الاقتصاد العالمي بانتظار تغير الريادة في العالم
السياسية:
كتب غليب بروستاكوف، في “فزغلياد”، حول انزياحات كبيرة في مواقع الدول الكبرى اقتصاديا وتكنولوجيا.
وجاء في المقال: النزوع إلى التخلي التدريجي عن الدولار واليورو سبق الأحداث الجارية في أوكرانيا بفترة طويلة. ومع ذلك، فهذه الأحداث، أو بالأحرى المواجهة الاقتصادية القاسية بين روسيا والغرب، هي التي أعطت العملية الموصوفة أقصى درجات التسارع.
في الوقت نفسه، من الواضح أن روسيا لن تكون وحيدة في كسر احتكار الدولار واليورو للتعاملات المالية الدولية. فمن أيام قليلة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لا يعارض دفع ثمن موارد الطاقة المستهلكة بالروبل والليرة. لكن التخلي عن التعامل بالدولار – وهو أمر غير قليل الأهمية- يسير عبر خط لا يرتبط على الإطلاق بروسيا. وهنا يجدر التذكير بتصريح السعودية- والتي هي بالمناسبة أهم حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط – حول إمكانية بيع خُمس نفطها مقابل اليوان. ومن الواضح أن هذا ليس هجوما انتهازيا في تحد للولايات المتحدة، من الرياض المزعوجة من سير المفاوضات مع إيران بشأن اتفاق نووي، إنما اتجاه طويل الأجل.
إن إزاحة الدولار واليورو ستجعل من الممكن في النهاية الابتعاد عن المركزية الأوروبية (والمركزية الأمريكية) في تصور النظام العالمي. مجموعة البلدان التي تتنطح للأغلبية، مع فقدان سلطتها المالية، سوف تتحول إلى ما هي عليه بالفعل، أي إلى أقلية لم تعد طموحاتها لحكم العالم تتناسب مع وزنها الاقتصادي الحقيقي. فسوف تفسح اقتصادات الخدمات (مثل الولايات المتحدة) والقادة التكنولوجيون (الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا واليابان)، في سياق الأزمة العالمية للنظام الرأسمالي، المجال لاقتصاديات الموارد (روسيا والبرازيل.. الخ) والشركات الصناعية العملاقة (الصين والهند)، والتي يمكن أن تلحق في النهاية بالخدمات والحلول التكنولوجية. لقد بدأت هذه اللعبة الكبيرة.
* المصدر : روسيا اليوم ـ المادة الصحفية تعبر فقط عن رأي الكاتب