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع