السياسية :

من الواضح أن القمع الذي يمارسه محمد ابن سلمان ضد أبناء الشعب السعودي لا يقتصر فقط على الاعتقالات والضرب والاهانة، فالقمع الذي تمارسه السلطات هناك أعمق من هذا بكثير، حيث أثبتت الأيام أن السلطات السعودية والاجهزة التابعة لها تقوم بممارسة الاعمال العدائية ضد المواطنين السعودين، فتشريد المواطنين وفرض الضرائب هي إحدى أنواع القمع ضد الشعب السعودي، بل إنها الاكثر ظلماً للمواطنين السعودين.

في هذا السياق لا بد من الرجوع قليلاً إلى الوراء والمرور بشكل سريع على ماقامت به السلطات السعودية خلال الايام الماضية من هدم لمنازل المواطنين في جدة، حيث ندد المواطنون السعوديون، بممارسات السُلطات السعودية في هدم وإزالة أحياء سكنية في محافظتهم، مستنكرين تهجير السكان وعدم إعطائهم مهلة لإيجاد بدائل للسكن عوضًا عن بيوتهم التي تعرضت للإزالة. وأكدوا ايضاً أن الأحياء التي تعرضت للإزالة من قبل سلطات ابن سلمان تعتبر تراثية، وكان يجب الحفاظ عليها كتراث حضاري، وليس هدمها لإقامة مشاريع استثمارية للأجانب والصهاينة. من جهةٍ اخرى تداول ناشطون، صورًا ومقاطع فيديو للأهالي بجانب بيوتهم المُزالة، تُظهر الظلم الواقع على السكان من خلال التهجير القسري وعدم تعويضهم عن منازلهم.

اليوم وبعد أن تم هدم بيوت المواطنين في جدة أنتقلت السلطات التابعة لمحمد بن سلمان لتنفذ المشروع نفسه في مكة، حيث تم الإعلان من قبل السلطات السعودية عن استئناف أعمال الإزالة للمرحلة الثانية من مشروع تطوير منطقة “قوزالنكاسة” بمكة حسب ما قالت السلطات السعودية.

إزالة الأحياء السكنية تحت ذرائع واهية

يأكد المواطنون السعوديون أن إزالة المنازل وتشريد الأهالي يتم لمصلحة مستثمرين صهاينة، في كل المناطق السعودية ويعتبرون أن ما يجري هو فساد وجريمة مكتملة الأركان بحق الفقراء، لأن الهدف الحقيقي وراء هذه الازالات تبيض الأراضي و بيعها على مطورين عقاريين و مشاريع يملكها صهاينة بمليارات الدولارات. فهذه تعتبر عملية فساد سياسي و مالي كاملة الاركان وخطيرة جدا. فما قام به محمد بن سلمان من تدمير للأحياء السكنية في جدة تم لمصلحة استثماراته وأوهامه الخاصة. بعد أن تمت إزالة الأحياء السكنية في جدة تحت ذرائع واهية، انتقل ابن سلمان بالمخطط نفسه إلى مكة حيث بدأت السلطات السعودية باستئناف أعمال الإزالة للمرحلة الثانية من مشروع هدم منطقة “قوزالنكاسة بمكة”، الأنباء حول المرحلة الثانية من بدأ الهدم في مكة المكرمة لقيت انتقادات واسعة وغضباً شعبيتً من قبل المواطنيين، الغضب الشعبي بين المواطنين جاء بعد إعلان الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لإطلاق المشروع الثاني لهدم منازل سكان مكة المكرمة في السعودية.

وفي السياق نفسه جاء في صحيفة عكاظ التابعة للسطات السعودية، هدم مسؤولون سعوديون مؤخرًا حيًا ليس بعيدًا عن حي النقاسة ، حيث يعتبر من اشهر الاحياء. هنا يمكن القول إنه في ظل سياسة العدم التي ينتهجها ابن سلمان فقد أدى هدم المناطق السكنية إلى تفاقم أزمة الإسكان في المملكة العربية السعودية، وارتفعت أسعار الإيجارات في المدينة بشكل حاد، حيث أفاد السكان بأن الإيجارات تضاعفت في غضون أيام وأن الكثير غير قادرين على الدفع. وقال السكان إنهم فوجئوا بتدمير المناطق السكنية من قبل المسؤولين السعوديين ؛ لأن ليس لديهم الا القليل من الوقت لمغادرة منطقتهم والانتقال.

“قوز النکاسة”

أطلقت هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة ، بالشراكة مع أمانة العاصمة في المرحلة الأولى من خطة تطوير منطقة “قوز النکاسه”، مسحًا لهدم أكثر من 102 عقار سكني.تم الإبلاغ عن هدم العقارات السكنية في مكة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث نشر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لسياسات آل سعود التعسفية.ووفقًا لمصادر داخلية سعودية، قام المسؤولون السعوديون بإجلاء مئات الآلاف من السكان من أواخر عام 2021 إلى أوائل عام 2022 كجزء من خطة تطوير أوسع في جدة.وفي هذا السياق قال مجتهد ” الناشط المعروف وكاشف أسرار آل سعود” ، إن المسؤولين السعوديين يسعون إلى تبرير الرأي العام والمواطنين فيما يتعلق بهدم المنازل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.وقام مسؤولون سعوديون مؤخرا بهدم 12 حياً على الرغم من احتجاجات وغضب السكان ، فيما حذرت العديد من المنظمات الحقوقية من التهجير.

الاحياء التي سيتم ازالتها في مكة

طبقاً لما صرحت به السلطات السعودية “فإنه بناء على تعليمات سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عن تطوير بعض الأحياء العشوائية المتواجدة بداخل منطقة مكة المكرمة من أجل تطوير المظهر العام بها بشكل كامل، ومن ضمن المناطق منطقة حي النكاسة، والذي يعد من أشهر المناطق العشوائية بداخل المملكة العربية السعودية، كما يعرف عنه بانه مكتظ بالسكان ويفتقر للكثير من الخدمات العامة والبنية التحتية التي يحتاج إليها الفرد من أجل الحصول على حياة كريمة، كما أن الحي يعد ملجأ لمخالفي أنظمة الإقامة والعمل في المملكة العربية السعودية، حيث إن خطة تطوير الأحياء العشوائية بدأت منذ وقت طويل للغاية، بهدف العمل على تطوير تلك المناطق والظهور بصورة تليق بالمملكة العربية السعودية”.

استئناف أعمال الإزالة للمرحلة الثانية في بمكة  

أعلنت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، عن بدء استئناف أعمال الإزالة للمرحلة الثانية من مشروع تطوير منطقة “قوز النكاسة”، ابتداء من الأول من فبراير 2022، حيث جاء ذلك ضمن إطار الحل المرتكز على البعد الإنساني والمكاني والمتضمن العمل على توفير السكن والدعم للمواطنين، من خلال وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، مع العمل على تصحيح الوضع القانوني لكل الفئات المستهدفة من المقيمين مع توفير الدعم الاجتماعي لهم.

يقول المواطنون السعوديون ردأ على تصريحات الحكومة فيما يتعلق بإزالة ما تسميه السلطات السعودية بالاحياء العشوائية بأن شراهة ابن سلمان وجشعه وشهيته المفتوحه للدمار بدأت بالحويطات، ولن تنتهي بجده،  بل وصلت لمكة. ومن جهة اخرى يقول المواطنون إنه في ظل الجرائم التي تقوم بها السلطات السعودية بحقهم وفي ظل الإغتيالات وحتى الجرائم التي يقوم بها ابن سلمان في اليمن تجد على مواقع التواصل الاجتماعي من يبرر تلك الاعمال غير الانسانية والجرائم التي تعتبر جرائم ضد البشرية حيث جاءت التقارير واحداً تلو الاخرى لتاكد أن السلطات السعودية تعتمد على اقلام مأجورة من أجل تلميع صورة ابن سلمان وتبرير جرائمه.

في الختام ما تجدر الإشارة اليه أن أعمال الهدم في مناطق السعودية وخاصة في مكة ومن يطالهم التطوير وإزالة المباني والمنازل هم من المتقاعدين والجنود السابقين، حيث إنّ التطوير لم يراع إيجاد بدائل لتلك الفئات السكانية، عدا عن ارتفاع الإيجارات الجديدة حال انتقل هؤلاء المهجرون إلى تلك المنازل والشقق التي ستكلفهم مبالغ إضافية من دخولهم المحدودة. وما إنّ يحدث مشروع تطوير في اي مدينة سعودية حتى نرى تهجيراً قسرياً للأهالي المتضررين، حيث إنّ من يتم تهجيرهم يتم سلبهم حقهم في الرفض أو الاستئناف، وهنا يمكن القول إن السلطة السعودية تتصرف مع الشعب تصرفات قطاع الطرق فالبيوت تهدم ويتم الاستيلاء على الأراضي هدم وإزالة منازل المواطنين، وما يجب ُذكره أنّ السلطات السعودية تشنّ منذ فترة حملة إخلاء في العديد من أحياء المدن المختلفة في السعودية بذريعة إزالة المخالفات، وتطوير الأحياء العشوائية.

* المصدر :الوقت التحليلي