اتحاد القوتان النفطيتان “موسكو والرياض” في مواجهة الحرب في أوكرانيا
السياسية – بقلم: إيملين بوركل
كيبيك, 11 ابريل 2022 (صحيفة “لو دفواغ- ” le devoir الكندية, الناطق باللغة الفرنسية- ترجمة:أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
المملكة العربية السعودية وروسيا، الركائز التي تقوم عليها منظمة أوبك بلس, تتحدان في رفضهما لفتح فيضان الذهب الأسود، على الرغم من الدعوات العديدة إلى كبح جماح تقلب الأسعار.
الأعضاء الثلاثة عشر في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، بقيادة الرياض، وشركائهم العشرة بقيادة موسكو، يجتمعون لاستكمال إنتاجهم الشهري التقليدي.
سبق وأن ارتفعت الأسعار عدة مرات منذ بداية الغزو الروسي، في 7 مارس المنصرم، بالقرب من السجلات التاريخية لمرجعي الذهب الأسود (139.13 دولار أميركي للبرميل بالنسبة لبرنت من بحر الشمال و 130,50 بالنسبة لشركة دبليو تي في الأميركية).
يرى المحللون أن هبوط أسعار النفط إلى أكثر من 5% ، في استجابة للتقدم المعلن في المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، وهو ما يشكل علامة على حرمانهما الشديد, ولكن منظمة أوبك بلس، وهي التحالف الذي أنشئ في العام 2016 لتنظيم السوق، لا ينبغي لها أن تحيد عن استراتيجيتها الرامية إلى فتح أبوابها بشكل متواضع.
أشار إدوارد مويا، المحلل في أواندا- الشركة العالمية الرائدة في خدمات التداول متعدد الأصول عبر الإنترنت- “الحرب في أوكرانيا تذكّر العالم بأننا ما زلنا نعتمد على منظمة الأوبك بلس لتأمين إمدادات الطاقة على كوكب الأرض, إن كلا من الرياض وموسكو يستفيدان من هذا الأمر ويتجاهلان التحذيرات من “مجموعة الدول الصناعية السبع- “G7 التي دعت مؤخراً البلدان المنتجة إلى زيادة شحناتها، مشددين على” الدور الرئيسي” للمجموعة في تنظيم أسعار الطاقة.
كما طلبت وكالة الطاقة الدولية أن تكون «على الجانب الصحيح»، على أمل أن يساعد الاجتماع في «تسهيل» السوق.
أشار الخبير إدوارد مويا إلى أن السعوديين، وهم أكبر مصدري النفط الخام في العالم أكثر من أي عضو آخر في المجموعة “لديهم حافز ضئيل لزيادة إنتاجهم لأنهم يستفيدون من ارتفاع أسعار النفط وارتفاع الطلب”.
العالم في قبضتهم:
علاوة على ذلك، فهم لا يريدون عزل روسيا, وبعيدا عن اعتبارات السوق الضيقة جدا، فإن الزيادة الواضحة في الأحجام ستكون قرارا سياسيا، أي الانضمام إلى البيت الأبيض.
قال فيليب سيبيل – لوبيز المتخصص في الجيوسياسية في مجال الطاقة في “جيوبوليا” المتخصصة في التحليل والمخاطر الجيوسياسية “في خضم الحرب الروسية الأوكرانية، أي تدابير تهدف إلى ضمان ألا يصبح النفط الروسي سلاحا في يد بوتين سوف ينظر إليها في موسكو على أنها استفزاز”.
يرى ستيفن إينيس، المحلل في ““SPI Asset Management أنه على العكس من ذلك، فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يسمح لروسيا، بموقفها المترقب، بالحفاظ على العالم المستورد [للطاقة الروسية].
أما وليد كودماني، المحلل في مجموعة XTB” ” لتداول، يرى إن موسكو “تعتمد اعتماداً كبيراً على استخدام نفوذها، في المقام الأول من خلال إمداداتها من النفط والغاز الطبيعي، في التفاوض مع الغرب وتخفيف صدمة العقوبات.
إذا كانت الولايات المتحدة، التي انضمت إليها دول أخرى مثل المملكة المتحدة، قد فرضت حظراً على الهيدروكربونات الروسية، فهذا ليس هو الحال بالنسبة للقارة العجوز التي هي أكثر اعتماداً.
تغيير الولاء:
قال إينيس إن الحرب في أوكرانيا “تكشف العيوب في الشراكة طويلة الأمد بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية, حتى الآن تتجنب الرياض اتخاذ موقف ضد روسيا، حيث لم تدين الغزو علناً، في حين أكد من جديد التزامه بتحالف أوبك بلس, إن استراتيجيته في الجانب النفطي “يمكن تفسيرها على أنها تغيير للولاء من الولايات المتحدة إلى روسيا”.
خلال حملته الانتخابية، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمعاملة المملكة السعودية باعتبارها دولة “منبوذة” بعد مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، الذي قُتل في القنصليه السعودية في مدينة اسطنبول التركية مطلع أكتوبر من العام 2018.
ولكن بالنسبة لستيفن إينيس، فإن جوهر المشكلة يكمن في المقام الأول في إيران، وهي عدو اللدود للسعودية، في حين تشارك واشنطن في مفاوضات مع طهران لإعادة تطبيق الاتفاقية النووية الإيرانية والمناقشات التي لم تلق بالضرورة قبولا حسنا من جانب السعوديين.
كما أدى قرار الإدارة الأمريكية الجديدة شطب الحوثيين في اليمن، من القائمة السوداء لـ “المنظمات الإرهابية” إلى توتر العلاقات.
تعتبر واشنطن شريك قريب منذ زمن طويل من الرياض، بيد أنها أبعدت نفسها تدريجياً عن هذا الصراع.
“إن ولي العهد السعودي قد ينحاز بتهور إلى جانب الكرملين، على أمل أن تدعمه روسيا إذا عادت إيران والسعودية إلى الدخول في صراع مفتوح”.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع