( موقع “في ون ميديا- vl-media” الفرنسي- ترجمة : أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

وقّعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للتو اتفاقاً عسكرياً جديداً مع المملكة العربية السعودية, حيث يسمح هذا الاتفاق للقوات الجوية السعودية للحفاظ على قوتها الضاربة.

ويبدو أن هذا الاتفاق يتعارض مع سياسات تخفيف حدة التوتر بين المملكة العربية السعودية واليمن.

الوضع في اليمن:

منذ العام 2014, كانت اليمن ولا تزال مسرحا لصراع عنيف, أُرهقت فيه القوات الحكومية التي تواجه الحوثيين.

وعلى مر السنين، لطالما ظهرت عدة جماعات معارضة, لقد عانى البلد طيلة سنوات عديدة من عمليات التدخل الأجنبي ووجود الجماعات المتطرفة.

ففي العام 2011, كان فساد الدولة وسوء إدارة البلد والثورة اليمنية (الربيع العربي) هي التي دفعت الرئيس علي عبد الله صالح إلى ترك السلطة, حيث خلفه نائبه في ذلك الوقت عبد ربه منصور هادي.

كان على الرئيس هادي أن يكفل الانتقال السلمي وأن يضع دستورا جديدا للبلد, بيد أن اقتراحه الذي تحور حول تقسيم البلد إلى ستة أقاليم فيدرالية جديدة كان سبباً في خلق الفجوة بين السكان اليمنيين.

وقد انتقد المشروع على نطاق واسع لأنه لم يأخذ في الاعتبار الانتماءات الاجتماعية أو الاقتصادية أو الإقليمية للبلد.

ومن جانبها, استغلت جماعة الحوثي هذه الفجوة بين الحكومة والسكان لتنظيم معارضتها.

ينظر إلى الحوثيون على أنهم المعارضة الرئيسية للنظام الحكم, ينتمي الحوثيون إلى الطائفة الزيدية فرع أقلية من الإسلام الشيعي (42% من السكان اليمنيين).

لطالما, نددت الحركة الحوثية التي أبصرت النور في العام 2002، دائما بتهميشها على الصعيد السياسي أو الاقتصادي, حيث طالبت على أثر ذلك بمزيد من الاستقلال الذاتي.

في العام 2014, عارض الحوثيون حكومة الرئيس هادي, كما قدموا أنفسهم لسكان، على أنهم صوت المحرومين وذلك قبل شن هجومهم.

وبمساعدة الرئيس السابق، عدوهم اللدود السابق، ينجحون بسرعة في بسط سلطتهم, حيث تمكنوا من دخول العاصمة صنعاء في نهاية سبتمبر من العام 2014, ومن ثم تمكنوا من بسط نفوذهم  على السلطة المركزية في العاصمة صنعاء في يناير 2015.

في مارس من نفس العام, قاد الحوثيون هجوما على مدينة عدن الواقعة في الجهة الجنوبية من البلد, مما دفع الرئيس منصور هادي إلى الفرار خارج البلد, متوجه إلى العاصمة السعودية الرياض.

وفي 25 مارس, قررت المملكة العربية السعودية تشكيل تحالف عربي عسكري يتألف من مصر والأردن وقطر والمغرب والسودان.

كان هدفهم الرئيسي إعادة الرئيس منصور هادي إلى السلطة حتى تظل اليمن دولة سنية موحدة في الغالب.

وفي نهاية المطاف، أصبحت الحرب الأهلية اليمنية حرب باردة إقليمية, فمن ناحية، تريد السعودية أن تدافع عن القيم السنية من خلال تشكيل تحالف وتنظيم ضربات جوية ودعم الجيش اليمني.

ومن ناحية أخرى، تدعم إيران الحركة الحوثية وتعمل على تسليحهم لتحويل اليمن إلى بلد شيعي.

ومنذ ذلك الحين، أصبح الصراع عنيفا للغاية, حيث تنتهك حقوق الإنسان بشكل يومي, كما خيمت الاعتقالات التعسفية على الشارع اليمني، ويتم تعذيب السجناء بشتى أنواع العذاب.

لم تكتفي الحرب بهذا, بل عملت على تدمير الاقتصاد, كما دمرت بالكامل نظم الحماية أو المعونة المقدمة للسكان المدنيين.

وأخيرا، يشكل السكان الهدف الرئيسي للجماعات المسلحة, كما أفاد جيمس إيلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة، بما يلي:” وصل الصراع الدائر في اليمن إلى مرحلة مشينة ومقلقة, حيث قتل أو جرح 10 ألف طفل…. فكل يوم ترتقي أرواح أربعة أطفال |إلى السماء”.

ورغم أن الأمم المتحدة حاولت جاهدة تشجيع المفاوضات بين مختلف الأطراف الفاعلة في الصراع اليمني، إلا أن تلك المفاوضات انتهت في السويد في نهاية العام 2018.

الآثار المترتبة على الاتفاق الجديد المبرم بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية:

وقد يكون للصفقة المبرمة والتي تبلغ قيمتها 500 مليون دولار بين هذين البلدين أثر كارثي على الوضع في اليمن.

إن المملكة العربية السعودية متهمة بالفعل بإزهاق أرواح عدد لا يحصى من المدنيين جراء الغارات الجوية التي تمطرها على البلد.

وهذا الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية سوف يؤدي حتما إلى تفاقم الحالة وسوف يزيد من حدة القصف.

أيضا، من خلال توفير الولايات المتحدة هذه القوة الضاربة الجديدة للنظام السعودي، فإنها تعطيها الشعور بالإفلات من العقاب.

اوضح  الرئيس جو بايدن في بداية ولايته الرئاسية أنه يريد “العمل مع المملكة العربية السعودية, حيث كان الهدف هو المساعدة في الدفاع عن أراضيها ضد الهجمات الحوثية”.

ولكن هذه التصريحات تختلف اختلافا كبيرا عن مواقفه السابقة, ففي العام 2019, أثناء حملته الانتخابية, قال ” لابد من جعل الأمير محمد بن سلمان شخصية  منبوذة إذا ما تم انتخابه”.

هذا الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة الأمريكية يختلف تماما مع إرادة المجتمع الدولي المكثف, حيث أرادوا أن يحاولوا السماح لمختلف الأطراف بإيجاد أرضية مشتركة.

ومع ذلك، فإن الاشتباكات التي تمزق البلد منذ العام 2011, سوف تزداد بالتأكيد من حدة التذكير، بأن عدد القتلى أكثر من 233 ألف بالفعل في هذه الحرب, بينما يقدر عدد النازحين بـ 1 مليون شخص.

*       المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع