أمريكا وحربها المباشرة على اليمن
السياسية – المحرر السياسي:
السياسة الخارجية الأمريكية منذ تأسيس هذه الدولة قبل أكثر من 300 عام حتى اليوم لم تلتزم ولو بأقل قدر من المصداقية في تعاملاتها وعلاقاتها الدولية، فهي دولة تحتكم إلى إرث كبير من الديماغوجية النفعية كأسلوب استعماري انتهجته الولايات المتحدة.
والحال كذلك فإن الموقف الأمريكي من الحرب اليمنية لا يختلف عن ذلك النهج، فهو بالتأكيد مع دول العدوان التي تُعد أبرز حلفاء أمريكا في المنطقة، فدول الخليج العربي القابعة على بُحيرة من النفط بمثابة حصّالة أموال لأمريكا وسوق مربحة لتسويق الأسلحة والمعدات العسكرية ومنتجات الشركات الأمريكية.
إن الموقف الأمريكي من الحرب اليمنية ليس بحاجة إلى بصيرة ثاقبة لمعرفته فهو متحيز إلى جانب دول العدوان، فقد اُتخذ قرار الحرب على اليمن من العاصمة الأمريكية واشنطن وأعطي الضوء الأخضر لدويلات الخليج وفي المقدمة السعودية والإمارات لشن الحرب الشرسة على الشعب اليمني التي ستدخل بعد أيام عامها الثامن.
لقد فتحت أمريكا مخازن السلاح منذ اليوم الأول للحرب والذي بواسطته يتم تدمير اليمن، وأرسلت واشنطن الخبراء والمستشارين العسكريين إلى أرض المعركة.
تعدت المشاركة الأمريكية في الحرب اليمنية تقديم الدعم اللوجستي إلى الاشتراك المباشر في الحرب، فأمريكا دولة لا تستطيع الحياة إلا بالحرب، وتاريخها الطويل شاهد على ذلك.
سلسلة من الحروب الداخلية والخارجية خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ تأسيسها، ثبّتت نفسها كقوة عظمى بالحروب والغزوات والاحتلال في كل قارات العالم.
واليوم عقد من الزمان يكاد أن ينتهي واليمن يدفع فاتورة حرب تخوضها أمريكا وحلفاؤها فيما يدفع اليمنيون ثمناً باهظ الكلفة من الأرواح وتدمير البنية التحتية ومقدرات البلاد.
أمريكا ليست لها مصداقية ولا يمكن أن تكون وسيطاً نزيهاً في أي قضية في العالم لانعدام صفة النزاهة والحيادية في النظام الأمريكي، والتأريخ شاهد على ذلك مهما حاولت أن تقدّم نفسها وسيطة في ترسيخ السلام كما تدّعي.