السياسية- متابعات:

اختطاف النساء عيب أسود في اليمن، وجريمة تحفر على الجبين، لا تمسح ولا تسقط بتقادم الزمن. منذ بداية العدوان اعتمد التحالف السعودي سياسة ممنهجة لابتزاز اليمنيين والضغط عليهم من خلال اختطاف النساء، لإدراكه بأن الشعب اليمني الغيور على أرضه وعرضه، يقتله الشعور بالعجز عن إغاثة مستنجدٍ به.

سميرة مارش، اختطفت من بين أطفالها الثالثة عام 2018 من مدينة الحزم في محافظة الجوف، ونقلت إلى سجن في مأرب، اتهمتها قوات هادي التابعة لقوات التحالف بالتجسس لصالح حركة أنصار الله، لكن والدة سميرة نقت ذلك، مؤكدة أن ابنتها مظلومة.

تقول والدة سميرة: ” من البكاء عليها سأفقد نظري، أصبت بامراض كثيرة من الحزن، ابنتي مظلومة، والله إنها مظلومة، اعتقلوها من بين أطفالها، واتهموها بتهمٍ ملفقة، هي تتعرض للتعذيب في سجن مأرب، وهددوها بالموت إن لم تعترف، هي لا تملك أي معلوماتٍ لتعترف بها”، وناشدت قائلة ” ادعو المنظمات الحقوقية واليمنيين وكل مواطن عربي مساعدة ابنتي لاطلاق سراحها، لنعرف مصيرها، نحن لا نعرف عنها شيئاً”.

يحمل أطفال سميرة ، عبدالله، أشواق، وزينب، ورقة كتب عليها: “نريد أمي”، كلمتان تختصران حزنهم، هم أيتام الأب، يحاولون تمرير الوقت، ملأ الفراغ، إشغال أنفسهم، ولكن عبثاً، فإن غابت الأم غاب معها كل شيء. تقول أشواق ” كل يوم أبكي على غياب أمي، لا تمر ليلة من دون أن نتذكرها، نريد ان تعود أمي”.

حكومة صنعاء عرضت عدة وساطات على المبعوث الأممي للإفراج عن سميرة مارش، لكن الرياض أفشلت كل الجهود، بينما لاذت المنظمات الحقوقية والمدافعون عن حرية المرأة بالصمت.

من جهتها دعت لجنة الاسرى التابعة لحكومة صنعاء أكثر من مرة الافراج على الاسيرة مارش مقابل الافراج عن أي أسير تحدده قوات هادي.

في مأرب، حيث تعتقل سميرة مارش، عاشت بلقيس ملكة سبأ، وتربعت على عرشها، لتجسد مكانة المرأة اليمنية عبر التاريخ. لم تتغير أعراف اليمنيين وتقاليدهم، لكن الزمن تغير، فشتان بين ملكة حملت على عرشها في عهد النبي سليمان، وما بين نساء يقبعن في زنازين مظلمة في عهد ابن سلمان.

  • المصدر: الميادين نت
  •  المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع