السياسية – متابعات:

بالمليارات يمكنك بناء أطول أبراج العالم.، أو إنشاء أكبر دولاب هوائي، أو شراء استضافة معرض عالمي. لكن، في زمن كسر احتكار الصورة، لا يمكن لمليارات الإمارات أن تصنع انتصارات إلاّ في السينما.

طرحت شركة “أيه جي سي إنترناشيونال” للإعلان الترويجي للفيلم، بالتعاون مع شركة “أيه جي سي استوديوز” و”إيمج نيشن أبو ظبي”، والذي قدّمت، من خلاله، Promo تشير فيه إلى أنه “فيلم حربي مستوحىً من قصة حقيقية حدثت عام 2018، عندما تعرّضت قوة إماراتية لكمين نصبه لها عناصر من المتمردين الحوثيين في وادٍ جبليّ”، بحسب إعلان الشركة المنتجة.

يرتكز الفيلم على الترويج لصورة الجيش الإماراتي، من خلال تقديمه على أنه قوةّ مدرَّبة، ويمتلك أحدث الأسلحة المتطورة، بينما يهاجمه “متمردون” حفاة.

ما إن كشفت الإمارات عن فيلم “الكمين”، الذي رصدت له ميزانية ضخمة، ووصفته بأكبر إنتاج سينمائي في الخليج، حتى أخرج الإعلام الحربي، في غضون ساعات، الرواية الحقيقة لكمين حدث عام 2018 في مديرية موزع في تعز في الساحل الغربي لليمن، لكن نهايته لم تكن كما نسجتها مخيِّلة الإمارات في الفيلم، وإنما كما أرادها اليمنييون الذين حوَّلوا هذه المدرعات إلى قطع خردة.

يكشف فيلم “حقيقة الكمين”، الذي نشره الإعلام الحربي، أن الكمين حدث فعلاً، بحيث قامت مجموعة من الجيش واللجان الشعبية بالهجوم على رتلٍ عسكري للمدرعات الإماراتية، كان يقوم بمهمة عدائية في ظل وجود غطاء جوي كثيف. وعرض الفيلم تفاصيل العملية، ووثّق المشاهد المخزية لهروب الجنود الإماراتيين.

في حروبها العبثية، استخدمت أميركا “هوليوود” أداةً لتمجيد انتصاراتها الزائفة، وشيطنة أعدائها، وإظهار جيشها على أنه محرِّر البشرية. وعلى نهجها تسير الإمارات من إجل تلميع صورتها وصناعة بطولات وهمية، لكن بفارق هو أنها في فيلمها تعمَّدت تقزيم من شاركتهم في العدوان على الشعب اليمني، وحصرت الانتصار الوهمي فيها، وجعلت السعودية “كومبارساً” في اليمن.

المنتصر لا يحتاج إلى هذا الكمّ الدعائي، والمهمة الإنسانية لا تحتاج إلى مدرَّعات وطائرات وذخائر|. فالواقع يُظهر أن الإمارات ارتكبت مجازر بحق اليمنيين، ودمّرت بلادهم، وحاصرتهم بالجوع. أمّا جنودها فقامرت بمصائرهم في مغامرة خاسرة، والصورة أبلغ من الكلام.

  • المصدر: الميادين نت
  • المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع