السياسية:

كتبت الصحفية في الغارديان، أوريسا لاتسفيك مقالا بعنوان “ماذا يعني الانتصار الآن لأوكرانيا وأوروبا”، تتساءل فيه عن الواقع الذي لابد أن يتوافر على الأرض حتى تنتصر أوكرانيا على روسيا.

وتساءلت لاتسفيك عن الأشياء التي ينبغي أن نشاهدها، واقعا ملموسا حتى نجزم بأن أوكرانيا صمدت أمام “العدوان الروسي” عليها، والتي رأت أنها تتلخص في المقام الأول بالنسبة للحكومة الأوكرانية، في “أن تتراجع القوات الروسية إلى حيث كانت متمركزة قبل 24 من فبراير/ شباط الماضي، بعد أن تلقى هزيمة في منطقة دونباس”، وذلكوسط استطلاعات رأي، تشير نتائجها إلى أن أغلب المشاركين بها، يريدون أن تستكمل القوات الأوكرانية الزحف، حتى تستعيد كييف السيطرة على دونباس، والقرم، ويعارضون فكرة الدخول في هدنة مع روسيا.

وترى أيضا أن المظهر الثاني من مظاهر النصر الأوكراني، هو انعقاد منتدى دبلوماسي، لإجراء المزيد من المفاوضات، حول انسحاب روسيا من دونباس والتوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل شبه جزيرة القرم، ودفع روسيا تعويضات مالية، عن الأضرار التي لحقت بالمناطق التي سيطرت عليها، ومحاكمة المتهمين في جرائم حرب، من القوات الروسية. مضيفة أن المحامي العام الأوكراني، أعلن أن مكتبه سجل حوالي 8000 حالة مشتبه في تعرضها لجرائم من هذا النوع، ثم انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتشكيل قوات قتالية تابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو” للدفاع عن أوكرانيا.

في المقابل، رأت الكاتبة أن “هزيمة أوكرانيا تعني أن أي وضع يتضمن استمرار الصراع المحتدم بين موسكو وكييف لوقت طويل دون أن تبدو أي ملامح لمستقبل أوكرانيا، ويبقي على البلاد في المنطقة الرمادية للاضطرابات “.

وأشارت إلى أن الهزيمة أيضا تشير إلى أي وضع تكون فيه اليد العليا لروسيا واستمرارها في غزو مناطق جديدة وإخضاعها لتبعية الاتحاد الروسي.

ورأت لاتسفيك أن النصر لأوكرانيا بات حتميا للمنطقة الأوروبية بأكملها إذا ما أرادت أن تحظى بفرصة للعيش في سلام والعمل معا لمواجهة التحديات الدولية.

ورجحت أنه من الواضح أن “بوتين فشل في إجبار كييف على الاستسلام، كما جمدت الخطة الروسية لإذلال أوكرانيا، وضم المزيد من الأراضي الأوكرانية إلى الاتحاد الروسي”، ما يشير إلى قوة عزيمة أوكرانيا وإرادتها للانتصار في الحرب.

وأضافت كاتبة الغارديان أنه إذا تحقق النصر لأوكرانيا في النهاية، فسوف تعتبر هذه الحرب صراعا استعماريا يكون النصر فيها لصاحب الأرض المحتلة إيذانا بنهاية “عصر بوتين وعقيدته” ونهاية المطالبات الروسية المستمرة بالسيطرة على المنطقة والهيمنة على دول كثيرة في منطقة.

وأشارت إلى أن النصر المحتمل لكييف من شأنه أن يحول دون نشوب حرب أخرى في المنطقة، في المستقبل، مرجحة أن “روسيا تستخدم المناطق التي تغزوها وتضمها إلى الاتحاد الروسي في صراعات أخرى، مثل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، في 2014، وهي المنطقة التي لم يكن هناك غنى عنها بالنسبة للعمليات العسكرية الروسية في سوريا”.

وأشارت أيضا إلى أن انتهاء الصراع لصالح أوكرانيا، سوف يسهم إلى حدٍ كبير في استعادة التوازن في الأمن الغذائي العالمي، لما تقوم به كييف من دور في توفير الكثير من المواد الغذائية لعدد كبير من الدول حول العالم، ما قد يجنب العالم الكثير من المجاعات في عدة دول.

وأكدت أن حسم أوكرانيا هذا الصراع لصالحها سوف يوفر على قوى الغرب، والكثير من المنظمات الحقوقية مليارات الدولارات لأن حوالى 5ملايين أوكراني سوف يعودون إلى بلادهم.

* المصدر :بي بي سي