السياسية- متابعات:

 

“انتهى زمن مقاتلي الشوارع”، بهذه العبارة لخّص الخبير العسكري مايك ميهايلوفيتش (في حديث “للجزيرة”) شكل الحرب القائمة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان المؤقت التي انقلبت موازين قوّتها منذ ما بعد الانتفاضة الثانية عام 2000 (بداية مرحلة التصنيع العسكري المحلي) ثمّ انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزّة (الذي أمّن البنية التحتية لعمل المقاومة) وبدأ تطور التشكيلات ووحدات الأجنحة العسكرية للفصائل التي خاضت 3 حروب.

 

وصولاً الى معركة “سيف القدس” المختلفة عن سابقاتها لناحية تفجير قوّة المقاومة المتراكمة وإظهار قدراتها في قيادة المعركة وفقاً لتوقيتها وإيقاعها حتى تحقيق النتائج (معادلات الردع) التي انسحبت الى متغيرات استراتيجية يُفصل في التحليل السياسي بين ما قبلها وبعدها من تلاحم الساحات الفلسطينية من جهة، وتمدّد التنسيق مع جبهات محور القدس من جهة ثانية.

كشفت قيادة كتائب القسّام على لسان قائد لواء خانيونس محمد السنوار (شقيق رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار) في ظهوره الإعلامي الأوّل عبر قناة “الجزيرة” أن غرفة مشتركة جمعت القيادة الاستخباراتية للقسام وحزب الله وحرس الثورة الإسلامية، وكانت على انعقاد طوال فترة معركة “سيف القدس”. وقد ساهمت هذه الغرفة في تكثيف بنك أهداف المقاومة الفلسطينية. كذلك كان محور القدس وفي مقدّمته حزب الله على استعداد للدخول المباشر في المعركة لو تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء في عدوانه على قطاع غزّة.

 

محور القدس سيتدخّل عند تجاوز الاحتلال الأسبوع في عدوانه

اليوم، مع عودة مؤشرات الحرب حيث يصر الاحتلال على تمرير مسيرة الأعلام في “يوم القدس” حسب التقويم العبري ضمن طقوس ومسار استفزازي لمشاعر الشعب الفلسطيني، أكد مصدر فلسطيني لموقع “الخنادق” أن “قناة اتصال دائمة ومتواصلة وفي انعقاد دائم مع قيادة المحور، وفي الحرب المقبلة فإن أطراف المحور ستتدخّل حال استمر الاحتلال في عدوانه لأكثر من أسبوع…الحديث عن تدّخل محور القدس بات جدّياً” ويُدخل معادلة “القدس يعني حرباً إقليمية” حيّز التنفيذ الميداني، وبطبيعة الحال يُترك التحديد والتشخيص لأطراف المحور حسب المستجدات أو المتغيرات تطرأ في المعركة. وشرح المصدر أن “التنسيق الأولي سيتم حول كثافة النيران” على أن تُترك الخيارات وساحات الرد والأهداف ودرجة التصعيد لمجريات المعركة وتطوراتها.

 

طائرات “الاغتيال” تحلّق في سماء غزّة

ترفع فصائل المقاومة الجهوزية في غزّة وتحضّر أرضية العمل العسكري مع وجود “مؤشرات واضحة ومعطيات شبه مؤكدة بجولة تصعيد تبدأها المقاومة إن مرت مسيرة الاعلام حسب المخطط لها” حسب ما يقول المصدر. ويوضّح أن “الاخوة في الرصد الجوي، رصدوا طائرة استطلاع إسرائيلية لا تكون بالجو الا أثناء خطة الاغتيالات”، بالإضافة الى تحليق مكثّف لطائرات الاحتلال الحربية والاستطلاعية في سماء القطاع.

 

الفعاليات الشعبية تصدّ العدوان

تقدير موقف فلسطيني آخر يشير الى أن التصدي الشعبي للمرابطين في المسجد الأقصى قد “يعفي غزّة عن الحرب” ويرد مخطط التهويد عن القدس حيث أن دعوات شعبية وفصائلية تدعو الى “شدّ الرحال نحو المسجد الأقصى” والاحتشاد في باحاته يوم الأحد المقبل في 29 أيار / مايو تحت شعار “لن تُرفع أعلامكم”. كما دعا “الحراك الشعبي في القدس” الى جعل يوم الأحد يوم العلم الفلسطيني في إطار مواجهة رفع “الأعلام الإسرائيلية” وذلك عبر وصول مسيرات العلم الفلسطيني الى باب العامود، ورفعه أيضاً على كل بيت وشارع في القدس المحتلة.

ومن ناحية ثانية، فإن كتائب المقاومة في مناطق الضفة الغربية ستكون معنية أيضاً في أعمال الارباك والاشتباك عند الحواجز مع قوات الاحتلال بردع شرطته عن الاعتداء على المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني.

في النتيجة، سيكون التاسع والعشرون من الشهر الجاري الموعد الفاصل بين تراجع الاحتلال عن مخططه، خاصة وأن الوساطات العربية والدولية لا تزال جارية ويضيف المصدر الفلسطيني أن “هناك طلباً مصرياً طارئً ومستعجلاً لاجتماع القيادة العسكرية في القاهرة الليلة”، أو بين تدحرج الأحداث نحو معركة تبقى أبوابها التصعيدية مشرّعة أمام العديد من السيناريوهات.

 

  • الكاتب: مروة ناصر
  • المصدر: “الخنادق” اللبناني
  • المادة الصحفية تم نقلها من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع