علي محسن الأحمر: القاتل الذي يغدر بأبناء القبائل
السياسية- متابعات:
بالتوازي مع الانهيارات التي تصيب صفوف قوات “الشرعية” والداعمين لها في الجبهات والتي كانت آخرها في مأرب والجوف والبيضاء، يذكر بشكل مستمر اسم اللواء علي محسن الأحمر ويوصف على أنه أحد المسؤولين عن هذه الانهيارات والخسائر، من قبل الأوساط السعودية الداعمة له بشكل مباشر، والوحدات والألوية العسكرية التي يتولى إدارتها إضافة لأبناء القبائل الذين باتوا يعرفون حقيقة متاجرة الأحمر بدم أبنائهم خاصة أولئك الذين خذلهم الأحمر في الجبهات كقبائل حضرموت الذين هددهم باستخدام القوة إذا لم يستجيبوا لطلبه وغيرها عدد كبير من القبائل. راكم علي محسن الأحمر تاريخاً من الجرائم منذ بداياته، ولم يكن صديقاً ودوداً لأحد بقدر ما كان رجل السياسة المساوم الذي يعطي الأولوية لمصالحه قبل أي شيء. فمن هو؟
ولد علي محسن الأحمر في مديرية سنحان بالعاصمة اليمنية صنعاء في قرية بيت الأحمر عام 1945. والتحق بالمؤسسة العسكرية عام 1961.
نال شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1974 ورقي إلى رتبة نقيب في العام نفسه. عام 2007 رقي بقرار جمهوري إلى رتبة لواء.
شغل الأحمر عدداً من المناصب وانتقل من قائد سرية مشاة في فوج المغاوير إلى قائد كتيبة دبابات مستقلة في الكتيبة الرابعة ثم قائد لواء الفرقة الأولى المدرعة وقائداً للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية.
عين لاحقاً مستشاراً للشؤون الأمنية للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، فيما عيّن نائباً له عام 2016.
هذا اللواء المعروف بشبكة علاقاته العشائرية الكبيرة وبامتداد نفوذه في المحافظات اليمنية خاصة تلك التي تخضع لنفوذ ما يسمى بالـ “الشرعية” وبأنه الذراع اليمنى لهادي مرتبط بشكل وثيق مع الجماعات الإرهابية داخل البلاد. حيث وظف علاقاته تلك بتوفير أرض خصبة لتنظيم القاعدة خاصة خلال عام 2017 بعدما طلب من قائد تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية قاسم الريمي المعروف باسم “أبو هريرة الصنعاني” برسائل كشف عنها لاحقاً تكثيف وجود التنظيم الإرهابي في البلاد مقابل دعم مالي رغبة منه في استخدامهم كمقاتلين شرسين في الجبهات التي قد يجد صعوبة في الدخول إليها.
اللواء الفار من المواجهة
في 4 آذار/مارس 2013 صرّح علي محسن الأحمر بأنه “جندي للوطن.. لن أرحل”. لكن ما كشفه السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر بعيد ثورة 21 سبتمبر وبعد دخول حركة أنصار الله إلى صنعاء وبدل أن يقف مع مقاتليه التزاماً بمسؤولياته كقائد للفرقة الأولى، فضّل الأحمر اللجوء إلى السفارة السعودية وقال للسفير “انا في وجه الملك عبدالله” حيث تلقى الأخير اتصالاً من وزير الخارجية السعودية آنذاك سعود الفصيل “ان يحافظ على حياته” ويعمل على إخراجه من اليمن، وتم ذلك بالفعل بعد ما تنكّر الأحمر بزي نسائي وادعى بأنه زوجة السفير السعودي ونقل إلى دار الرئاسة ثم إلى السعودية عبر طائرة مروحية.
لم تكن هذه فضيحة الأحمر الوحيدة بل حتى انه أثبت عدم جدارته في إدارة مفاصل الدولة عبر دعمه للمحسوبيات والوسائط حيث سربت إحدى الوثائق التي تكشف طلب الأحمر من رئيس حكومة “الشرعية” أحمد بن دغر “استيعاب فضل نعمان في أي وزارة”. متجاهلاً بذلك معيار الكفاءة وحقوق الشعب اليمني بإدارة عادلة.
خلافاً للعادات القبلية اليمنية: الأحمر يقتل السيد حسين بدر الدين الحوثي وهو أسير
في الأيام الأخيرة للحرب الأولى عام 2004، والتي قادها الأحمر بنفسه، حوصر الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي مع أطفاله ونسائه داخل منطقة مران بصعدة، في “جرف سلمان”، جرى ضخ البنزين إلى داخل الجرف وإشعال النيران والقاء عدد كبير من القنابل من خلال فتحة الجرف من الأعلى، كل ذلك كان محاولة لإحراق السيد حسين وأفراد عائلته ومن معهم من الجرحى، ومع ذلك استمروا بالقتال حتى نفذت الذخيرة.
على الرغم من ان السيد الحوثي أبدا استعداده للمثول في محاكمة علنية إلا ان قرار قتله كان قد حسم، وبأمر مباشر من محسن الأحمر، أطلق النار على رأسه، رغم أنه كان أسيراً. وأسر جثمان الشهيد حتى عام 2013.
- المصدر: موقع الخنادق اللبناني
- المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع