السياسية:

وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا بأنها “مجنونة وطائشة”.

وفي خطاب ألقاه في مؤتمر اقتصادي سنوي يعقد في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، قال إن الدول الغربية فشلت في كسر شوكة موسكو وإن “الحرب الاقتصادية على روسيا لم يكن لديها منذ البداية أي فرصة للنجاح”.

واعتبر أنها كانت “أكثر ضررا” للدول التي فرضتها.

وتسعى الدول الغربية إلى تحقيق توازن بين معاقبة روسيا وحماية اقتصاداتها.

وزعم بوتين أن الاتحاد الأوروبي قد يخسر أكثر من 400 مليار دولار بسبب عقوباته على روسيا.

وقال إن التضخم آخذ في الازدياد داخل الكتلة المكونة من 27 دولة، مضيفا أنه تم تهميش المصالح الحقيقية للناس في أوروبا. لكن الرئيس الروسي لم يوضح ما يعنيه ذلك.

تأثير العقوبات على روسيا
ومع ذلك، حذر مسؤولون روس من أن الاقتصاد الروسي يعاني من أضرار جسيمة من العقوبات. وقالت محافظة البنك المركزي الروسي، إلفيرا نابيولينا، يوم الخميس إن “15٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد” مهدد بسبب الاجراءات الدولية ضد روسيا.

كما بدت نابيولينا متشائمة بشأن احتمال حدوث أي انتعاش وشيك، حيث أخبرت المشاركين في مؤتمر سان بطرسبرغ بأنه “من الواضح للجميع أنه (الانتعاش) لن يكون كما كان من قبل”.

وقالت “الظروف الخارجية تغيرت ولفترة طويلة، إن لم يكن إلى الأبد”.

وكان رئيس أكبر بنك في البلاد، سبيربنك، حذر يوم الجمعة، من أن الأمر قد يستغرق أكثر من عقد حتى يعود الاقتصاد الروسي إلى مستويات ما كان عليه عام 2021.

لكن بوتين سعى إلى إبداء نبرة متفائلة وناشد الشركات الروسية الكبرى لمواصلة العمل في البلاد، وسط تقارير تفيد بأن عددا متزايدا من أصحاب الأعمال يعيدون تركيز جهودهم على العمليات خارج روسيا.

وقال بوتين: “استثمروا هنا. الأمر أكثر أمانا في بلدكم. أولئك الذين لم يرغبوا في الاستماع إلى هذا الكلام، خسروا الملايين في الخارج”.

وأكد بوتين أن روسيا تدخل نظاما عالميا جديدا بصفتها دولة قوية وعصرية.

وقال إنه كان “واضحا” أن قواعد النظام العالمي الجديد ستضعها دول وصفها بأنها “قوية وذات سيادة”.

وأشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة تتظاهر بأنها لا تلاحظ وجود مراكز نفوذ قوية أخرى في العالم.

وأضاف أن الدول الغربية ما تزال تفكر بمفاهيم القرن الماضي حيث تعامل الدول الأخرى وكأنها مستعمرات لها. وقال إنها تحاول عزل أو إلغاء الدول “الخطأ”، على حد وصفه.

ووصف الرئيس الروسي الاتحاد الأوروبي بأنه خسر “سيادته السياسية” في رده على الحرب في أوكرانيا.

وجاء خطاب بوتين بعد أن أوصت المفوضية الأوروبية بمنح أوكرانيا مكانة الدولة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي.

لكن المفوضية حذرت من أنه يتعين على أوكرانيا أن تدخل إصلاحات على قضايا سيادة القانون والأوليغارشية وحقوق الإنسان وأن تحارب الفساد.

وتطرق بوتين إلى الحرب في أوكرانيا قائلا إن قرار روسيا بشن ما وصفه بالعملية العسكرية الخاصة كان صعبا ولكنه “فرض علينا”.

وقال إن الهدف من العملية هو توفير الحماية لـ “شعبنا” أهالي إقليم دونباس في شرقي أوكرانيا، بينما كرر اتهاماته التي لا أساس لها بأنهم “تعرضوا لعملية إبادة جماعية”.

وأضاف بوتين أن “الغرب يواصل ضخ الأسلحة لأوكرانيا، قائلا إن “جميع أهداف العملية الخاصة سيتم تحقيقها بدون أدنى شك”.

المصدر: بي بي سي