دول الخليج والتطبيع المذل مع الكيان الصهيوني
السياسية – كتب: المحرر السياسي
وجهّت الأنظمة الخليجية بتطبيعها مع كيان العدو الصهيوني، طعنة قاتلة لتاريخ طويل من النضال المشروع للأمة العربية، التي ضحّت بقوافل من الشهداء قدموا أرواحهم رخيصة ضد الكيان الصهيوني وتحرير الأرض المغتصبة.
الشيء المؤسف أن التطبيع مع كيان العدو الصهيوني جاء والأمة تعيش أضعف حالاتها بعد أن تمكنت قوى الاستخبارات العالمية من ضرب مفاصل القوة فيها وإيجاد أسباب العداء فيما بينها، والتشجيع على قيام كيانات صغيرة وهزيلة لتسهيل السيطرة عليها بالإضافة إلى تدمير القوة العسكرية العربية التي كانت تمثل المعادل الطبيعي لجيش الاحتلال، والأمر واضح في تدمير الجيشين السوري والعراقي والمحاولات التي تتم حالياً لتدمير الجيش المصري.
لقد ارتكبت دول الخليج، جريمة في تاريخ الأمة العربية المعاصر عندما هرولت للتطبيع مع كيان محتل وغاصب ومن موقع الضعف لترضي بذلك الولايات المتحدة الأمريكية وقوى الاستعمار الغربي.
بدأ التأييد العربي للقضية الفلسطينية يضعف وبسبب الآلة الإعلامية الأمريكية والغربية التي تحاول ليلاً نهاراً عبر بث مركز آلي، الإقرار والتسليم بواقع الهزيمة وتدمير نفسية المواطن العربي وتحويل اهتماماته إلى قضايا ثانوية لا تمت بصلة لواقعه المرير، ودولة الإمارات مثل حي على ذلك.
لقد نسفت دولة الإمارات الهوية العربية وشككت في دين الأمة ووضعت مقدراتها في يد الصهيونية والولايات المتحدة الأمريكية، ويتساءل المواطن العربي من أجل ماذا تنازلت دول الخليج عن هويتها ودينها وقيمها وأخلاقياتها؟ هل دواعي الأمن فرضت عليها ذلك؟ ومن ماذا تخاف وهي ليست دول مواجهة ولم تقدم شيئاً لنصرة القضية الفلسطينية عبر مسيرة النضال المشروع؟.
إن ما أقدمت عليه دول الخليج لا يمت للأمة العربية وتاريخها ودينها وأخلاقياتها بأي صلة، لكن بالمقابل هناك بروز واضح لمحور المقاومة المتمثل في إيران وسوريا واليمن والعراق التي تقف بكل ما تمتلك لنصرة القضية الفلسطينية في زمن الانهيار الأخلاقي العربي.