السياســـية: تقرير // صادق سريع


"فشلَتِ البحريّة الأمريكيّةُ في احتواءِ قدراتِ البحريّةِ اليمنيّةِ، ما حوّلَ ساحةَ البحرِ الأحمرِ إلى صراعٍ بحريٍّ يمنيٍّ - أمريكيٍّ تديرُهُ قوّةُ صنعاءَ"، هكذا أكّدَ تحليلٌ لمعهدِ البحريّةِ الأمريكيّةِ.

وقالَ، في تقريرٍ للمحلّلِ العسكريِّ الأمريكيِّ جون غولدن، بعنوان "ليكنْ البحرُ الأحمرُ ساحةً لاختبارِ السفنِ غيرِ المأهولة": إنّ "الولاياتِ المتحدةَ أخفقت في تحقيقِ أيِّ تفوّقٍ بحريٍّ فعليٍّ على البحريّةِ اليمنيّةِ، رغمَ إنفاقِها أكثرَ من مليارِ دولارٍ على صواريخِ الدفاعِ والعمليّاتِ الجويّةِ العدوانيّة".

وأضافَ: "في البحرِ الأحمرِ لم تواجهِ البحريّةُ الأمريكيّةُ قوّةً بحريّةً تقليديّةً، بل خصمًا يمتلكُ مرونةً قتاليّةً وابتكاراتٍ تكتيكيّةً، مثلَ البحريّةِ اليمنيّةِ التي نجحتْ في فرضِ معادلاتٍ جديدةٍ أربكتِ المنظوماتِ المتقدّمةَ لبحريّاتِ الأمريكيّةِ والغربيّة".

وتابعَ: "حوّلتِ الصواريخُ والمسيّراتُ اليمنيّةُ البحرَ الأحمرَ إلى ساحةِ اختبارٍ حقيقيّةٍ لقدراتِ البحريّةِ الأمريكيّةِ، بعدَ أن فرضتْ واقعًا جديدًا أجبرَ واشنطن على مراجعةِ إستراتيجيّتِها البحريّةِ بشكلٍ كُلّيّ".

ووفقًا للمنظورِ العسكريِّ للخبيرِ غولدن، الذي أقرّ بعجزِ البحريّاتِ الأمريكيّةِ والأوروبيّةِ، يُمثّلُ البحرُ الأحمرُ ساحةً مثاليّةً لاختبارِ التقنيّاتِ العسكريّةِ الجديدةِ، بوجودِ تحدّياتٍ فعليّةٍ من خصمٍ حقيقيٍّ، بعدَ إخفاقِ حلفِ "حارسِ الازدهار" في احتواءِ قدراتِ قوّاتِ صنعاء المتناميةِ، التي قلبتْ موازينَ القوّةِ في أهمِّ ممرٍّ مائيٍّ في العالم.

وحسبَ رؤيتِه، فإنّ على قادةِ البحريّةِ الأمريكيّةِ التعاملَ مع البحرِ الأحمرِ كساحةِ حربٍ فعليّةٍ، لا كمجرّدِ ممرٍّ مائيٍّ إستراتيجيٍّ، ما يعكسُ عجزَها في مواجهةِ تكتيكاتِ اليمنيّينَ التي غيّرتْ موازينَ الردعِ البحريِّ بشكلٍ جذريٍّ.

ونفّذتِ القوّاتُ المسلّحةُ اليمنيّةُ (القوّةُ الصاروخيّةُ وسلاحُ الجوِّ المسيّر) 1,835 عمليّةً بالصواريخِ والطائراتِ والزوارقِ المسيّرةِ في المعركةِ العسكريّةِ "الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدّسِ"، التي أعلنتْها صنعاءُ نهايةَ 2023 لإسنادِ غزّةَ ضدَّ العدوانِ والإبادةِ والتجويعِ الصهيو - أمريكيّ.

العيوبُ الخطِرةُ في بحريّةِ واشنطن

بدورِه، أقرَّ موقعُ "ميليتري" العسكريُّ بأنّ البحريّةَ الأمريكيّةَ تحاولُ إعادةَ تعبئة مخزونِ الصواريخِ بعدَ تعرّضِها لضغوطٍ واستنزافٍ في المواجهةِ مع اليمنيّينَ في البحرِ الأحمرِ.

وقالَ:"المعركةُ البحريّةُ بين البحريّاتِ اليمنيّةِ والأمريكيّةِ في البحرِ الأحمرِ، كشفتِ عن افتقارِ أسطولِ الأخيرة إلى الصواريخِ والذخائرِ بكميّاتٍ كافيةٍ، في حينِ يستعدُّ لحربٍ محتملةٍ مع خصمِه الصينيّ".

وأضافَ: "المواجهةُ البحريّةُ مع البحريّةِ اليمنيّةِ في البحرِ الأحمرِ شكّكتْ في فريضةِ الهيمنةِ العسكريّةِ الأمريكيّةِ على مدى عقودٍ، في إنّ الصراعاتِ المستقبليّةَ ستكونَ قصيرةً وحاسمةً، وليست معاركَ استنزافٍ طويلةَ الأمدِ".

وخَلُصَ الموقعُ إلى أنّ المواجهةَ مع اليمنيّينَ في البحرِ الأحمرِ كشفتِ العيوبَ الخطِرةَ في البحريّةِ الأمريكيّةِ، أبرزُها فشلُ كبحِ التهديدِ الإستراتيجيِّ لهجماتِ صنعاء البحريّةِ وضعفُ الإنتاجِ الدفاعيِّ مقارنةً بحجمِ خسائرِ الاستنزافِ في المعركةِ البحريّةَ.

يُشارُ إلى أنّ اليمنَ استهدفَ في معركةِ إسنادِ غزّةَ 228 سفينةً تجاريّةً وحربيّةً معاديةً، وأطلقَ 1,300 صاروخٍ ومسيّرةٍ على الكيانِ، وأغلقَ ميناءَ "أمّ الرشراش"، وأغرقَ أربعَ سفنٍ انتهكتْ قرارَ الحظرِ، وأسقطَ ثلاثَ مقاتلاتٍ أمريكيّةٍ من نوعِ F-18، و26 مسيّرةً من نوعِ MQ-9، منها 22 في معركةِ "طوفانِ الأقصى" وأربعٌ أثناءَ العدوانِ الأمريكيِّ - السعوديِّ.