دراسة : الهجرة هي مصدر دخول وباء الكوليرا الى اليمن
بقلم : سارة نيوي
(صحيفة ” الديلي تلغراف” البريطانية، ترجمة: نجاة نور – سبأ)
توصل باحثون أن تفشي الكوليرا الحاد في اليمن، الذي يعتبر أسوأ ما في التاريخ، جاء إلى البلد الذي مزقته الحرب بسبب المهاجرين من شرق أفريقيا الي اليمن.
يصارع اليمن هذا المرض منذ عام 2016 ، فحسب تقارير منظمة الصحة العالمية أكثر من 1.2 مليون حالة مشتبه بإصابتها بهذا المرض و 2500 حالة وفاة على الرغم من أن البعض يعتقد أن هذه الأرقام مبالغ فيها.
لكن في أول دراسة لتتبع سلالة الكوليرا المسؤولة عن تفشي المرض ، وجد العلماء الذين يستخدمون تقنيات التسلسل الجيني أن الهجرة وراء ظهور المرض في البلاد.
السلالة نشأت في جنوب آسيا في عام 2012 ، وفقا للبحوث التي نشرت في مجلة الطبيعة يوم الثلاثاء ، ولكن انتقلت إلى اليمن من شرق أفريقيا. لطالما شكلت اليمن مفترق طرق للتجارة والاتصالات بين إفريقيا وآسيا ، ويرتبط الوباء الحالي ارتباطًا وثيقًا بتفشي الاوبئة الأخير في أوغندا وتنزانيا وكينيا.
يعرف الكوليرا بأنه مرض يتسبب في إسهال شديد ينتقل عن طريق الأغذية والمياه الملوثة ، وهو أكثر انتشارا في المناطق التي تعاني من سوء الصرف الصحي. في اليمن ، حيث استمر الصراع في تلك المناطق أكثر من ثلاث سنوات، يوجد حوالي 16 مليون من أصل 29 مليون نسمة لا يستطيعون الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي الأساسية.
وقال البروفيسور نيك تومسون ، أحد الذين شاركوا في الدراسة: “نحن نعلم أن نقص الصرف الصحي والنظافة الشخصية ، وتشريد السكان والحرب يرتبطان بشكل مباشر بالتفشي على نطاق واسع”. “الفرق الان هو أننا اصبحنا نعرف ان ذلك هو المحرك للعامل الجرثومي المسبب للكوليرا بين البلدان ذات العلاقة بهذا التفشي واسع النطاق فيما بينها”.
وأضاف قائلاً: “في الماضي ، كنا نعتبر أننا في الحقيقة ضحايا للمصير الذي تشكله بكتيريا برك السباحة المحلية المسببة للكوليرا ، أما الان فلدينا مصدر جديد للمرض.
وقال البروفيسور طومسون إن البحث سيسمح بتدخلات هادفة ضد الكوليرا ويساعد في تقدير خطر تفشي المرض في مناطق مثل اليمن ، مما يقلل من تأثير الأوبئة في المستقبل.
لكن الباحثين من معهد ويلكام سانجر البريطاني ومعهد باستور الفرنسي وجدوا أيضا أن السلالة في اليمن أكثر تأثرا بالمضادات الحيوية من الانواع الأخرى من الكوليرا.
وقال الدكتور داريل دومان ، وهو عالم زائر في معهد ويلكام سانجر: “من الغريب أننا اكتشفنا بأن سلالة الكوليرا التي تسببت في تفشي الكوليرا في اليمن تعد أقل مقاومة للمضادات الحيوية من السلالات ذات الصلة. بالتالي فإن السلالة المسببة لوباء الكوليرا اليمني قد حذفت أربعة جينات مسؤولة عن مقاومة المضادات الحيوية ذات الصلة وهذا يجعله سريريا أكثر قابلية للعلاج.