بقلم: نيكولاس فيلدمان

(موقع”راديو فرنسا الدولية –RFI” الفرنسي- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

وفقا “لاتحاد الصحفيين للقصص المحرمة-  le consortium de journalistes Forbidden Stories “تعرض هاتف التونسي كمال الجندوبي  رئيس فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالتحقيق في الحرب في اليمن لعملية قرصنة من خلال برنامج التجسس بيغاسوس في العام 2019, بينما كان رئيسا للجنة الأمم المتحدة لتحقيق حول الحرب في اليمن, حيث تم الإشارة بأصابع الاتهام إلى المملكة العربية السعودية – التي تقود تحالفاً عربياً عسكرياً في اليمن منذ أواخر مارس من العام 2015 ضد المعسكر الحوثي- باعتبارها من يقف وراء عملية التجسس الإلكتروني.

الموقع: ما كان رد فعلكم عندما علمتم أنه تم استهدافكم بواسطة برنامج بيغاسوس للتجسس؟

كمال الجندوبي: منذ بداية مهمتي في العام 2017, كانت لدي العديد من المخاوف, حيث شككت في أن عملنا سيلفت انتباه المتورطين في الصراع الدائر في اليمن, لاسيما التحالف العربي بقيادة الرياض.

قبل ثلاثة أسابيع، اتصل بي “اتحاد الصحفيين للقصص المحرّمة” ليخبرني بأنّهم يعتقدون بأنّني قد تم استهدافي مِن قِبل برنامج التجسس بيغاسوس, قبلتُ تحليل هاتفيّ، ثمّ تمّ التأكيد لي بأنّ هاتفي قد تعرض للاختراق بالفعل.

هذا سلوك لا تنتهجه سوى الدولة المارقة, كما يشكل تحدياً لمنظومة الأمم المتحدة، التي من المفترض أن تضطلع بمهمة: التحقيق في حالات الحرب كما هو الحال في الصراع الدائر في اليمن.

الموقع: برأيكم ما الذي كان يسعى إليه مرتكبي هذا التسلل الإلكتروني؟

كمال الجندوبي: في الحقيقة أنا لا أعرف ما الذي كانوا يبحثون عنه, ولكن في رأيي أن هذا النوع من الممارسات يستهدف في المقام الأول للأسف المحققين, أولئك الذين يلامسون الوضع الحاصل على أرض الواقع، ويلتقون بالضحايا، ويجمعون الشهادات ويرجعون المعلومات.

إنها طريقة لتحديد المحققين والضحايا ومن ثم الضغط عليهم, كما أنها تهدف إلى تخويفنا،  وجمع المعلومات عنا ومن ثم استخدامها ونشرها من أجل تشويه سمعتنا.

الموقع: هل شعرتم بأي ضغوطات أثناء تأدية مهمتكم؟

كمال الجندوبي: ليس بشكلٍ مباشر, اعتبرت أطراف الصراع تقريرنا الأول الصادر في العام 2018, بأنه غير منصف، بما في ذلك دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية, حيث حددت استنتاجاتنا الانتهاكات التي يمكن وصفها بأنها “جرائم حرب”.

ووجه إلينا بعض الدبلوماسيين الغربيين رسائل يقولون فيها إنه ربما كان علينا أن ننتظر قبل نشرها، حتى لا نُتهم بالتحيز.

غير أننا أبلغنا الحقائق بموضوعية قدر الإمكان، من جميع الجهات الفاعلة المشاركة في هذا الصراع.

وهناك شكل آخر من أشكال الضغط نتج عن حملات تشويه السمعة باللغة العربية على شبكة الإنترنت وعبر وسائل الإعلام في السعودية والإمارات, حيث تم اتهامنا بالتحيز، وبالحصول على أجر من حزب الله (المتهم بدعم الحوثيين) الذي يعد شبكة قوية جدا.

الموقع: ما هي تبعات هذه القضية؟

كمال الجندوبي: آمل أن تتخذ الأمم المتحدة الخطوات اللازمة لحماية فرق ومجموعات التحقيق في جميع أنحاء العالم.

كما يجب على الأمم المتحدة أن تجري تقييما لنظم أمن البيانات في البعثات الخاصة بها ولجان التحقيق والمقررين الخاصين.

تم بيع هذه البرمجيات إلى عدة بلدان وإذا استخدمت دولة واحدة هذه الممارسة، يمكن لدول أخرى أيضا عمل ذلك, نحن بحاجة إلى إرسال رسائل قوية إلى الدول التي تنتهج هذا النهج، وهنا اخص المملكة العربية السعودية، لوقف هذه الممارسات.

*  المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع