السياسية:

يحتفي العالم اليوم بكل هارب من بلاده بسبب الخوف من التعرض للاضطهاد نتيجة عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية أو لآرائه السياسية. وبكل شخص لا يستطيع أو لا يريد أن يستظل بحماية بلاده، وبكل شخص لا يملك جنسية في البلد البديل، ولا يستطيع أو لا يريد العودة إلي بلده الأصلي.

في 20 يونيو (حزيران) احتفى العالم بنحو مئة مليون شخص بين لاجئ وطالب لجوء ونازح قسرياً بسبب الاضطهاد، أو الصراعات، أو العنف، أو انتهاكات حقوق الإنسان، أو الأحداث التي تخل بالنظام العام على نحو خطير، أو كل ما سبق.

اليوم، يقول العالم إنه يحتفي بهؤلاء ليسلط الضوء على قوة وشجاعة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بسبب الصراعات أو الاضطهاد، ولمزيد من التفهم لمحنتهم، وللاعتراف بعزيمتهم في إعادة بناء حياتهم.

الاحتفاء بكل لاجئ

اللافت والمؤسف أن هذا اليوم كان يعرف بـ”يوم اللاجئ الأفريقي”، قبل أن يغير اللجوء دفته ويوسع قاعدته ويتسع لملايين البشر من مشارق الأرض ومغاربها، جنوبها وشمالها. وأصبح “اليوم العالمي للاجئين” في ديسمبر (كانون الأول) 2000 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

اليوم، قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش إن أعداد اللاجئين في العالم بلغت مستويات قياسية، وهي المستويات التي اعتبرها “إدانة قاتمة لعصرنا”. ودعا غوتيريش البشرية إلى الاصطفاف من أجل التضامن والدفاع عن سلامة نظام الحماية الدولية، مع وضع الإنسانية المشتركة نصب الأعين دائماً.

دائماً يفرض الحدث نفسه على الاهتمام والاكتراث والتعاطف والتضامن. وقواعد الطبيعة البشرية تقول إن موت شخص واحد له تأثير قوي على العواطف والمشاعر، لكن كلما ارتفعت أعداد الموتى، زاد عدم الاهتمام وانخفض مؤشر المشاعر. ملايين الأرواح التي تقضي في كوارث طبيعية وحروب وصراعات واقتتالات تتحول بسرعة من خانة الصدمة والتضامن والتعاطف غير المشروطين إلى خانة “قدر الله وما شاء فعل”.

نزوح قسري غير مسبوق

ما فعلته الحروب والاقتتالات والصراعات المسلحة والتقلبات السياسية، ومن ثم الأمنية الحادة، دفعت النزوح القسري خلال عام 2021 إلى تحقيق مستويات قياسية، مع انخفاض أعداد الأشخاص العائدين إلى بلدانهم.

وبحسب “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”، بلغ عدد الأشخاص الذين أجبروا على الهروب من بيوتهم في نهاية 2021 نحو 89،3 مليون شخص، بزيادة ثمانية في المئة عن العام السابق، وما يزيد على ضعف النسبة قبل عقد. وضمن الأرقام القياسية، انضمام 27،1 مليون لاجئ للقوائم و53،2 مليون نازح داخلياً في بلدانهم.

هذا الارتفاع غير المسبوق نجم عن تفجر حالات طارئة في بلدان عدة. فمن عودة طالبان لصدارة المشهد في أفغانستان، أغسطس (آب) الماضي، إلى الصراع الدائر في تيغراي في إثيوبيا، إلى حركات التمرد العنيفة في منطقة الساحل الأوسط في أفريقيا، لا سيما في بوركينا فاسو وتشاد، إلى ميانمار والتطورات السياسية التي أدت إلى اندلاع أعمال عنف أجبرت كثيرين على الفرار، إلى استمرار فرار الفنزويليين من بلدهم، زادت معدلات النزوح واللجوء وطلباته بشكل كبير.

أوكرانيا تسحب البساط

مع تفجر حرب روسيا على أوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي، يطرح ملف اللاجئين والنازحين نفسه في اليوم العالمي للاجئين هذا العام، باعتباره أهمية قصوى وضرورة بالغة الخطورة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة حتى خمسة أيام مضت إلى 13 مليون أوكراني فروا من بيوتهم منذ الحرب: خمسة ملايين إلى دول مجاورة، بينما نزح ما لا يقل عن ثمانية ملايين داخل أوكرانيا.

أمين عام الأمم المتحدة سلط الضوء في رسالته اليوم على أوكرانيا، باعتبارها أحدث المنضمين إلى ملف اللجوء والنزوح، وكذلك لإسهاماتها السريعة في ضخ ملايين النازحين في خلال أسابيع قليلة، لكن يبقى اللجوء العربي في قلب اليوم العالمي للاجئين، وبالطبع في ملف اللجوء العالمي: مستقبله وحاضره وماضيه.


تنشب نزاعات في دول أفريقية، تحتدم وتشتعل ثم تخفت بعد أشهر أو سنوات. وتحدث مشكلات كبرى في دول بأميركا اللاتينية، حيث تهدد الأوضاع الأمنية والاقتصادية البعض، فيهرعون إلى دول مجاورة بحثاً عن الأمن والاستقرار، وغالباً تتغير الأوضاع بعد فترات زمنية تطول أو تقصر. وتطرأ حروب مسلحة في صراعات جيو سياسية في دول أوروبية، فتستمر أشهراً أو حتى سنوات، ثم تخفت بعد أن يحقق الطرف المنتصر غاية المنى والمراد. كذلك الحال في آسيا، حيث تجبر قلاقل هنا أو حملات اضطهاد هناك فئات بعينها على الفرار قبل أن تتدخل قوى دولية أو يعاد ترتيب خريطة المصالح.

تبقى منطقة الشرق الأوسط محتفظة لنفسها بدور البطولة المطلقة في ملف اللجوء. يخفت دورها حيناً لكن سرعان ما يتألق تألقاً مستداماً، نظراً إلى وفرة عوامل إبقاء الصراعات مشتعلة، ومن ثم ضخ النازحين واللاجئين باستمرار. وعلى الرغم من أن ذكرهم بات شحيحاً، وتذكرهم أصبح ضئيلاً، فإن كلمتي اللجوء وفلسطين ارتبطتا ارتباطاً وثيقاً منذ ما يزيد على ثمانية عقود، هي عمر الصراع العربي الإسرائيلي.

سبعة عقود من الشتات

يبدو أنه لفرط قدم القضية بات الحصول على أرقام دقيقة للاجئين الفلسطينيين حول العالم أمر بالغ الصعوبة. وهذا مفهوم ومنطقي. سبعة عقود من الشتات خلفت أجيالاً متتالية من أبناء وأحفاد اللاجئين الأول.

“أونروا”، وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، كان هدفها منذ تأسست بموجب القرار رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 ديسمبر (كانون الأول) عام 1949، تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين، لكن في ظل غياب حلول حقيقية لملف لاجئي فلسطين، مرت الوكالة بمشكلات تمويل عدة، وحاولت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإبقاء عليها عبر تجديد أمد عملها، وكان آخرها التمديد حتى 30 يونيو (حزيران) 2023.

وبحسب تعريف الأونروا، فإن اللاجئين الفلسطينيين هم أولئك الأشخاص الذين كانوا يقيمون في فلسطين في الفترة بين يونيو (حزيران) عام 1946 وحتى مايو (أيار) عام 1948، والذين فقدوا بيوتهم ومورد رزقهم نتيجة حرب عام 1948. وبحسب هذا التعريف، فإن ثلث اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا يقيمون في 58 مخيماً معترفاً به للاجئين في كل من الأردن ولبنان والجمهورية العربية السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

لاجئون مقابل الملايين… الأسئلة الشائكة لاتفاق “رواندا- بريطانيا”
ووقت أن بدأت الوكالة عملها في 1950، كانت تستجيب لاحتياجات نحو 750 ألف لاجئ فلسطيني، أصبح عددهم اليوم نحو خمسة ملايين. لكن يبقى العدد الحقيقي للاجئين الفلسطينيين بشكل عام أكبر من ذلك بكثير. وتقدر أعدادهم منظمات تعني بشؤون اللاجئين والنازحين الفلسطينيين بما يزيد على سبع ملايين في شتى أرجاء الأرض.

لكن سمة الأرض الواقعة في منطقة الشرق الأوسط هي الصراع. وتشير ورقة بحثية نشرها “مركز مالكولم – كير كارنيغي للشرق الأوسط” عنوانها “أزمات اللاجئين في العالم العربي” (2019) إلى أن الصراع من السمات الفارقة في الشرق الأوسط، وهو يرغم الملايين من الناس على مغادرة أوطانهم.

يشار إلى أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قدرت أعداد المهاجرين في العالم خلال 2019 بـ272 مليون شخص، أي 3،5 في المئة من سكان الكرة الأرضية. وتستضيف الدول العربية 59 في المئة من هذا التعداد، ويشكلون نحو عشرة في المئة من سكان المنطقة.

تحركات سكانية ضخمة

تشير الورقة إلى أن هذه الأعداد الضخمة من اللاجئين وطالبي اللجوء في العالم تسلط الضوء على قصور المواثيق الدولية في ما يتعلق بمواجهة التداعيات الإنسانية للتحركات السكانية الضخمة. وفي المنطقة العربية، فرضت الأزمة على الدول المضيفة ضغوطاً كبرى، لا سيما إن هذه الدول، المحملة أصلاً بمسؤولية سكانها وملفاتهم الضاغطة، تبذل جهوداً خارقة للعناية بهذه الموجات من عابري الحدود القادمين من مناطق تهددهم بالخطر. كما تشير الورقة إلى تدهور منهجي لحقوق اللاجئين ونوعية حياتهم ومستوى التعليم الذي يحصل عليه صغارهم، ما يعرض آفاقهم المستقبلية للخطر.

خطورة من نوع آخر تفرض نفسها في اليوم العالمي للاجئين هذا العام، وهي سلسلة التهديدات والأخطار التي تتعرض لها اللاجئات بشكل خاص، لمجرد كونهن إناثاً.

لجوء النساء خطر مضاعف

الأرقام تشير إلى أن 33 في المئة من المهاجرين واللاجئين والنازحين في الدول العربية نساء. وغالباً ينتهي بهن الحال للقيام بوظائف إنتاج وخدمات متدنية الأجر، أغلبها في قطاعات الاقتصاد غير المنظم مثل العمل المنزلي، ما يعني تعرضهن لخطر الاستغلال بأنواعه بشكل مضاعف.


القصص كثيرة. عنف جسدي، واعتداء جنسي، وإتجار في البشر لأغراض الاستغلال الجنسي. وفي المقابل فإنهن يحصلن على أقل القليل من الخدمات الطبية والقانونية والاجتماعية، وبالطبع النفسية.

وقبل يوم واحد من اليوم العالمي للاجئين، كان اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع. واليومان متشابهان، والأزمتان وجهان لعملة واحدة، ألا وهي الحاجة إلى التماس الأمان.

ليس أمراً طبيعياً

المكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية أطلق اليوم حملة (#ليس_أمراً_طبيعياً) التي تسعى إلى التصدي لخطر اعتبار العنف القائم على النوع الاجتماعي أمراً طبيعياً، ويشمل ذلك العنف الجنسي والممارسات الضارة، لا سيما في أوقات الأزمات والأوضاع الإنسانية الصعبة.

المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، لؤي شبانة، يقول إن الأزمات الممتدة في المنطقة خلّفت آثاراً هائلة على الجميع، لكنها نالت بصفة خاصة من النساء والفتيات اللاتي تعرضن لمخاطر أعلى من العنف، بما في ذلك ما يهدد حياتهن، ويشمل العنف الجنسي ومحدودية توافر الخدمات الأساسية. وأضاف، “في بعض المجتمعات تخبرنا النساء والفتيات أن العنف الممارس بحقهن بات أمراً طبيعياً على الرغم من أنه هدد صحتهن وحياتهن”.


والمقصود باعتبار العنف “أمراً طبيعياً” هو تزايد الإحساس بالقبول الجماعي للعنف ضد النساء والفتيات كظاهرة اجتماعية. وتشمل العوامل المساهمة في الظاهرة انتشار أوجه اللامساواة بين الجنسين والتآكل المتزايد في آليات الحماية، فضلاً عن غياب المحاسبة القانونية.

وطالب شبانة المجتمع الدولي ببناء جبهة موحدة لرفض انتهاج العنف في التعامل مع النساء والفتيات لدرجة اعتباره أمراً طبيعياً، مع إعطاء الأولوية لحقوقهن، وتشمل تمتعهن بالحق في حياة بلا عنف، وذلك في سياق الاستجابة للأزمات الإنسانية.

أزمات طاحنة لكنها تخفت

تبقى الأزمات الإنسانية العربية التي تخلّف لاجئين ونازحين كثيرة، بعضها يبقى بعيداً من الضوء لطول أمد الأزمة، والآخر يجدد نفسه تلقائياً. وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 13،4 مليون شخص في حاجة إلى مساعدة في سوريا، لا سيما أن هناك 6،7 مليون نازح داخلياً. وخارجياً في شتى بقاع الأرض فر 6،6 مليون سوري منذ بدء الصراع، منهم 5،5 مليون في دول مجاورة. ووصفت منظمات الأمم المتحدة اللجوء السوري بأنه “أكبر أزمات اللجوء في العالم منذ عقود”.

ثلثا لاجئي العالم كانوا من خمس دول فقط، هي بالترتيب: سوريا (6،8 مليون) وفنزويلا (4،6 مليون) وأفغانستان (2،7 مليون) وجنوب السودان (2،4 مليون) وميانمار (1،2 مليون)، لكن جد في الأمور أوكرانيا ولاجئوها.

وعلى الرغم من وجوب التضامن الكامل مع اللاجئين والنازحين من جحيم الحرب، فإن اليوم العالمي للاجئين مناسبة جيدة لتسليط الضوء على اللاجئين العرب الذين تجرعوا مرارة مضاعفة بسبب الحرب الروسية، وتركز اهتمام العالم على لاجئي أوكرانيا.

أوكرانيا واللاجئون العرب

ضاعفت حرب أوكرانيا من أزمة اللاجئين العرب، لا سيما أولئك الذين استقروا أو لجأوا إليها. وتشير التقديرات إلى فرار نحو 80 ألف لاجئ من أوكرانيا بعد الحرب الروسية، ونسبة كبيرة من هؤلاء طلاب ولاجئون عرب.

لكن للوضع في أوكرانيا أوجهاً عدة. ويشير مقال تحليلي عنوانه “اللاجئون يطالبون بالحرية التي منحها الاتحاد الأوروبي للأوكرانيين”، في منتدى “فكرة” التابع لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مارس 2022، إلى أن ترحيب الاتحاد الأوروبي باللاجئين الأوكرانيين أدى إلى تحفيز المهاجرين الآخرين المحاصرين في ليتوانيا للمطالبة بمعاملة متساوية كالأوكرانيين باعتبارهم لاجئي حرب.


يشير كاتب المقال، الصحافي العراقي أزهر الربيعي، إلى أنه في مطلع العام الماضي، تدفق آلاف المهاجرين غير النظاميين من جنسيات مختلفة، عبروا الحدود البيلاروسية متجهين نحو ليتوانيا. ويشكل العرب نسبة كبيرة منهم، بعد أن فروا من بلدانهم غير المستقرة، مثل العراق وسوريا وليبيا، حالمين بالوصول إلى أوروبا، بحثاً عن حياة مستقرة لهم ولأسرهم.

التعقيدات والتوازنات السياسية وضعت هؤلاء في موقف الرفض. كما اكتشف أغلبهم بعد دفع آلاف الدولارات لعصابات التهريب أن الأمور لم تسر كما كان مخططاً لها. ووجدوا أنفسهم في مخيمات كانت في الأصل سجوناً يعانون فيها ظروفاً معيشية وصحية بالغة الصعوبة، في حين ينتظر بعضهم قرارات طلبات اللجوء. ويشير الربيعي إلى أنه تم رفض معظم طلبات اللجوء المقدمة من قبل المهاجرين، وبينهم ما لا يقل عن ألفي مهاجر عراقي يشكلون الأغلبية.

صحة اللاجئين

أغلبية لاجئي العالم في إقليم شرق المتوسط، ما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الدول المضيفة. يقول المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط “إمرو”، أحمد المنظري، إن الإقليم يحتضن 59 في المئة من جميع اللاجئين في العالم، ما يعني مسؤولية حماية وتوفير الخدمات الطبية الأساسية لهم، ومنها اللقاحات.

وأضاف المنظري، في مناسبة اليوم العالمي، إن اللاجئين من الفئات الأشد تأثراً بالطوارئ الصحية وغيرها من الأخطار، مشيراً إلى الدروس المستفادة من جائحة “كوفيد – 19″، وهي “أنه لا أحد في مأمن من الخطر حتى ينعم الجميع بالأمان، لا سيما الفئات السكانية الأشد تأثراً بالمخاطر”، مشيراً إلى تسجيل إقليم شرق المتوسط ثاني أدنى نسبة للتغطية بلقاحات “كوفيد – 19″، وهي 43 في المئة. وطالب المنظري بتوفير الرعاية الصحية المتواصلة لجميع اللاجئين، بما في ذلك خدمات الصحة النفسية والدعم الاجتماعي.

في اليوم العالمي للاجئين، وراء كل من المئة مليون لاجئ أو طالب لجوء أو نازح قصة. ويبقى “التماس الأمان” الغاية الكبرى لكل منهم.

بقلم: أمينة خيري ـ صحافية
المادة الصحفية نقلت حرفيا من موقع اندبندنت عربية وتعبر عن راي الكاتب