لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين..
وعلى محور المقاومة أن لا يلدغ الآن كما لدغ بعد “سيف القدس”
بسام أبو شريف*
كعادتنا نحاول ان ننبه هؤلاء الذين يتخذون القرار سواء ذلك القرار الصادر من المقاطعة للانحناء قدر الامكان ليكون ما هو ممكن بالنسبة لهم او لمحور المقاومة الذي يرفض العدوان ويتعهد بمقاومته وصده ومنعه من تطبيق قراراته لتصبح أمرا واقعا لا مفر منه .
نحن ننبه..
أن بينت يستسخف عقول الفلسطينيين وان بينت يستسخف المجتمع الدولي وان بينت يرى في الانظمة العربية اوراقا له وليست اوراقا عليه …
لذلك ما قام به بينت منذ مجيئه كرئيس لوزراء دولة العدو هو محاوله تثبيت ان الضفة الغربية اسرائيلية وان القدس يهودية وان هذه المحاولات لم تكن كلامية فقط بل كانت قرارات ببناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية في القدس ومحيطها والضفة الغربية ومصادرة الاراضي وهدم البيوت ثم تهجير العائلات حيا حيا كما يجري في سلوان والشيخ جراح وجبل المكبر والعيسوية .
اما موضوع المسجد الاقصى فقد كان وما زال وسيبقى هو النقطة المفصلية في سياسة بينت بينت تعهد ان يحول المسجد الاقصى الى هذا الهيكل المزعوم هيكل سليمان .
(رغم ان هيكل سليمان هي عبارة عن اسطورة من اساطير بلاد ما بين النهرين لكن اليهود امسكوا بها وحولوها الى قضية استعمارية عنصرية لقد جاء حتى في كتبهم ان سليمان قال شكرا لداوود الذي بنى لي هيكلا لم يسمع في بناءه ضربة معول او صوت شاكوش وهذا يعني ان هيكل سليمان هي حالة معنوية دينية الهية وليست مادية من حجر وطين .
القصر الوحيد الذي بناه سليمان هو لعشيقته اليونانية التي لم تكن يهودية بل كانت تعبد آلهة اليونان المعروفة للجميع لقد بنى لها قصرا في صور جنوب لبنان ).
بينت وعد ناخبيه وحكومته العرجاء بان يهوِد الاقصى كمرحلة اولى بتقسيمه زمانيا ومكانيا كمقدمة للسيطرة عليه بشكل كامل وهدمه وبناء الهيكل .
يجب علينا ان ننبه وان نلاحظ ان كل الخطوات والقرارات التي اتخذها بينت في هذه الايام هي قرارات تحاول تثبيت قضية واحدة كأمر واقع وهي ان الحكومة الاسرائيلية هي التي تقرر متى يكون المسجد الاقصى للمسلمين ومتى يكون المسجد الاقصى لليهود الذين يسمونهم متعصبين لكنهم جنود يأتمرون بامر الشرطة والامن والجيش ، ونلاحظ هذا من ممارسات الشرطة في اغلاق البوابات الكبرى في القدس اواغلاق بوابات الحرم او وضع العراقيل في وجوه المصلين ثم تتالت تصعيدا باقتحام المسجد الاقصى والانهيال ضربا على المصلين وطردهم من المسجد وحرمانهم من الصلاة ومنعهم منها وتطويق بعض المصليات خصوصا المصلى الشمالي وضرب النساء المرابطات واطلاق قنابل الغاز وتكسير الابواب والنوافذ قي الحرم وملىء ساحة الحرم بالقاذورات التي انهمك الشباب في تنظيفها ليل نهار حتى يبقى وتبقى باحات الحرم نظيفة قابلة للصلاة امام الله .
تحديد الساعات في رمضان يحدد بوضوح اكبر سياسة بينت وقد حدد ان للمسلمين الحق بالصلاة في المسجد الاقصى حتى ساعات محددة وبين تلك الساعات اي العاشرة صباحا والافطار اي المغرب يستباح الحرم من قبل المستوطنين من قبل اليهود بالمئات والآلاف وتتالت هذه النغمة على اربعة ايام متتالية لترسيخها كامر واقع يومي سيستمر وليس ليلغى .
