مرابطو الأقصى..خير من يدافعون عن حرمات المسلمين وعما تبقى من كرامة
السياسية :
استمر الجهاز الأمني “الصهيوني” والمستوطنون في استباحة المسجد الأقصى في ليالي رمضان المباركة، وتصدى لهم كما جرت العادة المرابطون الفلسطينيون في رحاب الأقصى المبارك الذين حباهم الله تعالى بهذا الشرف العظيم فهم الصادقون في عهدهم.
وغاب الموقف الرسمي للدول الإسلامية عن تقديم الدعم والعون لإخوانهم في الدين من أصحاب الحق والذين يدافعون عن حرمات المسلمين وما تبقى من كرامة مستباحة، وسط انحياز العالم الغربي الذي يتبجح بشعارات حقوق الإنسان والحيوان والمرأة والمثليين وأوكرانيا، وغيرها من شعارات كاذبة ليست قائمة على مبادئ حقيقية، إنما في حقيقتها تبحث عن مضاعفة الثروات وتعزيز اقتصادات الدول الامبريالية وإفقار باقي شعوب الأرض وتغمض الأعين عن حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه وعلى أرضه المحتلة.
ومن المؤسف حقاً أن يغيب دعم العالم العربي والإسلامي وهم أهل للقضية متجاهلين أخوتهم في الدم والدين، بل وتنتشر صور سفرائهم في الكيان المحتل وهم يتناولون إفطار رمضان على موائد القادة الإسرائليين وتتصدر ابتساماتهم وسائل الإعلام عل وعسى أن يكتسبوا رضا العم سام عنهم محافظين بذلك على كراسيهم.
المشهد اليومي في فلسطين يمكن رؤيته من عدة زوايا، أهمها العزة والشموخ والشجاعة التي يجسدها رجالنا وحرائرنا في كل بقعة من فلسطين، حيث عملت حرائر فلسطين وبجهود تطوعية على تجهيز المسجد الأقصى لاستقبال الشهر الفضيل كما جهزن بيوتهن، كما يقمن بمسح وتنظيف الساحات والأرصفة وداخل المسجد الأقصى بكل تفاصيله على مدار أكثر من ليلة، حتى دخل الشهر الكريم بحلته البهية على فلسطين، كل فلسطين، ليس ذلك فحسب، فشباب فلسطين أيضاً أحسنوا استقبال الشهر الفضيل وسددوا الضربات الموجعة للمحتل في قلب الأرض المحتلة وجنوبها وشمالها.
الغاية بعيدة المدى مما يفعله الإسرائيليون بحماية من جنودهم هي هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم، وبطريقتهم يمر المخطط بعدة مراحل زمنية منها ما يبحثون عنه في هذه المرحلة من تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً حتى يصبح الموضوع مقبولاً مستقبلاً كما حدث في الحرم الإبراهيمي بحيث يتم تخصيص أوقات للمسلمين وأوقات لليهود، وهذا يمهد للخطوة التالية وهي تمكين اليهود ومنع المسلمين من الصلاة في الأقصى حتى يتم الوصول لمرحلة الهدم لا قدر الله تعالى.
والكيان المحتل جبان ولا زالت صواريخ القسام في ليالي رمضان الماضي شاهد حي ماثل للعيان، وكيف لهث قادة الاحتلال خلف أمريكا ومن ثم توكيل مصر من أجل إيجاد صيغة لوقف تلك الحرب، رغم أنها غير عادلة من حيث القوة العسكرية، حيث تمكن رجال المقاومة من النصر لأنهم يدافعون عن عقيدة وقضية بعكس المحتلين المخمورين في حانات تل أبيب ممن لا يمتلكون مبدأ أو قضية يدافعون عنها بقدر ما هم باحثون عن تحسين حياتهم المادية، وأحد الشواهد على ذلك هي أن غالبيتهم الساحقة جاءوا كما يعلم الجميع من بلاد مشبعة بالفقر والفساد من أوروبا الشرقية وإفريقيا وبعض الدول العربية.
ويطفو اسم “المرابطون” في المسجد الأقصى إلى سطح الأحداث في كل مناسبة تشهد فيها القدس المحتلة صدامات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين. فمن هم “المرابطون”؟
منذ أعوام يتصدى المرابطون في المسجد الأقصى بأجسادهم العارية لمخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد القدس وفرض الوصاية الكاملة على الأقصى، وقد نجحوا هذا الأسبوع في إجبار الحكومة الإسرائيلية على التراجع عن نصب بوابات إلكترونية على أبواب الأقصى.
فرغم الواقع السياسي المر وحالة التخاذل الرسمي عربيا وإسلاميا اجتمع المقدسيون على هدف واحد لا تفرقهم الشعارات وهبوا دفاعا عن الأقصى والقدس إزاء محاولات التهويدية.
لم توفر سلطات الاحتلال صنفا من التنكيل إلا ومارسته على المرابطين، القتل والإبعاد والسجن والغرامات المالية، كلها تثقل كواهلهم ضمن محاولات إسرائيل لثني المرابطين عن نصرة القدس.
ظهر مسمى المرابطين منذ أعوام مع انكشاف خطط جماعات يهودية متطرفة بدعم من حكومات الاحتلال لتهويد الأقصى. والمرابطون هم في أصلهم طلاب عشرات مصاطب العلم المنتشرة في باحات الأقصى، وينظر إليهم على أنهم حجر عثرة يقوض سيادة الاحتلال على ما يسميه جبل الهيكل.
مجموعة من الفلسطينيين أخذوا على عاتقهم حماية المسجد الأقصى المبارك من خلال التعلم والرباط فيه، والتصدي لاقتحامات المستوطنين المتطرفين عن طريق التكبير في وجههم وملاحقتهم في ساحات المسجد لمنعهم من أداء “صلوات تلمودية” داخله.
النشأة والتأسيس
مع اندلاع الانتفاضة الثانية بتاريخ 28 سبتمبر/أيلول 2000 ، منعت سلطات الاحتلال إجراء أي عملية ترميم لمصليات الأقصى وساحاته، فارتأت الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر حينها ضرورة إعمار الأقصى بالبشر.
وهكذا ولدت فكرة تسيير الحافلات يوميا للمسجد الأقصى تحت عنوان “مسيرة البيارق”، التي يتم من خلالها نقل المصلين من الجليل والمثلث والنقب والساحل إلى المسجد الأقصى بشكل يومي، مما كان له أثر إيجابي مباشر في إحياء الأقصى وإنعاش الأسواق بالبلدة القديمة في القدس المحتلة.
وفي مطلع عام 2008 أطلقت الحركة الإسلامية مشروع “مصاطب العلم” لإقامة دروس علم وحلقات للقرآن الكريم والحديث النبوي على 36 مصطبة موجودة في ساحات المسجد الأقصى، بهدف العلم أولا والرباط في ساحات المسجد الأقصى ومصلياته ثانيا.
ومع اقتراب عدد المرابطين من النساء والرجال إلى نحو 1200 في عام 2011 بدأت هجمة الاحتلال على مصاطب العلم ثم تصاعدت بشكل كبير مع بداية عام 2013، حيث سعى الاحتلال لتجفيف منابع المؤسسات التي تدعم الأقصى وطلبة العلم فأغلقها وصادر كل أملاكها.
وتؤكد الحركة الإسلامية أن المرابطين ليسوا تنظيما كما يدّعي الاحتلال، ولا تُمنح تذكرة أو بطاقة انتساب للمرابط أو المرابطة، لأن الرباط في الدين الإسلامي يعتبر عبادة مقترنة بالصلاة.
ولم يتوان الاحتلال بدوره في رسم صورة سوداء عن المرابطين لأنهم يعرقلون اقتحامات المتطرفين للأقصى ويقابلونها بالتكبير والهتافات، وعمد للتضييق عليهم بالتدريج.
بدأ الاحتلال تضييقه بتحديد الأعمار المسموح لها بدخول الأقصى، ليلجأ بعدها لسياسة الإبعاد والاعتقال والضرب المبرح والإهانة، لكن جميع الوسائل لم تنجح في ثني المرابطين عن أداء دورهم في الدفاع عن الأقصى.
ولم تقتصر ملاحقة المرابطين على الأجهزة الأمنية فقط وإنما تعالت أصوات داخل الحكومة الإسرائيلية بضرورة اعتبارهم “تنظيما إرهابيا محظورا”.
وكانت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف قدمت عام 2014 مشروع قانون إلى الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) -وكانت ترأس لجنة الداخلية فيه آنذاك- تطالب فيه بمعاقبة كل من يرفع صوته بالتكبير داخل الأقصى بدفع غرامة مقدارها 50 ألف شيكل (13 ألف دولار).
وفي أحدث القرارات المجحفة بحق المرابطين، أصدر وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون قرارا في التاسع من سبتمبر/أيلول 2015 يعتبر فيه المرابطون “تنظيما محظورا”، وذلك بناء على توصية من الشرطة وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك).
واتهم يعالون المرابطين في الأقصى بالعمل على زعزعة الأمن في الأقصى وانتهاج العنف داخله خاصة وفي القدس عامة، قائلا إن أنشطة هذه الجماعات تشكل خطورة على السياح والزوار والمصلين في المكان.
ولا تكتفي الحكومة الإسرائيلية بملاحقة المرابطين والمؤسسات التي ترعى الأنشطة داخل المسجد الأقصى، وإنما استبقت ذلك بملاحقة شخصيات قيادية في الحركة الإسلامية، حيث يستمر منع رئيس الحركة رائد صلاح من دخول القدس والمسجد الأقصى منذ عام 2007، وامتد قرار المحكمة ليشمل نائبه كمال الخطيب الذي صدر بحقه قرار بالإبعاد عن الأقصى.
استطاع الاحتلال أن يقلل من عدد المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، لكن العشرات منهم ما زالوا يقفون في خط الدفاع الأول أمام اعتداءات الجيش والمستوطنين، ويرابط معظم هؤلاء على أبواب الأقصى في حال منعوا من دخوله.
وقـُبيل حلول موسم الأعياد اليهودية تستخدم شرطة الاحتلال “القائمة السوداء” ضدهم، حيث أدرجت أسماء العشرات منهم عليها ممن يُمنعون من دخول الأقصى، الذي يشهد هجمات متواصلة ضده تتمثل في الاقتحام واستخدام القنابل الصوتية والغاز المدمع والرصاص المطاطي بحق كل من يوجد داخله.
المرابطات في المسجد الأقصى خط الدفاع الأول
بصوت واحد تنطلق ألسنتهن بهتاف “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، وبهمّة عالية ودون تردد يُلبين نداء الأقصى عند الحاجة، ويقمن بواجب الدفاع عنه وحمايته في أحلك الأوقات، فينتشرن في باحاته كأنهن جنوده وخط الدفاع الأول عن ثالث الحرمين الشريفين.
إنهن “مرابطات الأقصى”، اللواتي يشكّلن درعاً منيعة لحمايته، والتصدّي بعزيمة الرجال لكل المحاولات الإسرائيلية للسيطرة عليه أو تدنيسه من قبل المستوطنين، فتجدهن كقوة الجنود ينتشرن في باحاته، وتعلو أصوات هتاف “الله أكبر.. الله أكبر” لتصدح بالأقصى وتعلن النفير العام ببدء معركة البقاء والجهاد مع المحتل.
فخلال السنوات الأخيرة كان لهن الدور الأبرز في صد هجمات المستوطنين وإحباط محاولات التسلل والسرقة داخل الأقصى، رغم السياسة القاسية التي تتبعها سلطات الاحتلال معهن؛ من تهديد، وضرب، واعتقال، وغرامات مالية، وإبعاد قسري عن الأقصى.
– الدرع الأولى
فعند أي اقتحام للأقصى أو اعتداء من قبل المستوطنين أو الشرطة الإسرائيلية، تجد المرابطات يتصدّرن مشهد الدفاع عن الأقصى، فتكون المرابطة أول من يفديه بالدم والجسد والروح، بعدما فدته بوقتها ومالها وعملها ومنزلها، فتراها تصدح بالتكبيرات بكل ما أوتيت من قوة في وجه المستوطنين وجنود الاحتلال، يومياً، في أروقة الحرم القدسي الشريف، وفي أزقّة القدس القديمة عندما تحتدم المواجهات.
أم طارق الهشلمون، إحدى أبرز المدافعات الفلسطينيات عن المسجد الأقصى المبارك، وتعرّضت في كثير من الأحيان للاعتداء والضرب وإصدار عدة قرارات بإبعادها قسراً عن دخول الأقصى، والإقامة الجبرية في منزلها، من قبل سلطات الاحتلال؛ بسبب دورها في حماية الأقصى والدفاع عنه.
فتقول لمراسل “الخليج أونلاين”: “مرابطات الأقصى هن خط الدفاع الأول عن المسجد المبارك مع حراس الأقصى، وهذا الدور نقوم به منذ سنوات طويلة، ونحاول بكل جهد وقوة وعزيمة نملكها التصدي للاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه والدفاع عن الأقصى بكل ما نملك”.
وتضيف المرابطة الهشلمون: “المرابطات دائماً ما يتصدرن المشهد في الدفاع عن الأقصى، والعشرات منهن تعرّضن للضرب والسحل والإهانة والإبعاد من قبل سلطات الاحتلال؛ بسبب الدور الكبير الذي نؤديه في حماية الأقصى والتصدي للمستوطنين المتطرّفين، ولكننا لن نملّ أو نكلّ، وسنبقى ندافع عنه حتى آخر نفس نملكه”.
وتشير إلى أن الاحتلال صعّد خلال الأشهر الأخيرة من اعتداءاته وعدوانه على المرابطات، حتى وصل الأمر إلى الضرب المباشر والقاسي، والتهديد بالقتل لكل مرابطة تحاول صد أي اقتحام للأقصى، أو حتى تقترب من مستوطن متطرف في ساحات المسجد أو على أبوابه.
وذكرت الهشلمون أن “مرابطات الأقصى” لهن دور كبير في الدفاع عن المسجد المبارك، رغم كل التهديدات الإسرائيلية بحقهن، وما نقوم به برفقة عشرات المرابطات جهاد ومقاومة للمحتل الإسرائيلي الغاصب، وبصوتنا وقوتنا نهز أركان المعتدي.
إلى الأقصى كان قلب المقدسية أم محمد بكيرة يرحل كل يوم، فهي من إحدى المرابطات اللواتي صمدن في وجه المحتل، وتعرّضن للاعتداء والسحل في المسجد الأقصى من قبل أحد جنود الاحتلال أمام أعين الكاميرات، قبل أيام، خلال تصديها لمحاولة مجموعة من المستوطنين اقتحامه، تؤكد أن دور المرابطات يقلق إسرائيل والمستوطنين كثيراً.
وتقول لمراسل “الخليج أونلاين”: “قلبي معلّق بالأقصى دائماً، وعندما نعلم بوجود خرق أمني واقتحام مستوطنين أو شرطة إسرائيلية للمسجد الأقصى نسرع جميعنا على قلب رجل واحد نحو المعتدين، ونقف أمامهم كدرع منيعة نحمل في أيدينا كتاب الله، ونردد بصوت واحد: الله أكبر.. الله أكبر، بالروح والدم نفديك يا أقصى، حتى تجد المقتحمين يتراجعون في بعض الأحيان، وأحياناً أخرى يستنجدون بالشرطة الإسرائيلية لحمايتهم من أصواتنا”.
وتضيف: “المرابطات أحبطن خلال الفترة الأخيرة عشرات محاولات تدنيس الأقصى، أو سرقة محتوياته، أو القيام بصلوات تلمودية في باحاته من قبل المستوطنين المتطرفين، ورغم كل الصعوبات والعقبات التي تفرضها سلطات الاحتلال علينا سنبقى خطاً منيعاً يدافع عن أقصانا في وقت تركه الجميع”.
وشكّلت المرابطات علامة فارقة في “انتفاضة القدس”، وبِتنَ رمزاً للصمود في وجه الاحتلال ومستوطنيه، حتى استنهضت مشاهد اعتقالهن وضربهن وسحلهن همة الشعب الفلسطيني للانتفاض والدفاع عن مقدساتهم، التي أسهم تكالب الأحداث على الساحة المحلية والإقليمية في تغييبها عن أذهانهم.
– جنود الأقصى
والمرابطات هن سيدات يقصدن الساحات المظللة لقبّة الصخرة، بعد منع قوات الاحتلال الرجال الذين تقل أعمارهم عن أربعين عاماً من الصلاة في المسجد لفترات محددة، فاضطلعت النسوة بهذه المهمة، واخترن مواجهة شرطة الاحتلال الصهيوني والرباط في الأقصى حماية له.
وتعتقل شرطة الاحتلال المرابطات بتهمة التكبير وهن في محيط المسجد الأقصى كلما أقدمن على ذلك لمرور فوج سياحي أو مجموعة من اليهود المتطرفين، مبررة هذا الإجراء بأنه يقع تحت طائلة بند “منع الوصول إلى مكان مقدس”، وهو قانون يهودي خاص بأماكن إقامة الشعائر الصهيونية، الأمر الذي دعا لاعتبار هذه الحادثة سابقة خطيرة، بظاهر قانوني، وباطن يراد به تهويد المسجد الأقصى، أو بالأحرى الاستيلاء عليه.
الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى المبارك، أشاد بالدور “الكبير” الذي تؤديه المرابطات في الدفاع عن المسجد الأقصى، مؤكداً أنهن “جنود الأقصى” في الدفاع عنه وحمايته.
وقال صبري لـ “الخليج أونلاين”: “للمرابطات مكانة عظيمة وقوية في المسجد الأقصى، فهن خط الدفاع القوي في وجه الاحتلال ومستوطنيه، وكان لهن دور كبير في إحباط العشرات من محاولات التسلل للأقصى وسرقة محتوياه وتدنيسه، فهن يؤدين نداء الأقصى بشكل فوري وقت الحاجة”.
ولفت إلى أن هناك العشرات من المرابطات توكل لهن مهام محددة للقيام بها داخل المسجد الأقصى؛ من حراسة، وتنظيف، والإشراف على بعض الأقسام الهامة داخل المسجد ومصاطب العلم، ورغم كل تلك المهام فإنك تجدهن في الصفوف الأولى لصد المحتل.
من ناحتيها، أكدت الكاتبة السياسية، لمى خاطر، أن المرأة الفلسطينية أثبتت نفسها بجدارة في الرباط بالمسجد الأقصى، وفي التفاعل الكبير مع مشروع مصاطب العلم في ساحاته، مشيرة إلى أن دورها مهم وحيوي، حيث يعدّ عامل تحريك لهمم الرجال والشباب.
وتقول خاطر: إن “القدس كانت على الداوم ثقل الصراع الحقيقي ومركز انبعاث الطاقة لمواجهة الاحتلال الصهيوني”، منوهة بأن “رمزيتها لن تتأثر مهما اجتهد الاحتلال في عزلها وتغييبها عن ذاكرة الأجيال المتتالية”.
المرابطات يؤمنَّ بأن الرباط في المسجد الأقصى جزءٌ من دور المرأة الفلسطينية في الجهاد ضد الاحتلال؛ حيث إنهن يتركن أعمالهن وأولادهن وأزواجهن لفداء الأقصى، والوقوف سداً منيعاً أمام تدنيسه أو التفرد به، كما تعبّر ظاهرة المرابطات عن حالة الوعي التي يعيشها المجتمع الفلسطيني لما يخطط الاحتلال لفعله بالمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، بحسب خاطر.
ولجأ أهالي مدينة القدس والداخل المحتل إلى إقامة مشروع مصاطب العلم، حيث أصبح المسجد الأقصى قبلةً للحجيج من عدد من مدن الداخل المحتل، ورغم أن مكانة الأقصى الكبيرة في قلوب الفلسطينيات كانت الملهم الأول لفكرة الرباط، فإنها تعزّزت عقب افتتاح مصاطب العلم، التي استقطبت الكثير من النساء والرجال لتلقي دروس العلم وتعلم وحفظ القرآن داخل باحات المسجد المبارك.
* المصدر : وكالة شفقنا العربي
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع