حقوق الإنسان ومبيعات الأسلحة
السياسية: بقلم: جان إيمانويل هوتين
ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”
احتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يوافق 10 من ديسمبر من كل عام, في حين عمل قصر الاليزيه الفرنسي قبله بأيام قليلة, والذي يعتزم تعزيز الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، على بيع ثمانين طائرة مقاتلة من طراز رافال المتعددة المهام واثني عشر طائرة من طراز هليكوبتر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة, ولكن كيف يمكن الابتهاج بعقد التسلح الرائع والمخزي هذا؟
تعتبر دولة الإمارات عضو في التحالف العربي العسكري المنضوية تحت راية المملكة العربية السعودية التي تشن حربا قذرة على اليمن منذ أواخر مارس من العام 2015.
ففي هذه الحرب يعتبر المدنيون هم الضحية الأولى لها, حيث قتلت الحرب في غضون سبعة أعوام – بحسب التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة – 377 الف شخصاً نتيجة للعواقب المباشرة وغير المباشرة التي خلفتها الحرب.
ففي هذا البلد الفقير, وجد الجوع و نقص الماء والرعاية, بيئة خصبة ومواتية للانتشار.
من جانبه, قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “في العام 2021, يموت طفل يمني كل تسع دقائق نتيجة للصراع الدائر في البلد”, كما تقدر الأمم المتحدة أن 80% من اليمنيين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
نددت منظمة العفو الدولية “بالعدد الكبير من الهجمات الجوية العشوائية وغير المتناسبة التي استهدفت المدنيين والبنية التحتية المدنية, حيث أثرت على المنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد, كما استهدفت هذه الغارات الجوية حفلات الزفاف”.
كما حذرت منظمة العفو الدولية في العام 2019, من الاستمرار في توفير الأسلحة لهذه البلدان، حيث قالت “أن فرنسا تزيد من الخطر على المدنيين”.
ألا نشارك في هذه الجرائم المرتكبة في اليمن؟
إذاً كيف يمكن أن نفرح ونكون سعداء بهذا العقد الرائع ولكنه المخزي في نفس الوقت؟
هل لدينا ما نبيعه سوى أدوات الموت لتمويل ما يسمى “النموذج الاجتماعي”؟ ألم نشترك ونتواطأ في هذه الجرائم التي ارتكبت في اليمن وتدهور الوضع؟
من على منبر قناة فرانس انتر, يتسأل الصحفي بيير هاسكي, كيف يمكننا أن ندعي الدفاع عن حقوق الإنسان إذا كنا نبيع الأسلحة دون مراعاة الاستخدام الإجرامي لها؟
وكيف يمكننا أن ندعي تعزيز الديمقراطية من خلال إعادة تأهيل ولي عهد المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية والذي “يتحمل مسؤولية ثقيلة للغاية في واحدة من أشد جرائم القتل والدمار قسوة التي شهدناها في الفترة الأخيرة”؟
إن اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي قبل ثلاثة أعوام, في القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول التركية, لم يكن يهدف إلى التخلص من خصم فحسب، بل أيضاً إلى إرهاب كل من يعملون من أجل الحصول على معلومات حرة, حيث لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية بدونها.
كيف يمكننا أن نفشل في رؤية أن هذه التناقضات تجعل فرنسا تفقد كل مصداقية في أفريقيا وأماكن أخرى؟
فهي تضعف حقوق الإنسان والديمقراطية بترك الطغاة يعتقدون أننا مستعدون لبيع قيمنا مقابل طبق من العدس*.
وهذا لا يمكن إلا أن يشجع البلدان الشمولية على الانخراط في ابتزاز الغاز من قِبَل روسيا، وإلى اقتصاد الصين غدا، وإلى المهاجرين كما نراه بالفعل.
وبالدفاع عن حقوق الإنسان ضد الطغاة سنكون أقوياء حقا, ومن خلال تحرير الشعوب المستضعفة من العنف سوف نكون مخلصين لشعارنا الجمهوري: الحرية والمساواة من أجل الأخوة.
- على طبق من عدس: مصطلح كان يستخدم في العصور القديمة لدلالة على شيء ذي قيمة قليلة، لأن العدس كان يزرع بكميات كبيرة في العصور القديمة ويعتبر من الأطعمة الأساسية للفقراء, كما يشير إلى تبادل شيء مهم بشيء تافه.
- المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع
- صحيفة “ويست فرنس- Ouest–France” الفرنسية