عمليات كسر الحصار اليمنية تكسر كبرياء وغرور نظام آل سعود
السياسية :
تقرير – مرزاح العسل
بهدف وقف العدوان السعودي الإماراتي الغاشم على اليمن، ورفع الحصار الظالم عن الشعب اليمني.. نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية “كسر الحصار الثانيةَ” العسكرية في العمق السعودي على منشآت حيوية وحساسة تابعة لشركة أرامكو في الرياض ومنطقة ينبع ومناطق أخرى بدفعات من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيرة.
القوات المسلحة اليمنية بتنفيذها عملية كسر الحصار الثانية تؤكد أنه لا استقرار اقتصادي لمملكة بني سعود وتحالفها الاجرامي مادام العدوان والحصار مستمرين على الشعب اليمني.
وتأتي هذه العملية في ذروة اشتداد الحصار على الشعب اليمني بمنع دخول سفن المشتقات النفطية الى ميناء الحديدة بفعل قرصنة بوارج تحالف العدوان السعوصهيوأمريكي على السفن المصرحة من الأمم المتحدة.
وعمليات كسر الحصار التي باركها الشعب اليمني وكافة القوى السياسية، جاءت ترجمة لتصريح فخامة الرئيس مهدي المشاط بأن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الايدي أمام حصار وتجويع الشعب وعلى تحالف العدوان اخذ تحذيرات القيادة الثورية والسياسية والعسكرية على محمل الجد.
فالشعب اليمني حسم خياراته وأبلغ القاصي والداني وحذر وأنذر وكما يقال فقد أعذر من أنذر.. ولسان حاله يقول: لقد أثلجتم صدور قوم مؤمنين والمزيد من النكال لنزع عصب النظام السعودي أرامكو بحيث تكون كالسن هيكل بلا روح ولا عصب ديكور كما هي مملكة الرمال الكرتونية القابعة تحت الوصاية الأمريكية ومحمية بلا حماية بالقواعد الأمريكية.
أما القوات المسلحة اليمنية فلن تلتفت لصراخ العالم بسبب ارتفاع أسعار النفط والغاز مادام والشعب اليمني ممنوع عليه النفط والغاز ولن تلتفت لإدانات دول العهر العالمية ولن تلتفت لتباكي تحالف العدوان على تهديد مصادر الطاقة ولن تلتفت لتحذيرات تهديد الملاحة.
وأعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع في بيان له: إن “عملية كسر الحصار الثانية” والتي شملت المرحلة الأولى منها قصف عدد من منشآت الحيوية والحساسة التابعة لشركة أرامكو في الرياض ومنطقة ينبع ومناطق أخرى بدفعات من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيرة.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية من العملية ضربت عدد من الأهداف الحيوية والهامة في مناطق أبها وخميس مشيط وجيزان وسامطة وظهران الجنوب بدفعة من الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيرة.
وأكد البيان أن “القوات المسلحة اليمنية قادمة بعون الله تعالى على تنفيذ عمليات عسكرية نوعية لكسر الحصار الظالم ستشمل أهدافا حساسة لم تكن في حسبان العدو المجرم”.
وأعلنت القوات المسلحة في بيانها امتلاك إحداثيات متكاملة ضمن بنك أهداف خاص يضم عددا كبيرا من الأهداف الحيوية قد تستهدف في أي لحظة.. محذرا “العدو السعودي المجرم من تبعات استمرار الحصار الغاشم على منشآته ومشاريعه الاقتصادية والله على ما نقول شهيد”.
وجاءت هذه العملية بعد أقلّ من 10 أيّام لعمليّة كسر الحصار الأولى التي نفّذتها القوّات المسلّحة اليمنيّة في 11 مارس الجاري ضمن عمليّات إعصار اليمن، والتي نفّذتها 9 طائراتٍ مسيّرة منها 3 طائرات نوع صماد3 استهدفت مصفاة أرامكو في الرّياض، و6 طائرات أخرى مسيّرة نوع صماد1، استهدفت منشآت أرامكو في منطقتي جيزان وأبها ومواقع حسّاسة أخرى في العمق السّعودي.
ويرى الكاتب والاعلامي اللبناني شوقي عواضة أن عمليّة كسر الحصار الثّانية هي كسابقتها تحمل العديد من الرّسائل والدّلالات السّياسيّة والعسكريّة والأمنيّة، وذلك من خلال توقيت العمليّة مع بداية العام الثّامن للعدوان الغاشم على اليمن وهي رسالة ناريّة تؤكّد على الثّوابت اليمنيّة بالصّمود والتّصدّي وإفشال أهداف العدوان وانكشافه وعجزه أمام استبسال اليمنيين.
كما أن عمليّات الرّدّ المتتالية هي تأكيدٌ على جهوزيّة القوّات المسلّحة واللّجان الشّعبيّة على مواصلة المواجهة رغم الحصار الظّالم وقدرتها الكبيرة والسّريعة في نقل المعركة إلى الدّاخل السّعودي.
كذلك أهميّة الأهداف الحيوية التي استهدفتها عمليتا كسر الحصار الأولى والثّانية تؤشّر على تفوّق اليمنيين بإمكاناتهم المتواضعة على منظومة أمن العدوان من خلال تفوّقها أمنيّاً وتحديث بنك الأهداف تباعاً.
وتأتي عمليّات كسر الحصار في ظلّ الحرب الرّوسيّة الأمريكيّة الأوكرانيّة التي تسبّبت بوجود أزمةٍ عالميّةٍ في الطّاقة وحربٍ اقتصاديّةٍ.. حيث فرضت العمليّة قواعد حربٍ نفطيّةٍ جديدةٍ لن تدفع ثمنها الرّياض وحسب بل كل دول العدوان والعالم أجمع على مستوى أزمة النّفط العالميّة التي تسبّبت بها في العقوبات الأمريكيّة على روسيا.
الرياض بمكابرتها قد لا تستوعب حجم عمليّة كسر الحصار الثّانية لأنّها أكبر منها ولا تطالها فحسب بل هي استهدافٌ للقطاع النّفطي العالمي وبالتّالي فإنّ اليمنيين أرادوا أن يقولوا لدول العدوان ولكلّ العالم سنفرض حصارنا النّفطي على العالم لطالما استمرّ العدوان والحصار علينا ولن يثنينا أحد عن حقّنا في كسر الحصار.
وبالتّالي لن يكون أمام الولايات المتحدة الأمريكيّة إلّا الرّضوخ للحقّ اليمني لا سيّما في ظلّ تفاقم أزمة النّفط عالميّاً ولجوء الإدارة الأمريكيّة لفتح نوافذ الحوار والمفاوضات مع فنزويلا من خلال بدء محادثاتٍ رفيعة المستوى بين مسؤولين أمريكيّين وفنزويليّين منذ سنوات، بالرّغم من فرض العقوبات الأمريكيّة على فنزويلا المتمرّدة على الإدارة الأمريكيّة التي تريد إقناع حلفائها الأوروبيين بضرورة مقاطعة النّفط الرّوسي وإيجاد بديل عنه.
نفس الأمر ينطبق على اليمن العصي على العدوان منذ أكثر من 7 سنوات حيث سيدرك الأمريكي أنّ استمرار العدوان على اليمن لن يزيده إلّا غرقاً في الوحل اليمنيّ ويدرك الأمريكيّ أكثر أنّ اليمنيين المحاصرين نجحوا بامتياز في نقل المعركة إلى بعض عواصم العدوان كالرّياض وأبو ظبي وهذا يعني أنّهم قادرون على نقل المعركة إلى ما بعد الرّياض وما بعد أبوظبي.
صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، كشفت أن واشنطن أرسلت “عددا كبيرا” من بطاريات أنظمة الدفاع الجوية “باتريوت” إلى السعودية لصد هجمات القوات المسلحة اليمنية، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين رفيعين، قولهم أن إرسال البطاريات جرى الشهر الماضي.
واللافت في خبر الصحيفة الامريكية أنه جاء بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية، الأحد، تنفيذ عملية كسر الحصار الثانية، والتي استهدفت المنشآت السعودية الحيوية والحساسة التابعة لشركة أرامكو في الرياض وينبع.. أي أن العدد الكبير من بطاريات أنظمة الدفاع الجوية “باتريوت” التي أرسلتها أمريكا الى السعودية قبل شهر، عجزت عن صد الصواريخ والمُسيرات اليمنية!، وذلك بعد اعتراف السلطات السعودية بتعرض منشآتها الحيوية لهجمات يمنية واندلاع الحرائق فيها.
والشيء الهام الذي غاب عن بن سلمان، هو أنه لا أمريكا ولا حتى الناتو ولا أي قوة في العالم، بإمكانها أن تُنقذه من ورطة اليمن، إلا بن سلمان نفسه، وبإمكانه أن يسأل عن هذه الحقيقة الرئيسين الأفغاني أشرف غني والأوكراني فولاديمير زيلينسكي، فقرار التحرر من هذه الورطة، يتلخص بوقف العدوان العبثي على اليمن، ورفع الحصار الظالم عن الشعب اليمني، وفي غير هذه الصورة، عليه ان ينتظر رؤية مشاهد النيران وهي تلتهم أرامكو.
ضرب أرامكوا له أبعاد ودلالات ضاغطة في ظل أزمة الطاقة العالمية وبالذات في أوروبا وأمريكا الناتجة عن الحرب في أوكرانيا وتداعيات فرض العقوبات على روسيا.
وفي جديد تداعيات هذه العمليات حذّرت السعودية أكبر مصدّر للبترول في العالم اليوم الإثنين من أنّ الهجمات اليمنية التي تستهدف منشآتها النفطية تشكّل “تهديدا” لإمدادات النفط في الأسواق العالمية.
الجدير ذكره أن العمليات العسكرية الكبرى الأخيرة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية داخل العمق السعودي بدءا من عمليتي توازن الردع الخامسة والسادسة وأخيرا عملية السادس من شعبان التي استهدفت مواقع حساسة في الرياض وشركة أرامكو في ميناء رأس التنورة ومصفاة أرامكو في الرياض على التوالي؛ تفتح مسارا تصاعديا في مسار حرب اليمن، إذ تضع عصب الاقتصاد السعودي تحت دائرة الخطر الحقيقي.
ويشار إلى أن العقل الصحراوي السعودي الجاف لا زال يعتقد أنه سينتصر أو سيُحَقِق إنجازات عسكرية في بلدٍ ما إعتاد الركوع إلَّا لله، ولا زال مُحَمَّد بن سلمان يُكابر ويتلَوَّى مع طلوع الروح من الجسد الملكي على يد المقاتل اليمني الذي باعَ الدنيا برفاهيتها، وأشترى الكرامة والعِزَّة بدمويتها ولَم يأبَه لعظمَة الأعداء المالية والعسكرية لطالما أن اليمن صاحب الحق والباقون هم المعتدون.
يرى محللون غربيون أن جميع المنظومات الدفاعية الأمريكية وغيرها الموجودة على الأراضي السعودية لم تعد قادرة على التصدي لأي هجوم للطائرات أو الصواريخ اليمنية بدليل إعتراف الرياض بأن المسيرات وصلت الى الأهداف المعلنة وتسببت في أضرار بالغة ما يعني أن هذه العمليات ستغير تلقائيا موازيين المعركة برمتها لصالح صنعاء.
وتعقيبا على هذه النقطة، يؤكد الخبير الفلسطيني في الشؤون الدولية، وصفي عبدالغني، أن الإدارة اليمنية تحولت من مرحلة إرسال التحذيرات للتحالف إلى مرحلة فرض الوجع الكبير وفرض التهديدات القاصمة بقدرة مسيراتها على الوصول إلى أبرز المواقع الحيوية للنظام السعودي بكل حرية.
وأشار عبدالغني إلى أنه عندما يسمع عويل الرياض في المجتمع الدولي عقب هذه الضربات فإن ذلك يدل أن هذه الضربات تحقق غايتها، وأن الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية باتت تصيب أهدافها بدقة عالية.
ويعتقد المراقبون أن حسابات التحالف السعودي أصبحت تنضوي تدريجيا وراء الوجع الذي تخلفه عمليات صنعاء على الأهداف السعودية، حتى باتت واشنطن التي تعد الشريك والداعم الرئيس لهذا التحالف متخوفة هي الأخرى من مستقبل إستمرار هذه الحرب خاصة مع تصاعد توازنات الردع التي تنفذها صنعاء في الآونة الأخيرة، وهو ما يشكل تهديدا وجوديا للمصالح الأمريكية في المنطقة.