الشهيد طه المداني: مؤسس الجهاز الأمني لحركة “أنصار الله”
السياسية- متابعات:
لعل أكثر ما أثار حفيظة دول التحالف بعيد الهجمات الأخيرة التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية، هي قدرتها على الصمود لـ 7 سنوات بعدما كانت تقديراتهم تشير إلى حسم المعركة خلال أسابيع. وما أصبح مؤكداً لدى هؤلاء ان السر خلف هذا الصمود يعود بشكل كبير إلى قدرتهم الاستخباراتية العظيمة التي نجحوا فيها بالحفاظ على أمن جبهتهم الداخلية ومراكز تصنيع أسلحتهم وسرية عملهم العسكري. وهو ما دفع قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى فرانك ماكينزي أخيراً بالاعتراف بأن “الولايات المتحدة تعاني من محدودية قدرات الاستطلاع الأميركية فوق اليمن، خاصة فيما يتعلق بقدرات الاستطلاع (آي.أس.آر).
يحمل هذا الإنجاز بصمات رجل لن تستطيع أجهزة المخابرات الأجنبية الدولية أن تنسى اسمه، وهو مؤسس الجهاز الأمني لحركة “أنصار الله” الشهيد طه حسن إسماعيل المداني.
الشهيد المداني: رجل الأمن الأول
تؤكد الحقائق التاريخية التي وثقت الحروب والغزوات صعوبة قيام دولة ما، بالجمع ما بين القدرة على التصدي لأي عدوان خارجي والحفاظ على أمنها الداخلي من إحداث ثغرات أمنية وتفجيرات، يكون من شأنها تهشيم البيئة الداخلية والقضاء على قدراتها ومواردها البشرية وغيرها. وهذا ما شهدته بروكسل وباريس ولندن كما دمشق وبغداد وطرابلس…
لكن اليمن وعلى الرغم من الظروف الاستثنائية التي مر بها طيلة عقود، خاصة بعد إعلان الحرب عليه استطاع الحفاظ على تثبيت الأمن في المحافظات الشمالية وهو ما كان يقف خلفه رجل من ميدي، يساوي بخبرته وحنكته وقدرته جهاز مخابرات بأكمله.
ولد “أبو حسن” عام 1979 لأب يشغل منصب عامل قضاء، في مدينة ميدي الحدودية. فيما انتقل إلى صعدة لإكمال دراسته وهو ما وفّر له فرصة الاحتكاك أكثر مع حركة السيد حسين بدر الدين الحوثي خاصة بعد التحاقه في كلية الشريعة والقانون.
عام 2003، بدأ الشهيد المداني نشاطاته في جامع الامام الهادي في صعدة حيث نجا من الاعتقال للمرة الأولى عقب اطلاق الصرخة -الموت لأمريكا الموت لليهود- من على المآذن وفي التجمعات. إلا أنه اعتقل فيما بعد للسبب نفسه.
كان يعرف الشهيد “أبو حسن” بحسه الأمني الرفيع، حسب ما أفادت مصادر مقربة منه، وهذا ما تبلور أكثر خلال سنوات سجنه حيث برزت الخصال الهادئة وبرودة الأعصاب ودقة الملاحظة والحنكة الذكية والتي وظفها بحرفية عالية كأي رجل أمن تم اعداده وتدريبه لسنوات.
وتتابع المصادر انه خلال عام 2006 بعيد انتهاء الحرب الثالثة، وبعد اطلاق سراحه، عاد الشهيد المداني إلى الميدان كرجل أمن بعدما اكتشف عن قرب الحاجة الملحة لتأسيس جهاز أمن خاص يحمي ظهور المؤيدين للحركة من أي عمل مضاد في الغرف السوداء الممولة والمعدة خارجياً.
عام 2007 جرح “أبو حسن” 3 مرات متتالية خلال الحرب الرابعة، وعلى الرغم من ذلك فإنه كان يُعد من أولى الرامين في الجبهات ما أظهر جانباً آخر في شخصيته إلى جانب شخصيته الأمنية، وهو “القائد العسكري”.
عام 2008، وخلال الحرب الخامسة، قاد المواجهة في مديرية سحار في محافظة صعدة وتحديداً في منطقة آل حميدان، حيث كان له الدور الأساسي في وقوع مجزرة الدبابات. ليتولى فيما بعد مهمة الدفاع عن منطقة الصعيد في المحافظة، والتي واجه خلالها الفرقة الأولى مدرعات، التابعة لعلي محسن الأحمر والتي كانت تسمى بالـ “بشمركة”.
كل هذه الخبرات التي راكمها الشهيد المداني طيلة هذه الحروب والتي كان فيها النظام التابع للسعودية يمعن في التنكيل بحق المؤيدين لحركة أنصار الله وهو ما دفعه لشن 6 حروب خلال 5 سنوات وهي فترة قياسية، استثمرها بشكل مثير للاهتمام في فترة ما بعد ثورة 21 سبتمبر، حيث عمل على تطوير الجهاز الأمني لحركة أنصار الله ليصبح جهازاً منفصلاً عن الجناح العسكري. والذي استطاع تفكيك مئات الخلايا المتصلة بتنظيم “القاعدة” وقوات علي محسن الأحمر إضافة لعدد من الخلايا التابعة للاستخبارات الأجنبية.
تكتم شديد ظلل مكان وتاريخ الاستشهاد ولم يكشف الكثير عن تفاصيله الشخصية وحيثيات عمله، لكن المشاهد التي وثقتها عدسة الاعلام الحربي عن حضوره إلى جانب قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي في إحدى الجبهات، إضافة للنجاعة العالية التي أثبتها جهاز أمن الحركة طيلة السنوات الماضية والتي أصبح اليوم محط أنظار المخابرات البريطانية والأميركية يكشف حجم الإنجازات التي حققها رجل الأمن الأول في حركة أنصار الله والذي سجل اسمه على لوائح “استخبارات الكيان الصهيوني” الشهيد طه حسن إسماعيل المداني.
- المصدر: موقع “الخنادق” اللبناني
- المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع