السياسية:

أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية عن نشر صواريخ هاربون المضادة للسفن بالقرب من شواطئ البحر الأسود في البلاد، في محاولة لكسر الحصار الروسي على الموانئ الحيوية، ودفع السفن الروسية إلى التراجع بعيداً عن سواحلها. فهل تنجح أوكرانيا في ذلك؟ وما هي صواريخ هاربون الأمريكية الصنع وما قدراتها؟

كيف وصلت صواريخ هاربون إلى أوكرانيا؟
بحسب البنتاغون، حصلت أوكرانيا على صواريخ هاربون الأمريكية من الدنمارك، حيث ستنضم إلى صواريخ نبتون الأوكرانية المضادة للسفن، وهي النسخة الأوكرانية المحسنة لصاروخ (كي إج-35) الجوال الروسي المضاد للسفن.

قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، في 10 يونيو/حزيران 2022: “تم تعزيز دفاعنا الساحلي من خلال صواريخ هاربون شديدة الفاعلية، جنباً إلى جنب مع صواريخ نبتون، حيث تجبر هاربون بالفعل أسطول العدو الروسي على الحفاظ على مسافة آمنة لتجنب مصير الطراد الروسي موسكفا Moskva، التي غرقت في البحر الأسود”.

استخدمت القوات الأوكرانية صواريخ نبتون الخاصة بها بشكل كبير، حيث أغرقت مؤخراً سفينة موسكفا السفينة الرئيسية لأسطول البحر الأسود الروسي، بضربات من صواريخ نبتون المزدوجة. وكانت السفينة الحربية الروسية واحدة من أكبر السفن التي غرقت خلال صراع منذ الحرب العالمية الثانية، كما يقول تقرير لمجلة National Interest الأمريكية.

صواريخ هاربون.. هل تنجح أوكرانيا في كسر الحصار الروسي عن موانئها؟
تفرض السفن الروسية حصاراً على موانئ أوكرانيا في البحر الأسود، ما يمنع صادرات الحبوب الأوكرانية الكبيرة من الخروج عبر الموانئ، ويشل اقتصاد البلاد بشكل كبير، إذ تعد أوكرانيا واحدة من أهم مصدري الحبوب في العالم، حيث تزود أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا بالحبوب الأساسية.

حذر المعلقون عبر الإنترنت من أن مساحات كبيرة من العالم يمكن أن تدخل في ظروف تشبه المجاعة، إذا لم يتم فتح موانئ أوكرانيا، ولم يتم تطهير المياه داخل وخارج البحر الأسود من الألغام تحت البحر.

وتقول ناشونال إنترست إن دخول صواريخ Harpoon الأمريكية المضادة للسفن للمعركة، يعني أن أوكرانيا قد تكون قادرة على دفع السفن الروسية إلى الوراء أكثر مما كان ممكناً في السابق. ومع ذلك، ورغم الفائدة الواضحة لصواريخ هاربون الأمريكية، فإن وزير الدفاع الأوكراني لا يعتقد أنها كافية.

قال ريزنيكوف: “لا أستطيع أن أقول إنني راضٍ عن وتيرة وكمية ونوعية إمدادات الأسلحة الغربية، بالطبع لا. لكن في الوقت نفسه، أنا ممتن للغاية للبلدان التي تدعمنا. على وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وبولندا، وأصدقائنا في دول البلطيق، وإلى جميع الدول الأخرى التي تساعد في صد الشر الروسي”، بحسب تعبيره.

وأضاف: “لقد تلقينا بالفعل واشترينا من السوق وصنعنا وتسلمنا في القوات المسلحة الأوكرانية عدداً كبيراً من الأسلحة. كانت هذه الأرقام كافية لعملية دفاع جيدة ضد أي جيش في أوروبا، لكن ليس ضد روسيا”.

ما هي صواريخ هاربون؟
هاربون أو (Harpoon) هو صاروخ أمريكي مضاد للسفن من إنتاج شركة بوينغ الأمريكية، أنتج عام 1977 ولا يزال حتى الآن في الخدمة، صنعت منه شركة بوينغ أكثر من 7000 قطعة، ويبلغ وزن الصاروخ الواحد حوالي 600 كغم والرأس الحربي 200 كغم.

تبلغ تكلفة تصنيع الصاروخ حوالي 1.65 مليون دولار أمريكي، ويستخدم نظام الأسلحة هذا صواريخ دون سرعة الصوت، ويمكن للغواصات والطائرات وبطاريات الشاطئ والسفن إطلاق هذه الصواريخ.

وتعد صواريخ هاربون من أشهر الصواريخ المضادة للسفن في العالم، ويستخدمه الجيش الأمريكي إضافة إلى نحو 30 دولة أخرى حول العالم، ويمكن إطلاق من البر والبحر والجو.

يتم تشغيل صاروخ هاربون بواسطة محرك توريني Teledyne / CAE J402 في قسم الدفع A / B44G-1، ما يمنحه أقصى مدى يبلغ حوالي 185 كم للإصدار الذي يتم إطلاقه من الجو، و140 كم عند إطلاقه من السفن.

يقول موقع شركة “بوينغ” الأمريكية، إن صاروخ “هاربون” يستخدم نظام توجيه متميز، يمكّنه من تتبع الهدف حتى عندما يتم قطع التوجيه الخارجي. ويعد الصاروخ مخصصاً للعمل في كل أجواء الطقس، ويستطيع التحليق على ارتفاعات منخفضة على سطح البحر، بصورة تجعل اكتشافه من قبل العدو في غاية الصعوبة، ويستخدم راداراً إيجابياً لتتبع الهدف.

كما أن النسخة المطورة من الصاروخ “بلوك 2” تستخدم تقنيات متطورة تجعلها أقل تكلفة، بحسب الشركة المصنعة. وتستخدم النسخة المطورة نظام توجيه مزدوداً يعتمد على نظام التموضع العالمي (جي بي إس) ونظام الملاحة بالقصور الذاتي (آي إن إس)، التي تسمح له بمتابعة مساره نحو الهدف حتى في غياب التوجيه الخارجي.

وتُمكّن ميزة الجمع بين نظامي التوجيه “جي بي إس” و”آي إن إس” الصاروخ من استعادة مساره الدقيق في منتصف الرحلة، وتجعله قادراً على التفرقة بين الهدف الأساسي، وأي أهداف أخرى قد تظهر بعد إطلاقه.

ويوجد 5 نسخ من صاروخ هاربون الأمريكي، وهي:

– هاربون إيه: يتم إطلاقه من الجو.
– هاربون آر: يتم إطلاقه من السفن الحربية.
– هاربون يو: يتم إطلاقه من الغواصات.
– هاربون جي: للهجوم البري.
– هاربون إم: صاروخ موجه.

المصدر: عربي بوست