الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لم يعودا على نفس الخطى
بقلم: ريان بوهل
(موقع”موروكومايل- moroccomail” المغربي الناطقة باللغة الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي”سبأ”)
وفقا لمقولة جيوسياسية قديمة “ليس لدى الدول أصدقاء، ولكن لديها مصالح”, ولكن يبدو أن العلاقة الوثيقة جدا بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل هي استثناء من هذه القاعدة.
ومع ذلك، فمع تطور الجغرافيا السياسية في منطقة الشرق الأوسط، فإن العوامل التي أبقت واشنطن وتل أبيب متقاربتين لعقود, حيث ولد التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل خلال فترة الحرب الباردة، عندما سقط أعداء إسرائيل الرئيسيون في العالم العربي في المدار السوفياتي.
ولكن مع سقوط الاتحاد السوفييتي، والمعاهدات مع مصر والأردن، والحرب الأهلية الدائرة في سوريا، فإن إيران وحدها تظل اليوم تشكل تهديداً متبادلاً للولايات المتحدة وإسرائيل.
وحتى في هذه الحالة، لم تعد الولايات المتحدة وإسرائيل على نفس الخطى: فبينما ترغب الولايات المتحدة الأمريكية في التفاوض على اتفاق نووي جديد مع نظام الحكم في إيران من أجل الحد من التوترات في المنطقة وإعادة تركيز اهتمام أمريكا على الصين، تعارض إسرائيل بشدة التوصل إلى اتفاق نووي لا ينتقص بأي حال من الأحوال من التهديدات العديدة الأخرى التي تشكلها إيران بالنسبة لها، مثل جماعاتها الإقليمية وصواريخها الباليستية بعيدة المدى.
ولكن إيران ليست وحدها التي تخلق خلافات في الرأي, إن إسرائيل بعيدة كل البعد عن استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين، وبدلاً من ذلك تبدو وكأنها تنجرف نحو إسرائيل الموسعة، حيث تعتمد سياستها على دعم الناخبين اليمينيين على نحو متزايد.
ولكن في الولايات المتحدة وخاصة داخل الحزب الديمقراطي الحاكم حاليا، بدأت الآراء تتغير بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني, حيث ينظر المزيد من الساسة والمواطنين إلى سياسات إسرائيل باعتبارها تقوض للاستقرار الإقليمي وتزيد من استعدادهم لكسر المحرمات القديمة لانتقاد الدولة العبرية.
وفي الوقت نفسه، تصنع إسرائيل صداقات جديدة في العالم الإسلامي: الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والمغرب والسودان, حيث تُحرر هذه التحالفات الجديدة إسرائيل من اعتمادها على الولايات المتحدة، حيث تجد أسواقاً جديدة لرأس المال , بالإضافة إلى وجود شركاء أمنيين وحلفاء معادين لإيران, يمكن أن يكون مؤيدين مفيدين إذا ما تضاءل اهتمام الولايات المتحدة بإيران, ولكن لا يزال أمام العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل مستقبل مشرق.
ولكن المزيد من النقد لسياسات كل منهما والمزيد من الاستقلال عن أهداف الآخر، يبدو وكأنه رهان أكيد في عشرينيات القرن الحالي.
*ريان بوهل، محلل مختص في شركة التنبؤ الاستراتيجي، المعروفة أكثر باسم STRATFOR””، هي شركة استخبارات خاصة بالولايات المتحدة, يركز على المسائل الاستراتيجية والديمغرافية والاجتماعية والدبلوماسية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط الكبرى, كما يركز مجال خبرته بشكل خاص على سلوك الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمشرق العربي، وسوريا، وتركيا، وإسرائيل، واليمن وجوانب السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. يحمل ريان بوهل شهادة البكالوريوس والماجستير من جامعة ولاية أريزونا. وقد عاش وعمل في الإمارات العربية المتحدة وقطر واستشهد كخبير إقليمي في العديد من الصحف والوكالات، بما في ذلك وكالة “أسوشيتد برس- Associated Press” و”بلومبرغ- Bloomberg” وصحيفة “تايم- Time“.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع