رجال حول الرئيس.. دائرة الثقة المقربة من عبد الفتاح السيسي تضم طبيباً نفسياً و”مستشارة كل العصور”
السياسية:
من يعرف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جيداً يعرف أنه لا يوجد مستشارون محددون حوله يبقون لفترة طويلة، انطلاقاً من طبيعة عمله السابقة في جهاز المخابرات الحربية، فهو يرى أن إعطاء مساحة كبيرة من الثقة لشخص ما لفترة طويلة من الزمن له انعكاسات سلبية عليه.
هذا ما ذكره مستشار سابق في إحدى الجهات السيادية خلال حديثه لـ”عربي بوست”، والذي أكد أن الرئيس المصري لا يثق غالباً إلا في رأيه هو، ولا يؤمن سوى بعبقريته الشخصية.
يدلل على هذا بتصريح متلفز شهير للرئيس السيسي وصف فيه نفسه بأنه “طبيب الفلاسفة، وأن الله منحه هبة إلهية تتمثل في القدرة على معرفة الحقيقة واكتشافها، ما جعل كل أجهزة المخابرات في العالم وزعماء الدول وعلماء الفلسفة يوصون بعضهم البعض بأن يستمعوا لما يقوله الرئيس المصري”.
من هذا المنطلق، كانت عملية البحث عن الدائرة المقربة للأشخاص الذين يثق فيهم الرئيس المصري ويمثلون الأشخاص المؤثرين في فكره أو الذين يشكلون الحلقة الفكرية “think tank” المقربة من حوله، ليست بالأمر الهين.
إذ لم يستمر في هذه الدائرة المقربة من الرئيس المصري إلا عدد محدود جداً من الأشخاص، على رأسهم اللواء عباس كامل الذي يحظى وحده تقريباً بثقة الرئيس.
لكن هذا لا يمنع من وجود أشخاص مؤثرين على فكر السيسي من خلف الستار، دون أن يكون لهؤلاء ظهور علني، مثلما قال المستشار السابق لأحد الأجهزة السيادية في مصر لـ”عربي بوست”.
وأضاف أن المعضلة التي يواجهها أغلب من يقتربون من السيسي كمستشارين أن الرجل متقلب المزاج بشدة ونادر الثقة في الآخرين، خصوصاً من المدنيين، كونه قضى ما يقرب من 44 عاماً من حياته في القوات المسلحة.
أضف إلى هذا- بحسب المصدر ذاته- تلك القناعة شبه الكاملة لديه بأن الله منحه مواهب لم يمنحها للآخرين مثل رؤية ما لا يراه غيره، والقدرة على التفكير خارج الصندوق وتقديم حلول غير تقليدية لكل المشاكل، فضلاً عن اقتناعه بامتلاك “كاريزما” تسمح له بإقناع الناس بما يريد إقناعهم به دون الحاجة إلى وسطاء.
وأوضح أنه نتيجة لقناعات الرئيس المصري المشار إليها، فإنه غالباً لا يعتمد على مستشارين سياسيين بشكل دائم، ولا يثق فيهم كثيراً ولكن لديه دائرة واسعة من الأشخاص الذين يستمع إليهم في مواقف ومناسبات مختلفة، ويثق بدرجة كبيرة في آرائهم وفي ولائهم له.
مصدر عمل لفترة في رئاسة الجمهورية قال لـ”عربي بوست” إن هناك من يخلطون بين من يعتمد عليهم الرئيس في تنفيذ تعليماته وتوجيهاته من بين المقربين إليه وبين من يستمع إليهم الرئيس ويثق في صواب رأيهم، وهؤلاء قليلون جداً.
وأضاف أن من بين أبرز المقربين من الرئيس الذين يعتمد عليهم لكنه لا يستمع لنصائحهم نجله محمود، الذي عاد للعمل في المخابرات في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأوكلت إليه مسؤولية الملف الفلسطيني بالكامل، ويثق السيسي في ولائه المطلق له وربما يسعى لتجهيزه لدور أكبر في السنوات المقبلة- على حد تعبيره.
وهناك آخرون مثل الفريق محمد زكي، وزير الدفاع الحالي، الذي كان قائداً للحرس الجمهوري في عصر الرئيس الراحل محمد مرسي، وهو من المحسوبين على جناح المشير حسين طنطاوي داخل الجيش، وقدم مساعدات جليلة للسيسي منها التحفظ على مرسي، ثم الشهادة ضده في المحكمة التي كانت أحد الأسباب المهمة في إدانته بالاستيلاء على وثائق سرية.
لكن ماذا عن تلك الدائرة التي يستمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى آرائهم ويثق فيهم ويمكن أن يتخذ قراراته بناءً عليهم.
في بعض الأنظمة يُشاع استخدام تعبير “الأخ الأكبر” على الحاكم أو كبار المسؤولين في الدولة ومختلف مؤسساتها، لكن في النظام المصري يمكن تعديل التعبير قليلاً إلى “الأخ الأصغر” ليناسب اللواء عباس كامل.
إذ يمثل استمرار كامل بالقرب من الرئيس المصري، وثقة السيسي شبه المطلقة فيه، حالة خاصة، كون الرئيس المصري- كما ذكرنا- لا يمنح من حوله الكثير من الثقة.
تعود معرفة السيسي بمدير مكتبه السابق ومدير المخابرات الحالي إلى سنوات طويلة من دون أن يستطيع أحد تحديدها بدقة. لكن باحثاً بمركز حكومي للدراسات السياسية في مصر، قال إن الرجلين يعرفان بعضهما منذ مرحلة الشباب، حيث تخرجا في عامين متتالين (السيسي تخرج عام 1977 وعباس عام 1978).
ورغم فارق العمر بينهما الذي يصل إلى 3 سنوات، وعمل كل منهما في سلاح مختلف عن الآخر، إلا أنهما في الغالب تعارفا في الدورات الأكاديمية التي تقام في الولايات المتحدة الأمريكية، واعتادت القوات المسلحة المصرية على إرسال ضباطها لحضورها. ويبدو أن ذلك التعارف تجاوز حدود العمل إلى المعرفة الشخصية والعائلية.
وبحسب بعض المعلومات المتوافرة من أشخاص تعاملوا مع الرجلين، فإن مفتاح ثقة السيسي المطلقة في عباس كامل، هو اقتناع الأخير الكامل بعبقرية الرئيس منذ أن كان مجرد ضابط في سلاح المشاة، وهو ما خلق “كيمياء” إيجابية بين الاثنين وارتياحاً متبادلاً في التعامل، جعل السيسي يستعين بكامل مديراً لمكتبه عندما تولى منصب مدير المخابرات الحربية.
ثم استمرت مهمة عباس كامل مع كل ترقية للسيسي، فكان مديراً لمكتبه وقت أن كان وزيراً للدفاع، ثم نفس الوظيفة عندما تولى السيسي رئاسة الجمهورية قبل أن يوكل له إدارة المخابرات العامة في يونيو/حزيران 2018.
نتيجة الثقة المطلقة للسيسي نحوه، أطلق البعض على عباس كامل لقب “كاتم الأسرار” أو “الصندوق الأسود” الذي يحوي كل المعلومات الدقيقة عن الرئيس المصري ومؤسسة الرئاسة.
ورغم أن أغلب أدوار عباس كامل تتعلق بتنفيذ تعليمات وأفكار الرئيس، إلا أن له بصمات واضحة على بعض الملفات المهمة في عهد السيسي، منها المؤتمرات الشبابية المتتالية، والمنتدى الشبابي العالمي. فقد كان حماس عباس لانعقاده يرجع إلى كونه “وسيلة لتلميع صورة السيسي في الغرب وتفنيد التقارير الأجنبية التي تراه ديكتاتوراً”، وهي فكرة اقتنع بها السيسي وشرع في تنفيذها سنوياً منذ عام 2017، بحسب المصدر في رئاسة الجمهورية.
وبالعودة إلى الباحث في المركز الحكومي، فهناك آراء غير رسمية أفادت بأن كامل كان وراء تردي علاقة السيسي مع أغلب الرموز والنخب السياسية المصرية منذ أن كان الأخير وزيراً للدفاع، باعتبار كامل حلقة الوصل الدائمة بينه وبين الساسة والخبراء؛ إذ اعتاد تسجيل ملاحظاتهم ثم نقلها لوزير الدفاع.
لكن الرجل خرج بقناعة من تواصله المستمر معهم أنهم “مجموعة من المنتفعين الذين يعملون لمصلحتهم الشخصية، وأن تقاربهم مع السيسي يهدف لتحقيق مصالحهم وليس مصالحه هو”.
ويبدو أنه أقنع قائده بوجهة نظره، لتبدأ علاقة السيسي مع أغلب الساسة وحتى الإعلاميين المعروفين في ذلك الوقت بالفتور، حتى انقطعت تقريباً وكان من هؤلاء عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق والإعلامي إبراهيم عيسى.
ويختم المصدر كلامه بقوله: “يبدو أن الفترة الماضية شهدت تقليصاً لبعض صلاحيات عباس كامل، ربما بسبب الفشل في ملف سد النهضة الذي تولاه كامل وجهاز المخابرات بشكل كلي دون أن يحقق النتائج المرجوة، ثم كانت الطامة الكبرى بسوء تقدير اللواء للوضع في السودان؛ إذ أقنع الرئيس بالرهان على العسكريين بقيادة عبد الفتاح البرهان ودعمهم لإقصاء النخب المدنية من المشهد السياسي لضمان قيام نظام موالٍ لمصر في الخرطوم”.
هذه الرؤية ثبت فشلها بعد قيام المظاهرات الرافضة لإقصاء رئيس الوزراء المدني حمدوك والوزراء المدنيين، ما اضطر البرهان للقبول بوساطات إفريقية وعربية للتوصل إلى تسوية كان من بينها وساطة أبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، وهو ما اعتبره محللون ضربة قوية لإمكانية قيام تحالف مصري سوداني ضد أديس أبابا في ملف سد النهضة.
كما كانت من رغبات عباس كامل التي أفسح له السيسي المجال تنفيذها ولم تحقق النجاح، رؤيته بخصوص ضرورة سيطرة الدولة على الإعلام الخاص، وهو ما تحقق بإنشاء الشركة المتحدة للإعلام التابعة لجهاز المخابرات العامة عام 2016.
قامت الشركة بامتلاك أغلب الفضائيات والصحف والمواقع الإليكترونية الخاصة، وأنفقت مليارات الجنيهات عليها من أجل تنفيذ فكرة عباس عن “الإعلام التعبوي”، لكن الرئيس أصيب بخيبة أمل من تراجع تأثير وسائل الإعلام التابعة للمخابرات على الرأي العام المصري مقابل تعاظم تأثير الفضائيات المعارضة للنظام التي تبث من تركيا بإمكانيات محدودة للغاية لا تقارن بتلك المتوفرة لنظيراتها المنضوية تحت راية الشركة المتحدة للإعلام.
من بين المدنيين القلائل الذين تركوا بصمة واضحة على أفكار وقرارات الرئيس المصري، هو الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي المعروف الذي تم تعيينه مستشاراً للرئيس للصحة النفسية بعد شهور قليلة من تولي السيسي مقاليد الحكم في مصر.
تأثير عكاشة على السيسي هو التأثير الأكثر وضوحاً لأي شخص من الدائرة المقربة للرئيس على أفكاره، إذ يعزو كثيرون للطبيب النفسي الشهير قرارات السيسي الصعبة على المصريين مثل رفع أسعار كل السلع والخدمات باعتبار ما تم تداوله قبل عدة سنوات في وسائل الإعلام المصرية ولم ينفِه عكاشة في وقته من أنه طلب من السيسي تجويع الشعب المصري من أجل النهوض بالبلاد، وهو ما ينفذه الرئيس حرفياً منذ ذلك الوقت.
بل إن السيسي نفسه كرر نفس العبارة في المؤتمر الاقتصادي الذي عُقد في مدينة شرم الشيخ في مارس/آذار عام 2015، حين قال إنه من الممكن أن يجوع الشعب المصري من أجل تحقيق النهضة.
كما نفذ الرئيس نصيحة مستشاره النفسي بفرض قانون الطوارئ في ذلك العام بدعوى أن الشعب المصري عاش مدللاً ومرفهاً منذ الأزل، وهو القانون الذي تكرر تجديده بشكل متقطع منذ عام 2013، ثم بشكل مستمر منذ عام 2017 حتى أكتوبر/تشرين الأول من 2021.
وكان لافتاً كذلك رأي عكاشة في أن أداء كثير من النخب المصرية فردي وأناني جداً، ويغلب عليه طابع الانتهازية دون النظر لمصلحة الوطن وتعليم النشء، وهو ما قد يفسر- بالإضافة لدور عباس كامل- علاقة السيسي السيئة مع النخب المصرية بشكل عام والسياسية منها بشكل خاص، واحتفاظه بمسافة آمنة بعيداً عن تلك النخب.
لكن يبدو أن تأثير الدكتور أحمد عكاشة على السيسي تراجع بوضوح في السنوات الأخيرة، وهو ما أرجعه المستشار السابق بالجهاز السيادي إلى تبعات لقاء تلفزيوني أجراه عكاشة في بداية عام 2019، انتقد فيه استمرار أي شخص في حكم دولة أو مؤسسة أكثر من 8 سنوات، لأن هذا يؤدي لتغير شخصيته وإصابته بجنون العظمة.
جاءت هذه التصريحات في وقت كان السيسي يستعد فيه لتعديل الدستور بما يسمح له بالبقاء في الرئاسة حتى عام 2030، ليقضي في منصبه 16 عاماً.
بدأت علاقة عكاشة مع الرئيس المصري في عام 2014 حينما خرج رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي ليتحدث في الإعلام عن إجراء الرئيس المصري وقت أن كان مرشحاً للرئاسة فحصاً للفص الأمامي من المخ لقياس مدى كفاءة الشخص لأداء العمليات التنفيذية التي ستوكل إليه كأول رئيس مصري يقوم بهذا الإجراء، لكنه لم يكشف عن نتيجة الفحص.
ثم- لاحقاً- وبعد نجاح السيسي، تم تكليف عكاشة بمهمة تحديد أسباب الانفلات الأخلاقى فى مصر، ووضع ملامح خطة قومية شاملة لإعادة الأخلاق إلى شعب كان تميزه التاريخي الأخلاق الحميدة. لكن لم يتم الإفصاح أيضاً عما تم التوصل إليه في هذا الأمر.
وكان من النتائج السريعة لهذا التكليف تعيين عكاشة مستشاراً للرئيس للصحة النفسية، وهو المنصب الذي حافظ عليه حتى الآن.
قوبل تعيين فايزة أبو النجا مستشاراً للسيسي للأمن القومي في عام 2014، بالعديد من علامات الاستفهام من قبل المراقبين في مصر، خصوصاً أن تعيينها كان أول المؤشرات على استعانة السيسي بالحرس القديم من عصر مبارك في إدارته.
لكن باحثاً سياسياً بأحد المراكز البحثية المقربة من المؤسسات الأمنية في مصر أرجع سبب استعانة السيسي بوزيرة التعاون الدولي السابقة إلى علاقاتها الواسعة مع الكثير من السياسيين ونواب الكونغرس الأمريكيين ومعرفتها الواسعة بطريقة تفكير الإدارات الأمريكية، وبالتالي امتلاكها مفاتيح للضغط عليها وقت اللزوم.
وكانت أبو النجا شغلت منصب مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف ومندوب مصر الدائم لدى منظمة التجارة العالمية، ومؤتمر نزع السلاح.
وأضاف الباحث المطلع أن معرفة السيسي بفايزة أبو النجا هي في الغالب معرفة رسمية وليست شخصية، إذ لم يسبق أن تقابلا قبل اختيارها لمنصبها سوى في بضع مناسبات رسمية.
وأوضح أنه في الأغلب فإن اختيارها تم بترشيح من جهات سيادية أوصت بها للرئيس للاستفادة من خبراتها المتراكمة في الشأن الأمريكي، وهو أمر كان يعمل له السيسي حسابات مستفيضة في بداية عهده.
وتركت أبو النجا بصمتها الشخصية على قرارات الرئيس في قضية منظمات المجتمع المدني التي شهدت في عهد السيسي حصاراً وتضييقاً أمنياً وقضائياً لم تشهده من قبل، وذلك بفضل توصيات ونصائح الوزيرة السابقة التي عُرِف عنها عداؤها للجمعيات غير الهادفة للربح.
وينسب لها قولها إن مؤسسات مثل المعهد الجمهوري الدولي، والمعهد الديمقراطي الوطني وفريدوم هاوس، هي وكلاء لمؤامرة أمريكية تهدف إلى إضعاف وزعزعة الاستقرار في مصر.
وقادت أبو النجا حملة ضارية ضد منظمات المجتمع المدني في ديسمبر/كانون الأول 2011، بلغت ذروتها مع توجيه التهم لـ43 موظفاً في المنظمات الأمريكية الثلاث المشار إليها، منهم 19 يحملون الجنسية الأمريكية مُنعوا من مغادرة مصر، بما تسبب في أزمة دبلوماسية بين القاهرة وواشنطن.
أوضح المستشار السابق في الرئاسة أن من بين أبرز النصائح التي استمع إليها السيسي من قائده السابق المشير طنطاوي، كانت ضرورة السفر إلى نيويورك خريف عام 2019 لحضور اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة مثلما كان مقرراً، رغم أن السيسي كان وقتها ميالاً لإلغاء سفره بسبب المظاهرات التي كان يجري التخطيط لها في سبتمبر/أيلول من ذلك العام استجابة لنداء المقاول المصري محمد علي.
وأضاف: “في ذلك الوقت اختلف المقربون من الرئيس في الرأي بين من يرى ضرورة بقائه في القاهرة لتفويت الفرصة على من قد يستغلون غيابه لتهييج الشعب، ومن يؤيدون سفره تجنباً للرسائل السلبية التي يبعثها إلغاء السفر”.
وأوضح أن الرأي المرجح جاء من المشير طنطاوي الذي لجأ إليه السيسي طالباً المشورة، فطلب منه طنطاوي حسم السفر وحضور الاجتماعات والتعامل مع قادة دول العالم بشكل طبيعي، لأن إلغاء سفره سيشكل مادة دسمة للمعارضين لحكمه ينسجون حولها مئات القصص والحكايات، وهو ما فعله السيسي بالفعل.
أما الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل الذي يحلو لتلاميذه أن يطلقوا عليه لقب “صانع التاريخ” بسبب دوره الكبير في عصر عبد الناصر، فكان تأثيره على السيسي كبيراً منذ أن بدأ التردد على مكتبه في شقته الفاخرة المطلة على النيل، عندما كان السيسي مديراً للمخابرات الحربية.
وقال الشخص الذي تولى تقديمه لهيكل إنه من كبار المعجبين بكتابات الأخير. وأضاف المستشار السابق أن نصائح هيكل كانت واضحة في العديد من القرارات التي اتخذها السيسي في السنوات الأولى لحكمه، أبرزها إفساح المجال للتواصل مع الشباب لكي يضمن بهم مستقبل حكمه وعدم الإسراف في الاعتماد على المستشارين “العواجيز” في بلد يمثل الشباب فيه ما يقارب 60%.
كما عمل السيسي بنصيحة هيكل بضرورة أن يكون له ظهير سياسي يدعم حكمه، واختار الرئيس حزب مستقبل وطن ليكون ظهيره السياسي، كما اختار شاباً صغيراً لرئاسة الحزب هو محمد بدران، قبل أن يخرج الشاب عن النص ويتورط في اتهامات تتعلق بذمته المالية، ليتم إخراجه من المشهد السياسي عام 2016 بدعوى ابتعاثه لإكمال دراسته في الولايات المتحدة.
من نصائح هيكل الأخرى التي طبقها السيسي عدم التورط في حرب اليمن ضمن ما عرف بتحالف “عاصفة الحزم” وإرسال قوات برية مصرية إلى البلد الذي عرف واحدة من أسوأ قصص تورط العسكرية المصرية في ستينات القرن الماضي.
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من موقع عربي بوست ولاتعبر عن رأي الموقع