السياسية – رصد:

 

 

“أبو جهاد”، خليل الوزير، سياسي فلسطيني وأحد أبرز مؤسسي وقادة حركة فتح وجناحها العسكري الأول “العاصفة” أوائل الستينيات كما كان القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية.

لم يؤمن أبو جهاد إلا بالعمل العسكري المقاوم سبيلاً لتحرير فلسطين المحتلّة من كيان الاحتلال الإسرائيلي، فكان “رجل اشتباك، وكان الاشتباك والمقاومة أساس علاقته مع الآخرين، وكان يتواصل مع كل العاملين في الساحة النضالية ويدعمهم” (حسب ما يروي مقربون منه). وكرّس حياته ليزرع “في الوعي الفلسطيني فكرة العمل العسكري واستخدام السلاح ضد العدو” (كما ورد في كتاب “أبو جهاد: أسرار بداياته وأسباب اغتياله”).

النشاطات العسكرية

بدأ نشاطاته العسكرية بمبادرة فردية حين رفض الصمت على تهجيره والفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية التي اجتاحها الكيان الإسرائيلي عام 1948 فعمل على تأسيس مجموعات فدائية في قطاع غزّة حيث لجأ.

تعرف الوزير على الراحل ياسر عرفات خلال زيارة الأخير الى غزّة عام 1954، وحينها كان الوزير صحافياً مسؤولًا عن تحرير مجلة “فلسطيننا” الطلابية.

على إثر نشاطه الطلابي النضالي، حاول الاحتلال اغتيال الوزير في 25 شباط / فبراير عام 1955 في عملية تفجير خزان مياه “زوهر” قرب بيت حانون، ليُبعد بعدها الى مصر حيث استكمل دراسته الجامعية في الإسكندرية وتلقى تدريباً عسكرياً في القاهرة أقامته رابطة طلاب فلسطين، وترك مصر حين بدأ العدوان الثلاثي عليها عام 1956.

اُعتقل الوزير عام 1957 بتهمة قيادة فدائيين فلسطينيين ونُفي إلى السعودية، حيث عمل مدرساً وانتقل بعدها إلى الكويت عام 1959 وحينها أسسّ مع عرفات حركة فتح وعمل على تشكيل خلاياها العسكرية السرية في الضفة الغربية ومدّها بالسلاح.

ذهب الى الجزائر عام 1963 حيث تسلّم مسؤولية أوّل مكتب لفتح هناك، ثمّ انتقل الى العاصمة السورية دمشق عام 1965.

وفي سوريا، أقام أبو جهاد مقر القيادة العسكرية لقوات الثورة الفلسطينية، وكُلف بنسج العلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين المحتلّة.

شارك الوزير في حرب الـ 1967 من خلال تنفيذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال في الجليل الأعلى، وبعدها تسلّم قيادة مقاتلين في معركة الكرامة.

بعد عام 1970، أصبح أبو جهاد يتنقل بين بيروت ودمشق، وشارك في التصدّي والعمل العسكري ضد قوات الاحتلال التي اجتاحت لبنان عام 1982، وجمعته علاقة وثيقة مع القائد في حزب لله عماد مغنية والتي استمرت في تونس.

عام 1984، عُيّن أبو جهاد رئيساً للجانب الفلسطيني في اللجنة الفلسطينية – الأردنية المشتركة لـ “دعم صمود الأرض المحتلة” في تونس.

“أبو جهاد” ضحية “أوسلو”؟

بدأت تظهر مؤشرات خطيرة تنذر بتحوّل شكل صراع حركة فتح مع كيان الاحتلال من العمل المسلّح الى التسويات السياسية، وكان ابو جهاد قد ذكر أمام منشقين من حركة فتح بأنه سينضم أيضاً الى عديد المنشقين عندما تقبل “فتح” بتطبيق القرار 242 أو 338.

وفي 16 أبريل/نيسان 1988، اغتال الاحتلال “أبو جهاد” في منزله بالعاصمة التونسية على يد وحدة “سييرت متكال” الخاصة التي اقتحمت منزله في تونس أطلقت عليه ثلاث رصاصات أصابت يده وصدره وقلبه.

ويُذكر أن الوزير كان أحد أبرز مهندسي الانتفاضة الأولى التي اندلعت في كانون الأول/ ديسمبر عام 1987، وشارك في توجيهها ودعمها.

المصدر: موقع الخنادق