لكن الضغوط الدولية والتي استماتت السلطة في الحصول عليها واتخاذ بعض الدول مواقف خجولة في تنديدها بما يجري في الاقصى وعدم وجود هبة هائلة في العالم العربي والاسلامي لنصرة الاقصى وعروبة الاقصى واسلامية الاقصى سببت القرار الذي اتخذه بينت وهو منع دخول المستوطنين للحرم في الايام العشرة الاخيرة من رمضان .
مرة اخرى يتخذ بينت قرارا ليقول للعالم ويثبت كامر واقع انه هو الذي يقرر ما يدور في الاقصى ومن يصلي في الاقصى ومتى يصلي وهكذا تصبح السيادة لاسرائيل على الاقصى ايضا وتصبح اسرائيل هي التي تقرر متى يصلي المسلمون ومتى يمنعون من الصلاة .
الموضوع هنا ليس موضوع الصلاة بل هو موضوع القدس والهيمنة على القدس ودوس اقدس مقدسات المسلمين باحذية الصهاينة امعانا في الاذلال وامعانا في تنفيذ ما قاله معلم بينت السابق نتنياهو من ان هذا السلام الذي يوقعه مع دول عربية هو نتيجة قوة اسرائيل وليس رضا الطرفين عن السلام .
نحن وقفنا ونقف ضد اوسلو بكل ما تحتويه اوسلو من جرائم ارتكبت بحق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لكن الامر الذي يجب ان نراه ونلاحظه وننبه الناس اليه هو ان اسرائيل من حكومة نتنياهو الى حكومة بينت رفضت اوسلو واعتبرت اوسلو غير قائمة وانها القيت في سلة المهملات ولكن سلطتنا ما زالت متمسكة بتلابيب اوسلو غير الموجودة وكانها تلهث وراء سراب او كانها تواجه طواحين الهواء .
بينت بقراره حول الايام العشرة الاخيرة من رمضان اراد ان يثبت ان اسرائيل هي الحاكم وان السيادة لاسرائيل وان الفلسطينيين شعب مستعبد وانه لا يحق لهم ان يصلوا الا اذا سمح لهم بينت وانه لا يحق لهم دخول جوامعهم الا اذا سمحت لهم الشرطة الاسرائيلية وامتد الامر ليصل الى تحديد من يدخل ومن لا يدخل كنيسة القيامة .
مرة اخرى التهدئه التهدئه الصين تدعو للتهدئه روسيا تدعو للتهدئه كل العالم يدعو للتهدئة ولم نجد صوتا واحدا يقول ان اسرائيل محتلة وعليها ان تخرج من الاراضي المحتلة ان القدس محتلة وعليها ان تخرج من الاراضي المحتلة .
هنالك معركة فتحت وعلى فصائل المقاومة الفلسطينية وهي رأس الحربة وفصائل محور المقاومة وهي الرديف الاقليمي وعلى الشعوب العربية والاسلامية وهي المعين الاستراتيجي جميعا ان تبدأ بضخ امكانات من اجل توسيع رقعة المعركة ضد هذا العدو الغاشم وافهامه يوميا ان النزيف لن يكون نزيفا من شريان فلسطيني واحد او شريان عربي اسلامي واحد هذا النزيف سيكون ايضا نزيفا لهم وبين نزيفنا ونزيفهم وبين شهدائنا وقتلاهم سيدور الصراع انها معركتنا فيا اخوتي لا تلدغوا من الجحر مرتين لا تستمعوا للسيسي فهو اهم وانجب تلاميذ السي آي ايه هو الذي ينفذ املاءات بايدن حرفيا هو الذي يقود تنفيذ الاملاءات هو الذي ينقل الرسائل هو الذي ينسق مع اسرائيل كيفية الضغط على اهلنا في غزة .
كما بدأت اقول انبه لعل هذا التنبيه يكون مفيدا لمصلحة امتنا وشعبنا واحرار العالم .
* المصدر :رأي اليوم
* المادة التحليلية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع