السياسية :

صحيفة “يديعوت أحرونوت” تقول في مقال لها إن “سيناريو تحوّل إيران إلى دولة عتبة نووية هو كابوس بالنسبة لـ “إسرائيل” وسيخدم طموحات مكانتها وتأثيرها الواسع في المنطقة، وسيمكّنها من توفير ما يشبه “مظلة حماية” لحلفائها وسيوفّر لها قدرة “ابتزاز” عالية جداً”.

فيما يلي النص المنقول للعربية:

يُكثر رجال المؤسسة الأمنية والعسكرية وسياسيون وخبراء من استخدام مصطلح “دولة عتبة نووية”. لكن ما المقصود حقيقةً؟ ليس لهذا المصطلح تعريفٌ متفق عليه وواضح في الأدبيات، لكن من السائد الاعتقاد أن سيطرة دولة على غالبية عناصر دورة الوقود النووي، ووجود بنية تحتية علمية – تكنولوجية متقدمة بحوزتها، وكذلك مخزون من المادة الانشطارية وقدرة تجهيزها في رأسٍ حربي نووي ومواءمتها مع منصة سلاح [أي صاروخ] – هم الشروط التي بفضلها تحظى دولة ما بهذه المكانة المرموقة.

كثيرون يعتقدون أن السبيل لفحص ما إذا كانت دولة ما هي دولة عتبة نووي يرتبط بالأرقام، والأوقات والكيلوغرامات من التخصيب. البروفيسور يعقوب ناغل، الذي كان مستشار الأمن القومي لنتنياهو، يقول إن “دولة تُصنّف دولة عتبة نووية من اللحظة التي تصل فيها إلى نقطة لديها فيها القدرة على أن تصبح نووية متى تشاء، بقوتها الذاتية، ولا أحد يستطيع وقفها.

بعبارة أخرى، من اللحظة التي تُصنّف فيها دولة بأنها دولة عتبة نووية فإنها تدخل منطقة الحصانة، التي فيها القرار عمليًا ما إذا تصبح نووية أم لا هو قرارها فقط”.

إحدى هذه الدول، على سبيل المثال، اليابان، التي يعلم الجميع أنها لا تريد أن تصبح دولة نووية لكن إذا أرادت فإن لديها كل البنية التحتية النووية الواسعة التي تمكّنها من قدرة اختراق سريعة إلى القنبلة. ولذلك، بالمناسبة، هناك من يسمّي هذه القدرات “خيار اليابان”. ألمانيا أيضاً مصنّفة تصنيفاً مشابهاً. إذا أرادت الوصول إلى قنبلة نووية فإنها تمتلك كل المعرفة والتكنولوجية المطلوبة.

إيران ليس لديها بعد قدرات تحوّلها إلى دولة عتبة، لكن هدفها بالتأكيد هو الوصول لأن تكون كذلك”. كما روى ناغل انه يوجد في الولايات المتحدة المزيد والمزيد من الجهات التي تعتقد انه يمكن احتواء إيران كدولة عتبة نووية، وأن الولايات المتحدة ستستطيع وقفها أيضًا بعد ذلك إذا أرادت. ويختم ناغل: “لو لم تقم “إسرائيل” بما قامت به في العقد الأخير في مجال الإحباط، لكانت إيران أصبحت دولة عتبة [نووية]”.

من اليوم إيران لديها قدرات تخصيب يورانيوم من المتقدّمة في العالم، وهذا فيما هي تحت الرقابة الكاملة للوكالة الدولية للطاقة النووية. كذلك الاتفاق الذي وُقّع بينها وبين الدول الكبرى في سنة 2015، أبقى لها قدرة وصول إلى تكنولوجية نووية.

هناك باحثون يعتقدون ان إيران موجودة من الآن في المرحلة التي تحتفظ فيها لنفسها بخيار التحوّل إلى دولة عتبة نووية خلال وقتٍ قصير، الأمر الذي يُبقي بيدها، كما قلنا، القرار ما إذا تستكمل الاختراق لتصبح دولة نووية بكل معنى الكلمة.

هذا السيناريو، إيران كدولة عتبة نووية، هو كابوس بالنسبة لـ “إسرائيل”، حيث أن قدرة الاختراق إلى قنبلة خلال مدة زمنية قصيرة سيخدم طموحات مكانة إيران وتأثيرها الواسع في المنطقة، وسيمكّنها من توفير ما يشبه “مظلة حماية” لحلفائها وعملائها وسيوفّر لها قدرة “ابتزاز” عالية جداً.

* المصدر : الميادين نت
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع