أنقرة والرياض يتسابقان لإنجاز تسويات قبل نهاية صيف 2022
على خَطين متوازيين يعمل محمد بن سلمان ورجب طيب أردوغان على إنجاز تسويات سياسية في المنطقة لإقفال ملفات كبيرة كَبَّدَت بلدانهم خسائر فادحة في الجانبين المالي والبشري،
*على الصعيد السعودي فإن العدوان على اليَمَن كلَّفَ بن سلمان ما يزيد عن الترليون دولار أميركي عدا الخسائر البشرية،
أما في الجانب السياسي تلطَخَت سُمعَة المملكة لتصبح أقتَم سواداً مِما كانت عليه في السابق جَرَّاء إرتكاب أبناء عبدالعزيز آل سعود الكثير من المجازر والموبقات،
*من هنا ينطلق قطار التسويات السعودية في المنطقة ذات المصلحة المشتركة مع المحيط، فكان اللقاء السعودي التركي، والإتصالات السعودية الإيرانية، والسعودية السورية، حيث تم ترتيب أكثر الملفات سرَّاً وأصبحت جاهزة للتنفيذ بإنتظار الظروف المناسبة لذلك،
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي وصلت إلى مسامعه معلومات غربية مؤكدة تفيد أن واشنطن والإتحاد الأوروبي يرفضان وصوله إلى سُدَّة العرش مهما كلَّفَ الأمر، سارعَ من أجل حماية نفسه ومستقبله السياسي عبر الإتصال بالإيرانيين وعقد معهم خمس جولات من اللقاءآت، وأستقبلت الرياض بشخص ولي العهد شخصية سورية بارزة لمدة ساعتين تبعتها لقاءآت أخرى بين مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى بين البلدين، وبدأت الرياض بإتخاذ إجراءآت لتخفيف التوتر مع اليمن عبر الهدنة التي أُعلِنَت في ٢ نيسان وشابتها خروقات كثيرة واليوم تجدد الرياض طلبها من صنعاء عبر الأمم المتحدة من أجل تمديدها تمهيداً لإعلان وقف الحرب بشكلٍ نهائي،
والحكومة اليمنية تدرس الأمر طبقاً للتجربة السابقة وحجم الخروقات التي حصلت لترى إذا كانَ هناك أي فائدة من تمديدها أم لا،
إذاً ضاق الوقت على ولي العهد السعودي وهو يحاول اليوم توزيع البيض على عدة سِلال متوزعه بين إيران وروسيا والصين وأميركا وذلك طبقاً للتجربة المُرَّة التي مَرَّت بها وكانت تضع بيضها في سلة واحدة مع واشنطن طيلة سبعين عام،
*تركيا بدورها تحاول ترطيب الأجواء وتصفير عداد المشاكل حولها لأن تَرَدِّي الأوضاع الإقتصادية في البلاد وأنهيار الليرة مقابل الدولار تركآ أثراً بالغاً على حياة المواطنين الذين بدأت حركات المعارضة تتنامى بينهم على مسافة سنة من الإستحقاق الرئاسي الذي يقابل رجب طيب أردوغان والذي سيحدد مصيره بالذهاب الى السجن أو العودة الى الحكم، لأن أي إنقسام تركي داخلي سيدفع بالبلاد الى حرب أهلية تنهي الدولة التركية العميقة وتنهيها،
من هنا يحاول أردوغان إزالة الكثير من العوائق عن طريق التسويات التي يرغب القيام بها لتصفير عداد الأزمات من حوله أيضاً لكن بعض الأحيان يعمل بشكل معاكس لطبيعة الأمور فكان لقائه، مع الملك سلمان بن عبد العزيز فاتحة خير لإستكمال فتوحاته التصالحية مع طهران المتأزمة اموره معها حالياً، وثم موسكو التي تقترب من بلوغ البر التركي عبر بلغاريا إذا ما استمرت المعركة على الأرض الأوكرانية، والعمل على إنهاء الخلاف مع سوريا لكن على طريقته بعيداً عن منطق الحلول السياسية، فهو مستعد لاعادة ادلب لحضن الدولة السورية من خلال ضمانات سورية روسية ايرانية لأنقرة بخصوص الأكراد وتسوية اوضاع العناصر الموالية لها،
*من هنا نرىَ أن قطارات التسوية السعودية التركية يسيران على خطين متوازيين بإتجاه طهران وموسكو من إقفال لملفات اليمن وسوريا، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية جَرَّاء التفاهم السعودي الإيراني لحجم تأثير المملكة الكبير على ساحتنا أكثر من واشنطن نفسها ولخصوصية العلاقة التي تربط جزء كبير من اللبنانيين معها،
إذاً هذا الصيف سيكون حافل بالتواقيع الإيجابية، وستزداد المنطقة أماناً في حال تَمَّ توقيع إتفاق إيراني أميركي بخصوص الملف النووي، وذلك قبل حلول شتاء 2024 على أبعَد تقدير،
إذاً تركيا تحتاج إلى هدوء لتمرير الإستحقاق الرئاسي،
وبن سلمان يحتاج إلى إنهاء أزماته قبل إعلان وفاة والده،
والرئيس الأميركي جو بايدن يحتاج لتوقيع الإتفاق النووي مع ألجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل نهاية ولايته لمنع عودة ترامب للبيت الأبيض والتَفَرُغ للصين بعد إشغال روسيا التي ستنتصر وهم متيقنون بذلك.
* المصدر :موقع إضاءات الإخباري