(السياسية):

لم تشكل قضية من القضايا اليمنية قاسم مشترك اجمع عليه اليمنيين وكانت معيار وحيد لإثبات الوطنية من عدمه كما هو حال الترسبات القائمة بين نظام ال سعود والشعب اليمني، في هذا الجانب شكل الادب اليمني حاجز صد كبير جدا تحدى العدوان في كل الظروف والمراحل وفي هذه الزاوية بالذات سنحاول التطرق الى موقف الادب من نظام ال سعود منذ امدا بعيد، ومن اللحظة التي تراجع فيها علّامة عصره الحجة العَلم محمد اسماعيل الامير عن قصيدته التي كان قد مدح فيها محمد بن عبد الوهاب ونهجه ، اعتماد الموقف مجرد السماع والاخيله الذاتية التي كانت تبحث عن منقذ ينتشل الامة من حالة الانحطاط التي ترسخت في العصور الوسطى لكنه حينما ذهب الى الحجاز وشاهد اعمال بن عبد الوهاب قال قصيدته الشهيرة التي اعلان فيها التوبة عن ما قال وسنحاول نشرها لاحقا.

وفي العصر الحديث شكل الادب رأس حربة لمقاومة هذا العدو الصلف وهذه الدولة الطارئة على الحياة وكان معيار الاديب الوطني هو مدى عدائه للسعودية وفضحه لأعمال نظام ال سعود الإجرامية وحول هذا الجانب بالذات اتفق كتاب الشعر والقصة والمقال والمسرح كلهم يكنوا العداء الصارخ لهذا النظام لا بنزعة عدوانية ذاتية ولكن ردة فعل على اعماله الدنيئة ومواقفه الخسيسة من قضايا الامة ولم يكن شاعراليمن الكبير وفيلسوفها المتميز المبصر الوحيد في هذا العالم الاستاذ عبد الله البردوني -رحمه الله- الا نموذجا من النماذج الوطنية التي عرت هذا النظام وفضحت اساليبه الدنيئة في زمن مبكر، ولعل من المفيد هنا ان نبدأ بموقف اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين الذي عبر عنه امين عام الاتحاد آنذاك المناضل الوحدوي الجسور صانع الوحدة بلا منازع المرحوم الاستاذ عمر عبد الله الجاوي في احدى افتتاحيات مجلة الحكمة اليمانية  لسان حال اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين العدد “162”- يوليو 1989م حيث قال: ” منذ اقتطاع عسير ونجران عام 1934م والحال في جزيرتنا العربية يتخذ سمات العداء الذي يكاد يصبح تاريخيا.. أعني بين اليمنيين وحكام السعودية).

وبعيدا عن سرد الاحداث منذ خمس وخمسين عاما والتي ظل طابعها الغزو والاستيلاء على الاراضي اليمنية نجد اليوم انفسنا امام مهانة وصلت حد التدخل في كل صغيرة وكبيرة تخص شؤوننا الوطنية دون رادع من القائمين بأمرنا.

*لن نتحدث عن احتلال جديد من الشرورة والبقع وكل الربع الخالي.. ولا نريد ان نجتر أحقاد تدخلهم الاحمق للقضاء على ثورة 26 سبتمبر ومحاولتهم فصل حضرموت عن اراضي الوطن اليمني ودعمهم لكل انواع التخريب منذ سبع وعشرين عاما.. فالأمر من جانبنا احتاج الى المزيد من الصبر والابتعاد عن التوتر باعتبار ان المحصلة لن تكون غير وحدة الجزيرة العربية ووحدة العرب جميعا في يوم من الايام*

لغة البيانات:

منذ عام بالضبط اصدر اتحادنا بيانا للرأي العام اليمني حول الإجراءات السعودية بعد اضطهاد الحجاج اليمنيين..وطالبنا سلطاتنا اليمنية ألا تترك هذا الخرق يتسع ليصبح عادة تقرر فيها السلطات هناك الجنسية لمواطنينا.

والحق يقال ان السلطات اليمنية لم تتحرك بجدية لحماية المواطن- الذي له رب يحميه – لان في اليمن سلطات وليس سلطة واحدة ولأن الاتجاه السائد يدعو الى المزيد من السكوت… او ان صنعاء تنتظر التحرك من عدن او العكس*.

وحكام أشقائنا في نجد والحجاز يعرفون هذه المحنة ويستغلونها ليس فقط على طريقة وصية العاهل الاكبر كما يقال ” إن أردتم الاستمرار في حكم المملكة عليكم بالاصرار على توحيد الأسرة وتمزيق اليمن، لقد جاوز”العهلة ” الجدد هذه الوصية وذهبوا الى التالي:

  • قاموا باحتلال الجزء اليمني من الربع الخالي.
  • أعطوا التابعية السعودية لمواطنين في محافظات صعدة والجوف ومأرب وشبوة وحضرموت والمهرة وأصبح امرؤ القيس وأهل قريته مواطنين سعوديين.
  • صنعوا وهم في الرياض قانون الجنسية اليمنية وعلى مراحل.
  • في البداية طلبوا البطاقة الشخصية إضافة الى الجواز حتى يتعرفوا على جنسيتنا ” الشمالية” أو ” الجنوبية”.
  • ثم نصحوا ” بالعين الحمراء” تبديل جواز الجنوبي الذي يحمل جوازا شماليا.

ج- في موسم الحج هذا أعادوا حامل الجواز الشمالي اذا شموا من لهجته انه من سكان الجنوب.

د- أعادوا أبناء شبوة ومأرب الذين يحملون جوازات يمنية الى مناطقهم ولا يقبلون إلا بالتبعية السعودية باعتبار ان هذه مناطقهم وقيد التحرير!!؟

*وقبل هذا مر احتلال مناطق في حضرموت..تحت بيان صغير كعين النملة*..هذه هي الوقائع التي لا يمكن نكرانها والتي لم تهز  حكامنا المشغولين بالاعتذار عن الذي حصل وسيحصل.

* ولأن البيانات الرسمية اليمنية- االسعودية تثمن غاليا وتشيد بالأخوة اليمنية-  السعودية، ونحن نسأل، بعد كل هذا من أين ستأتي الأخوة يا أصحاب نجد*؟

وأعود الى أحداث التاريخ ووقائعه وأتناولها من وقائع متعددة في تاريخ الصراع اليمني السعودي.