التوترات الامريكية – السعودية تعرقل تدفق المزيد من النفط
بقلم: لورا كيلي وراشيل فرازين
موقع “msn- إم إس إن” الأمريكي- ترجمة: انيسة معيض, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”
توتر العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تعقد جهود إدارة بايدن لإقناع الرياض بتكثيف إنتاجها النفطي والتي يمكن أن توفر بعض الإغاثة للمستهلكين في خضم ارتفاع الأسعار التي تفاقمها الحرب الروسية في أوكرانيا.
تنتقد الحكومة الأمريكية بشكل متزايد السعوديين منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي الصحفي بواشنطن بوست عام 2018, والذي تم قتله في القنصلية السعودية في اسطنبول.
ومما فاقم من التوترات, سجلات حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية والاختلافات بشأن الحرب على اليمن، والتي أدت إلى انتقادات من الحزبين في الكونغرس.
انها تضع الإدارة في موقف صعب لأنها تسعى للحصول على موافقة السعودية والإمارات لزيادة الإنتاج.
قال النائب الجمهوري توم مالينوفسكي، الذي كان مسؤول رفيعاً في مجال حقوق الإنسان خلال إدارة أوباما، للصحفيين هذا الأسبوع “أكره حقيقة أننا يتعين علينا أن نطلب من السعوديين إنتاج المزيد من النفط, كما أكره أنه على إدارة بايدن معرفة كيفية الاستفادة من علاقتنا مع السعودية لحملهم على القيام بذلك حتى لا يتم الضغط على ناخبين والقيام بابتزازهم”.
قد تجبر سيطرة السعودية على احتياطيات النفط الاستراتيجية إدارة بايدن، التي تتعرض لضغوط قبل منتصف المدة لتوفير بعض الإغاثة للمستهلكين وسط تضخم وارتفاع أسعار الغاز، لإعادة تقييم استراتيجيتها تجاه الرياض.
سعى الرئيس إلى إعادة التركيز على العلاقة على أنها علاقة عملية تركز على المصالح الأمنية المشتركة واحتياجات الطاقة، بينما أثار مخاوف بشأن سجل الرياض في مجال حقوق الإنسان.
يمثل هذا انعكاساً حاداً عن التعاملات الشخصية الودية للغاية لإدارة ترامب مع الرياض والدعم المطلق للهجوم الذي تقوده السعودية في الحرب الأهلية المدمرة في اليمن.
لكن يبدو الآن أن استراتيجية بايدن قد وضعت الإدارة في وضع غير مؤات في وقت الحاجة العالمي.
وبحسب ما ورد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة وولي العهد رفض مكالمة من بايدن كجزء من التواصل في الأيام الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا.
دحض البيت الأبيض تقرير صحيفة وول ستريت جورنال ووصفته السكرتيرة الصحفية جين بساكي بأنه “غير دقيق”, حيث قالت للصحفيين خلال إفادة صحفية الأسبوع الماضي: “ينصب تركيز الرئيس حقاً على المضي قدماً في علاقتنا, حيث يمكننا العمل معاً، وكيف يمكننا العمل معاً في مجال الأمن الاقتصادي والوطني هنا في الداخل ويتطلع إلى استمرار ذلك”.
أدت أسعار البنزين المرتفعة التي تفاقمت بسبب الغزو إلى وضع السعودية والإمارات في مواقع قوة استراتيجية كأعضاء في أوبك بلس والتجمع الأساسي للدول المنتجة للنفط.
يمكن للسعودية والإمارات إضافة المزيد من النفط إلى المضمار لأن لديهما “طاقة احتياطية”، وهي براميل يمكن نقلها بسرعة إلى السوق واستدامتها لفترة من الوقت.
لكن الرياض وأبو ظبي قاومتا الدعوات لزيادة الإمدادات، وهي جزء من الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع روسيا لتعزيز اقتصاداتهما، وفقاً لحسين إيبش، الباحث المقيم البارز في معهد دول الخليج في واشنطن.
كتب في مقال حديث: “السعودية، وبدرجة أقل، الإمارات تعتمدان على اتفاقية إنتاج نفط أوبك بلس مع روسيا كأساس للتنمية الوطنية وتخطيط التحول الاقتصادي”.
كما قاوم السعوديون والإماراتيون إصدار بيانات تدين الغزو الروسي وبدلاً من ذلك، انتقد كبار مسؤوليهم الولايات المتحدة.
الأمير محمد الذي قالت المخابرات الأمريكية إنه وافق على مؤامرة “أسر أو قتل” خاشقجي، قال في مقابلة نُشرت هذا الشهر في ذي أتلانتيك إنه “ببساطة” لا يهتم بما يعتقده بايدن عنه واقترح أن معاداة الولايات المتحدة النظام الملكي السعودي سيضر بالرئيس.
ونقلت المجلة عنه قوله “الأمر متروك له للتفكير في مصالح أمريكا”، ثم هز كتفيه, فليسعي خلفها.
كانت آخر مرة زار فيها مسؤولون أميركيون الرياض في 17 فبراير في محاولة لحمل السعودية على زيادة إنتاجها النفطي قبل الغزو الروسي.
قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس هذا الأسبوع “إننا على اتصال يومي بشركائنا السعوديين”.
لكن يبدو أن السعوديين والإماراتيين عازمون على التعامل مع الانتقادات الموجهة لهم من الولايات المتحدة.
ورد أن سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة قال هذا الشهر إن واشنطن وأبو ظبي تمران بـ “اختبار تحمّل”.
وورد عنه قوله خلال مؤتمر الدفاع في أبو ظبي “لكنني واثق من أننا سنخرج منه والوصول إلى مكان أفضل”.
تنتظر الإمارات موافقة الإدارة على تسليم طائرات مقاتلة من طراز “F-35” إلى البلد، كما ضغطت على بايدن لإعادة تصنيف الحوثيين في اليمن على أنهم منظمة إرهابية أجنبية، وهو ما ألغاه الرئيس.
قال بايدن إنه يفكر في إعادة التصنيف كمنظمة ارهابية، لكن جماعات حقوق الإنسان والمشرعون الديمقراطيون, حذروا من أن التصنيف سيقف عائقاً امام تقديم المساعدة الإنسانية.
قالت كاثرين باور، الزميلة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومسؤولة وزارة الخزانة السابقة التي خدمت في إسرائيل والخليج، إن التوترات المحددة بين الولايات المتحدة ودول الخليج هي جزء من شعور أوسع بالتراجع الأمريكي عن المنطقة.
“الشعور بأن الولايات المتحدة لا تولي اهتماما كافيا … أعتقد أن ذلك يضيف إلى هذا المعنى، من المنظور هناك، أن الولايات المتحدة لم تكن الشريك الأكثر موثوقية في الماضي القريب”.
لكن بالنسبة للبعض، فإن دفء العلاقات مع الخليج في مقابل زيادة إنتاج النفط يشبه قبول صادرات الطاقة الروسية لأن كلاهما مسؤول عن انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة.
انهى بايدن في الشهر الأول من انتخابه الدعم العسكري الأمريكي للعمليات السعودية الهجومية في اليمن، حيث وثقت جماعات حقوق الإنسان الآلاف من الخسائر المدنية الناجمة عن الغارات الجوية التي تقودها السعودية، وهو العنف العشوائي الذي يمارس على البلد الذي مزقته الحرب والتي يتم تصنيفها كأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
قال ويليام هارتونج، الباحث البارز في معهد كوينسي ريسبونسبل استيتكرافت: “أعتقد أن ما فعله السعوديون في اليمن أسوأ في الواقع، لكنه حصل على اهتمام أقل, أعتقد أنه حتى لو تم وضع جزء بسيط من الضغط الذي تشعر به روسيا على السعودية، فستكون هناك فرصة جيدة لوقف القتل في اليمن”.
لكن الجمهوريين القوا اللوم على بايدن لأجل ارتفاع أسعار الغاز استراتيجية هجوم رئيسية.
العوامل الدولية، وليس سياسات بايدن، هي المحرك الرئيسي لارتفاع الأسعار.
كما دفع كل من الجمهوريين وبعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية لمزيد من التنقيب في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت وزيرة الطاقة جينيفر جرانهولم في مؤتمر صناعي هذا الشهر “نحن في حالة طوارئ وعلينا زيادة الإمدادات قصيرة الأجل بشكل مسؤول”.
إنه خط جدال يحظى بدعم بعض حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، بما في ذلك اليونان.
قال نائب وزير الخارجية اليوناني فارفيتسيوتيس ميلتياديس لصحيفة “ذا هيل” في مقابلة في واشنطن هذا الأسبوع: “لا أعتقد أننا يجب أن نعتمد على روسيا أو دول الخليج في وارداتنا النفطية، علينا بالتأكيد أن نرى الولايات المتحدة كخيار, علينا تطوير موارد الطاقة الملموسة و بالقرب منا من أجل جعل النظام أكثر استقرارا”.
قد يستغرق الأمر بعض الوقت بالنسبة للشركات الأمريكية لجلب المزيد من النفط، ومع ذلك، فإن الإدارة تبحث عن الحل الأكثر فورية.
قال كورت فولكر، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الناتو، إن الإدارة تتبع الاستراتيجية الصحيحة من خلال النظر إلى دول الخليج لتعويض نقص الطاقة بسبب الغزو الروسي, بأن على الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة أن يحذوا حذو بايدن ويحظروا النفط والغاز الروسي, أعتقد أنه الشيء الصحيح الذي يجب القيام به, يجب أن نتحدث مع الجميع حول أسواق النفط والغاز.
*ساهم مورجان شلفانت في هذا التقرير
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع