السياسية- متابعات:

بعد إفلاس التحالف العربي في حربه على اليمن، عمد الاعلام الخليجي إلى استخدام لقطات من فيلم وثائقي عن الغزو الأمريكي للعراق لاتهام الجيش اليمني بتطوير صواريخ باليستية. ما أثار غضب وسخرية الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا ما يجعل الاعلام السعودي عند الرأي العام العالمي في إطار سلسلة الشبهة التي اعتاد أن يضع نفسه فيها. فلم يمض أسبوعين على الفيديو المفبرك حول “القيادي” التابع لحزب الله الذي يعمل في اليمن، كما لا يمكن إحصاء المحاولات والفبركات المفضوحة للإعلام المأجور المسخر لنسف جبهات المقاومة في العالم.

و”تحاول المؤسسات الإعلامية التي تسيطر عليها الرياض وأبو ظبي ونخب الشركات الغربية تضليل مؤيدي محور المقاومة وجعلهم ينقلبون على الأحزاب التي يدعمونها حاليًا. هذه مجرد محاولة أخيرة لمهاجمة محور المقاومة بعد حملة فاشلة طويلة الأمد… “وهذا الكلام للكاتب البريطاني روبرت إنلاكيش عند حديثه عن الاعلام السعودي ودوره في المنطقة.

 

سخافة تركي المالكي باستخدام فيلم حرب العراق ” كدليل” على صواريخ اليمنيين

يظهر المتحدث الرسمي السعودي تركي المالكي مقطعًا من ‘الصواريخ الباليستية’ في الحديدة يشبه إلى حد كبير لقطات من فيلم وثائقي عام 2009 عن الغزو الأمريكي للعراق. وفي مؤتمر صحفي يوم السبت، ادعى المالكي، أن لديه أدلة تدين تطوير أسلحة في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر. وبُثت التصريحات على قناة السعودية الحكومية، ونقلتها على قناتها على موقع يوتيوب. وميناء الحديدة هو المنفذ الرئيسي لاستقبال الصواريخ الباليستية الإيرانية. وقال إنه يتم وضع الصواريخ وتجميعها في [الميناء] تحت إشراف مسؤولي الأمن الإيرانيين “، بينما كان يعرض صور الأقمار الصناعية للمنطقة الساحلية.

ربما يرجع ذلك إلى أن الموقع الدقيق للمقطع المعني يبدو أنه بغداد، والتُقطت اللقطات في 10 أبريل / نيسان 2003.

وانتقل النشطاء والصحفيون إلى وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد لمقارنة اللقطات بمشهد من فيلم 2009 Severe Clear، وهو فيلم وثائقي يستند إلى يوميات فيديو لمشاة البحرية الأمريكية عن التقدم الذي استمر 21 يومًا على بغداد أثناء الغزو الأمريكي.

المقطع مطابق لمقطع مدته ساعة و 10 دقائق من الفيلم، وهو متاح للمشاهدة على YouTube. في المشهد المحدد، صورت القوات الأمريكية “مستودع ذخيرة”، تظهر فيه الأسلحة التي خلفتها قوات صدام حسين.

يبدو أن المقطع الذي تبلغ مدته ثانيتين قد تم قطعه من قبل التحالف الذي تقوده السعودية بعناية فائقة حتى لا تظهر القوات الأمريكية، التي يمكن رؤيتها في الغرفة التي تتفقد الرؤوس الحربية في الفيلم الوثائقي.

اتهم المتحدث باسم الجيش اليمني يحيى سريع التحالف بـ “الفضيحة” و “الإفلاس” لاستخدامه لقطات من فيلم أمريكي. وقال “هذا هو العدوان الذي امتلأ منذ البداية بالكذب والخداع ومحاولات تغطية عيونهم بالرمل ولكن سلسلة الكذب قصيرة”.

 

إنلاكيش: الاعلام الخليجي يضلل الرأي العام بشأن العراق واليمن

اعتبر الكاتب البريطاني روبرت إنلاكيش أنه “مع تقدم محور المقاومة المناهض للهيمنة الغربية في الشرق الأوسط على جبهات متعددة، تبذل وسائل إعلام الأنظمة الرجعية العربية والغربية محاولة يائسة لتصوير التحالف، بقيادة إيران، على أنه في أضعف أوقاته. دعونا نضع جانباً مزاعم الحشد الشعبي – حول تزوير الانتخابات – وننظر فقط إلى ما تظهره النتائج بالفعل. تستخدم الآلة الإعلامية للأنظمة الغربية والعربية الرجعية الانخفاض الكبير في المقاعد لتأكيد مزاعمهم بأن العراقيين يتحولون سياسياً وينقلبون على وحدات الحشد الشعبي. ظاهرياً، يبدو أن 16 مقعدًا من أصل 329 عضوًا في البرلمان أمر فظيع للغاية، وخاصة عندما فاز التيار الصدري الرائد بـ74 مقعداً. ومع ذلك، بدلاً من الخوض في هذه القضية بشكل أعمق، تتوقف وسائل إعلام الإمبراطورية (الأميركية) عند هذا الحد، لأنه عندما تنظر إلى الأصوات الشعبية، تبدأ روايتها في الظهور سخيفة إلى حد ما. نعم، خسرت وحدات الحشد الشعبي عددًا كبيرًا من المقاعد، لكن عندما نقارن عدد أصواتها الشعبية بأصوات الحزب الرائد، بقيادة السيد مقتدى الصدر، فإن هذه المزاعم حول الانخفاض الهائل في الدعم لقوات الحشد الشعبي تم فضحها بالكامل. فقد فازت الأحزاب المتحالفة مع وحدات الحشد الشعبي في تحالف “الفتح” بما مجموعه 470 ألف صوت، مما يعني أنها فازت في التصويت الشعبي على الصدريين الذين حصلوا على 450 ألف صوت. إلا أن سبب خسارة المقاعد لم يكن لقلة التأييد، فهي الأكثر شعبية في البرلمان، بل بسبب التعديلات التي أدخلت على النظام الانتخابي في العراق.كما أن حليف وحدات الحشد الشعبي، نوري المالكي، قد حقق نصرًا مذهلًا. لذا فإن الرواية التي تقول إن إيران وحلفاءها يخسرون في العراق هي مجرد كذبة”.

وأضاف: إذا انتقلنا إلى اليمن، فإن حركة أنصار الله تكسب أراضي بسرعة في منطقة مأرب الشمالية الغنية بالموارد. كان تقدم المقاومة اليمنية ضد قوات عبد ربه منصور هادي المدعومة سعودياً ثابتاً، على الرغم من الضربات الجوية المميتة من التحالف السعودي. لكن إذا لجأت إلى الإعلام الغربي والمؤسسات الإعلامية في المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة، فستعتقد أن تنظيم “أنصار الله” لم يكتسب أي أرض على الإطلاق (الكاتب البريطاني روبرت إنلاكيش: قوى المقاومة أقوى مما مضى برغم التضليل الإعلامي الغربي والخليجي: Al Mayadeen English تشرين ثاني 2021).

 

الاعلام السعودي: كذب وتضليل في الازمة الخليجية مع قطر

من جهته رأى خليل جليك، من وكالة الأناضول ان الإعلام السعودي يعيش أسوأ فتراته قائلاً: من المعلوم للجميع أنه لا يمكن الحديث عن إعلام مستقل في السعودية، ففي دولة تُدار بالنظام الملكي لا يمكن الحديث عن أصوات مخالفة في الإعلام، بل نجد كل وسائل الإعلام تتسابق فيما بينها لإثبات الولاء للنظام وتتحرك معاً وبصوت واحد وفقاً للأجندة السياسية للمملكة، وأضاف:

– عقب الموقف الأخلاقي لتركيا إزاء حصار قطر ومقتل خاشقجي تحركت السعودية لشن هجمة شرسة ضدها.
– الهجمة شملت المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية وحتى العسكرية، مستعينة في ذلك بالإعلام.
– الرياض هددت باكستان وإندونيسيا وأجبرتهما على الانسحاب من قمة كوالالمبور.
– الإعلام السعودي نشر أخبارًا مفبركة تدعي فشل القمة ونشر العديد من الافتراءات والأخبار الكاذبة لتشويهها.
– الرياض وأبو ظبي تحاولان تحقيق أهدافهما عبر القنوات المحلية التي يغرقانها بالمال.

اما الصحفية عواطف بن علي فقد رأت في مقال لها بعنوان “أندرياس كريغ: السعودية تغطي على مشاكلها الداخلية بنشر الفبركات عن قطر” ان السعودية والامارات “حاولتا مرارًا وتكرارًا تقديم سيناريوهات وقصص مفبركة قصد اثارة البلبلة، غير أن استراتيجية دول الحصار لم تفشل فحسب، بل تسببت في زيادة التكاتف والتعاضد في قطر منذ عام 2017، ولا تزال شبكات التضليل المرتبطة بالحكومتين السعودية والاماراتية تقصف بلا هوادة، قنوات وسائل التواصل الاجتماعي بروايات كاذبة، تستهدف قطر وسياساتها”. وأورد المقال “أنه في الذكرى السنوية الثالثة للحصار، ظهرت أخبار مزيفة عن قطر بجولات على تويتر، روج لها المتسلقون والمتصيدون المرتبطون بالسعودية. وفي حين أن وسائل الاعلام العالمية والصحفيين والخبراء سئموا من حرب الشائعات هذه في الخليج، فان القطريين في منصات التواصل الاجتماعي استقبلوا هذه الادعاءات الغريبة بجرعة من السخرية والفكاهة. ومع ذلك، فإن حملات التضليل السعودية والاماراتية مخصصة في المقام الأول للاستهلاك المحلي”.

أما صحيفة عكاظ فقد أشارت في مقال لها تحت عنوان “الإعلام السعودي… فشلٌ أم قوة ناعمة”، للكاتب عبد العزيز آل غنيم الحقباني وقالت “نحتاج إلى تعزيز الثقة بإعلامنا لمحاربة تلك الجملة الخبيثة «إعلامنا فاشل»، خصوصًا مع التطورات الحالية والمستقبلية للإعلام السعودي، الذي يعتبره الكثير من النقاد ذوي الخبرة الإعلامية أنه «الأقوى عربياً وإقليمياً».

وأضاف إن إعلامنا «قوة ناعمة» لنا أمام العالم، فلا نريد بتصرفات فردية من البعض في «تويتر» أن يتحول إلى عكس ما نريده، واستشهد بكلام للخبير الإعلامي والدبلوماسي الدكتور سعود كاتب حين قال: لدى السعودية كنز هائل لم يستغل من مصادر «القوة الناعمة»، وهي جزء أساسي من الحل.. وهذا ما يجب أن نستغله. نحن شعب لدينا همة عالية وقوة، وبقوتنا الناعمة نتكاتف للدفاع عن مصالح بلدنا لنجعل من إعلامنا قوة، سواء عن طريق «تويتر»، أو النصوص الدرامية، أو الأبحاث العلمية، أو البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ثم ترجمة ما نمتلكه من قوة إعلامية إلى اللغات الأخرى، ليفهم الملتقي الغربي الثقافة السعودية وقوتها.

 

مؤشرات ضعف قبضة الإعلام السعودي

إن الصورة التي ترغب السعودية في نقلها للعرب تفلت منها، فقد باتت تشارك في شكل أقل في تطبيقها، ولم يعد لديها الوسائل الإعلامية الفعالة للدفاع عنها. ومع ذلك، فإن الاستثمارات الضخمة للسعوديين في قطاع الإعلام وخاصة في الاستحواذ أو إنشاء وسائل إعلام عربية كانت تهدف إلى تحسين صورتهم في العالم العربي وتشكيل الرأي العام العربي في اتجاه مؤاتٍ لتوجهاتهم الدبلوماسية.

  • المصدر: موقع الخنادق اللبناني
  • المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع