عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في العالم آخذ في الارتفاع الحاد
أشارت التقارير الصادرة عن برنامج الأغذية العالمي إلى أن أكثر من 45 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد, مشيراً كذلك إلى أن الحالة تبعث على القلق بصفة خاصة في أفغانستان, ويعود ذلك, إلى تغير المناخ والصراعات وارتفاع أسعار الأغذية.
(صحيفة “ليزيكو – les Echos” الفرنسية– ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
إن عدد الأشخاص المعرضين لخطر الوقوع في شرك المجاعة في العالم آخذ في الارتفاع بشكل يبعث على القلق, وذلك طبقاً لآخر تقييم صادر عن برنامج الأغذية العالمي يوم الاثنين، حيث يشير إلى إن أكثر من 45 مليون شخص، موزعين على 43 دولة، يعيشون الآن في خضم حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد, بعد أن كان عددهم 42 مليون شخص في بداية العام.
هؤلاء الأشخاص المهددون بالجوع موجودون في إثيوبيا وهايتي والصومال وأنغولا وكينيا وبوروندي.
تعيش سوريا في حالة حرب أهلية, لا تزال مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، وكنتيجة حتمية لذلك, اليوم 12.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سوف يحصلون على وجبتهم القادمة، وفقا بحسب البيانات الصادرة عن برنامج الأغذية العالمي.
كما أن اليمن الغارق في مستنقع الحرب، ليس أفضل حالاً, حيث يعاني السكان أيضا بشدة من المجاعة.
أفغانستان ضربت بقوة:
يحذر برنامج الأغذية العالمي من أن الحالة تبعث على القلق الشديد في أفغانستان, حيث يواجه ثلاثة ملايين شخص الآن من مجاعة في البلد, بالتزامن مع دخول فصل الشتاء القارص والشديد.
إن أفغانستان التي آلت قيادتها إلى يد حركة طالبان هذا الصيف، تعاني من الآثار المشتركة للجفاف الثاني خلال أربع سنوات, بالإضافة إلى الآثار المترتبة عن الأزمة جائحة الفيروس التاجي والصراع.
في نهاية أكتوبر، سبق وأن دق برنامج الأغذية العالمي ناقوس الخطر بالفعل، مذكرا بأن من بين المعرضين للخطر في هذا البلد مليون طفل معرضين لخطر الموت دون علاج فوري لإنقاذ حياتهم.
وهذه الأزمة الغذائية، هي أخطر أزمة في السنوات العشر الماضية، حيث ألقت بظلالها على المناطق الريفية والحضرية على حد سواء.
التضخم: عامل مشدد
قال ديفيد بيسلي, المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: “أدى التضخم الذي ينعكس في ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية إلى تفاقم أزمات جديدة، مثل الأزمة الحالية في أفغانستان، ولكن أيضاً حالات الطوارئ التي طال أمدها كما هو الحال في اليمن وسوريا, أضف إلى ذلك الآثار المدمرة العديدة لعملية الاحتباس الحراري”.
ووفقا لوكالة الأمم المتحدة، فإن هذه الأسر على حافة الهاوية, فهي مجبرة اليوم على “اتخاذ خيارات مدمرة”، مثل: زوج القُصر، أو إخراجهم من المدرسة، أو إطعامهم الجراد أو أوراق الأشجار.
تشير التقارير الإخبارية الواردة من أفغانستان إلى “أن بعض الأسر وصل بها الحال إلى بيع أطفالها في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة”.
يقدر برنامج الأغذية العالمي أن التكلفة العالمية لمنع الوقوع في شرك المجاعة في جميع أنحاء العالم تبلغ 7 مليار دولار، بعد أن كانت 6.6 مليار دولار في بداية العام.
وفيما يخص الملف الأفغاني وحده، يسعى برنامج الأغذية العالمي إلى زيادة معدل مساعدته الإنسانية في العام القادم لتلبية احتياجات ما يقرب من 23 مليون شخص، حيث سوف تكون هناك حاجة إلى 220 مليون دولار شهريا.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع