كيف قرأ “الكيان الصهيوني” إطلاق طائرة “حسّان”؟
وسام أبو شمالة
أعلن حزب الله اللبناني، مساء الجمعة، إطلاق طائرة “حسان” في اتجاه الأراضي المحتلة عام 1948، وحلّقت في الأجواء الفلسطينية مدة 40 دقيقة، وقطعت مسافة طولها 70 كلم، في مهمة استطلاعية، نفّذتها ثم عادت إلى قواعدها بسلام.
اعترف الناطق باسم “جيش” العدو الإسرائيلي بأنه تتبَّع طائرة مسيّرة، قادمة من الأراضي اللبنانية، وفشل في إسقاطها، على الرغم من تفعيل القبة الحديدية، وطائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة. وفي أعقاب الحدث، أعلنت قناة “كان” العبرية أن طائرتين حربيتين إسرائيليتين حلّقتا على ارتفاع منخفض في أجواء بيروت وضاحيتها الجنوبية من جهة البحر، ونفّذتا مناورة في أجواء بيروت لدقائق، قبل أن تغادرا.
وذكرت إذاعة “جيش” العدو، أنّ الطائرة المسيّرة، التابعة لحزب الله، دخلت المجال الجوي “الإسرائيلي” الساعة 11:50 دقيقة، بحيث تم التعرف إليها على الفور، لكنها اختفت بعد بضع دقائق عن الرادار. ولمدة ساعتين لم يكن مكانها معروفاً لدى “جيش” الاحتلال.
وادّعى الصحافي الإسرائيلي، روعي كايس، في قناة “كان” العبرية، أنّ الطائرة المسيَّرة التابعة لحزب الله، سُمّيت باسم “حسان”، على اسم حسان اللقيس، الذي اغتالته “إسرائيل” عام 2013، مدَّعياً أنه كان مسؤولًا عن مشروع الطائرات من دون طيّار، التابع للحزب.
وعلّق هيلل بيتون روزين، من “القناة الـ 14” العبرية، بالقول إنه لا بدّ من قول الحقيقة: بعد ساعتين من تفعيل الإنذارات، لا يعرف “الجيش الإسرائيلي” إذا كان أسقط طائرة مُسيّرة أم لا، بينما أرسل نحوها طائرات ومروحيات كثيرة، واستخدم وسائل لا تُعَد ولا تُحصى من أجل اعتراضها. فماذا سيحدث لو اُطلقت عشرات من هذه المُسيّرات؟ سيناريو مقلق للغاية…
بينما كتب أليؤور ليفي، من صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن ما يُعقّد أمر تسلل الطائرة المسيّرة هو أنها اخترقت الأجواء “الإسرائيلية” من خلال لبنان. وبالتالي، فإن الردّ “الإسرائيلي”، إن وُجد، يجب أن يكون داخل مناطق حزب الله. ولو كانت الطائرة المسيّرة قادمة من سوريا، لكانت مسألة الرد وعواقبه المحتملة أكثر بساطة.
ولخّص الصحافي روعي شارون، من قناة “كان” العبرية، حوادث الإطلاق في الأسبوع الأخير في سماء “إسرائيل”:
– إطلاق طائرة مسيّرة من قطاع غزة.
– طائرة مسيّرة تابعة لإيران تمّ إسقاطها في العراق.
– طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله أُسقطت يوم أمس.
– طائرة مسيّرة أخرى تابعة لحزب الله تمّ إسقاطها اليوم.
واعتبر هيلل بيتون روزين، من “القناة الـ 14” العبرية، أن الاختبار الحالي للقيادة السياسية والمستوى السياسي، هو إمّا الرد على حادثة تسلُّل الطائرة، وإمّا احتواء الحادثة وعدم الرد. فخلال الأيام الستة الماضية، تمّ إطلاق ما لا يقل عن 6 طائرات مسيَّرة من مختلف الجبهات، وهذا هو الرقم الذي تواجهه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حالياً. وهذا الرقم يجب أن يُلزم الحكومة بالعمل على إيجاد حل للمعضلة الحالية.
يعتقد العدو أن حزب الله يسعى، من خلال إطلاق الطائرة المسيّرة، لتحقيق عدة أهداف، أبرزها: العمل على تغيير قواعد الاشتباك، بحيث لا يستبيح العدو الأجواء اللبنانية، بطائراته الحربية والمسيّرة، وبحيث إن ما ينطبق على معادلة الاشتباك على الأرض ينطبق على السماء. ويعمل الحزب على اختبار قدرة طائراته المسيّرة على تجاوز منظومات الإنذار والدفاع الجوي الاسرائيلية، ولا يخلو هدف الإطلاق من جمع المعلومات الاستخبارية. كما يسعى لتحسين موقع الدولة اللبنانية التفاوضي بشأن ترسيم الحدود البحرية، ومن أجل القول إن أيّ اتفاق يأتي من منطلق القوة، وإن يد المقاومة هي العليا.
يبدو أن العدو يخشى ألّا يكون الإطلاق المتزامن للمسيّرات، عبر عدة جبهات تجاهه، خلال أيام معدودة، من قبيل الصدفة. ويخشى أيضاً أن تكون الحوادث مرتبطة بما يجري في القدس المحتلة والشيخ جراح، كرسائل تهديد إلى العدو، من مكوّنات المقاومة في المنطقة. وقد يربط العدو بين عمليات الإطلاق وانشغال العالم بالأزمة بين روسيا وأوكرانيا، من جهة، وبين تطورات مباحثات فيينا بين إيران والقوى الدولية، من جهة أخرى.
يتضح من الرد الأوّلي للعدو أن نجاح المقاومة اللبنانية في تنفيذ إطلاق طائرة “حسان” الاستطلاعية، من أجل أهداف استخبارية، وفشله في إسقاطها عبر استخدامه كلَّ الوسائل الحربية، أنه مصاب بالارتباك والتردُّد وخيبة الأمل، وأن رئيس أركان العدو، أفيف كوخافي، ووزير الأمن، بيني غانتس، ومن خلفهما “جيش” العدو، مصابون بالإحباط والشعور بالفشل الذريع، الأمر الذي سيعزّز حالة ضعف ثقة جمهور العدو ومستوطني جبهته الداخلية بجيشهم الذي اعتقدوا، طوال ردح من الزمن، أنه لا يُقهَر!!
- المصدر: الميادين نت
- المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع