image.png

بقلم: بن هوبارد

(صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية- ترجمة: نجاة نور, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

أثارت تصريحات وزير الإعلام قبل انضمامه للحكومة خلافا دبلوماسيا بين لبنان ودول الخليج, ولم يتضح ما إذا كانت استقالته ستنهي الأزمة ام لا.

بيروت، لبنان- استقال وزير الاعلام البناني من منصبه يوم الجمعة، حيث أدى انتقاده للحرب التي تقودها السعودية في اليمن إلى حدوث خلاف دبلوماسي بين لبنان ودول الخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، قائلاً إنه يأمل في أن تحل الأزمة التي أدت إلى حدوث أزمة إضافية والمزيد من الضرر باقتصاد بلاده المتعثر.

صرح جورج قرداحي، وزير الإعلام والمضيف السابق للنسخة العربية من برنامج المسابقات “من سيربح المليون”، للصحفيين بأنه لا يريد إلحاق الضرر بلبنان أو بالعديد من اللبنانيين العاملين في دول الخليج, حيث قال “لبنان أهم من جورج قرداحي ومصالح اللبنانيين أهم من موقفي”.

اندلع الخلاف في أواخر أكتوبر، عندما بثت قناة إخبارية عربية مقابلة مع قرداحي تم تسجيلها قبل انضمامه إلى الحكومة.

وردت السعودية بطرد السفير اللبناني من الرياض وسحب سفير المملكة من بيروت واتخذت الإمارات والكويت والبحرين، الحلفاء المقربون للسعودية، إجراءات مماثلة.

يلقي الحادث الضوء على سياسات القوة في المنطقة والمسافات التي ستقوم بها المملكة، في حال تم توجيه الانتقادات اليها من خلال الضغط على الدول الأضعف.

انتقد قرداحي بشدة في تصريحاته التدخل في اليمن، والذي كان يهدف إلى الإطاحة بالحوثيين الذين سيطروا على جزء كبير من شمال غرب البلد، واصفا إياه بأنه “عبثي”, وقال أيضا إن الحوثيين كانوا يدافعون عن أنفسهم ضد “العدوان الخارجي”.

تسببت الأزمة في إحداث موجات من الصدمة في أنحاء لبنان، حيث تعتمد العديد من العائلات على تحويلات الأقارب العاملين في دول الخليج.

كانت البلاد تعاني بالفعل من واحدة من أشد الانكماشات الاقتصادية في التاريخ الحديث، ويخشى الكثير من اللبنانيين من أن غضب دول الخليج قد يزيد الأمر سوءاً.

كانت السعودية ذات يوم راعية رئيسية للبنان ولعبت دوراً كبيراً في سياساتها من خلال تمويل السياسيين الذين شاركوا وجهات نظرها, لكن هذه العلاقات توترت، حيث خسرت الشخصيات المدعومة من السعودية الأرض أمام حزب الله، الحزب السياسي المدعوم من إيران، العدو الإقليمي للسعودية.

شعر العديد من السعوديين أيضاً أن اللبنانيين كانوا سعداء لفترة طويلة بأخذ الأموال السعودية مع تقديم القليل من الاحترام في المقابل.

مع استمرار الأزمة، دعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وزير الإعلام قرداحي – وهو مسيحي من حزب سياسي متحالف مع حزب الله، يدعم الحوثيين في اليمن- إلى الاستقالة والذي رفض في البداية.

يعمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إصلاح العلاقات بين الجانبين، حيث قال قرداحي يوم الجمعة إنه يأمل أن تساعد استقالته قبل زيارة الرئيس الفرنسي إلى دول الخليج، التي بدأت الجمعة، في حل الأزمة.

كان ماكرون في طليعة الجهود الدولية لمساعدة لبنان في حل مشاكله المالية، على الرغم من فشل قادة البلد في إحراز أي تقدم في الإصلاحات اللازمة لإطلاق المساعدات الدولية, كما عمل العديد من الشخصيات القوية على عرقلة تحقيق قضائي في انفجار ضخم في ميناء بيروت العام الماضي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وألحق أضراراً بمعظم العاصمة.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت استقالة قرداحي كافية لإقناع دول الخليج بإنهاء الأزمة.

من جانبه، قال ماكرون بعد وصوله إلى الإمارات العربية المتحدة إنه متفائل بشأن سد الفجوة, سنفعل كل ما في وسعنا لإعادة إشراك مناطق الخليج لصالح لبنان, وآمل أن تسمح لنا الساعات القادمة بإحراز تقدم”.

خلال زيارته، وقع ماكرون والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للإمارات اتفاقية لشراء الإمارات 80 طائرة مقاتلة من طراز رافال و 12 طائرة هليكوبتر عسكرية.

*  المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع