بقلم: ستيفاني كيرشجايسنر

(صحيفة “الغارديان” البريطانية- ترجمة: انيسة معيض, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

عندما سُئل جو بايدن مؤخراً عما إذا كانت أسعار الغاز ستنخفض قريباً، قدم الرئيس الأمريكي تفسيراً غامضاً لكيفية كون علاقاته المتوترة مع المملكة العربية السعودية مسؤولة جزئياً على الأقل عن السعر في المضخة.

كانت أسعار الغاز مرتفعة لأن الدول الغنية بالنفط في الشرق الأوسط لم تكن تزيد من المعروض من النفط.

وقال بايدن أن ذلك كان يحدث انتقاما لقراره الشخصي بعدم التحدث مع – أو الاعتراف – ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كنظيره.

قال بايدن في مقابلة على قناة CNN إن “أسعار الغاز تتعلق بمبادرة سياسة خارجية تتعلق بشيء يتجاوز تكلفة الغاز, هناك الكثير من الناس في الشرق الأوسط الذين يريدون التحدث معي, لست متأكداً من أنني سأتحدث معه “.

وأضاف لاحقاً: “هناك احتمال أن تكون قادراً على إسقاطها، يعتمد قليلاً على السعودية وبعض الأشياء الأخرى في المستقبل القريب”.

رفض البيت الأبيض التعليق أكثر على تصريحات بايدن، ولم يرد على أسئلة صحيفة الغارديان حول كيفية ابلاغ الإدارة بالمقابل الظاهر التي ألمح إليه بايدن .

لكن الخبراء في واشنطن قالوا أن هناك القليل من الشك في أن تصريحات بايدن تشير إلى أن السعودية تطالب بمزيد من الاهتمام الشخصي من الرئيس، على الرغم من الاجتماعات العديدة رفيعة المستوى في الأسابيع الأخيرة بين كبار مسؤولي الإدارة ونظرائهم السعوديين، بما في ذلك الرحلة الأخيرة التي قام بها جيك سوليفا, للقاء الأمير محمد في الرياض.

ربما يسعى ولي العهد إلى مكالمة هاتفية مماثلة لتلك التي تلقاها من سلف بايدن، دونالد ترامب، في أبريل 2020, عندما اتصل الرئيس آنذاك بالأمير محمد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودعا إلى اتفاق عالمي لخفض إنتاج النفط.

في هذه الحالة، تضررت شركات النفط الصخري الأمريكية بشدة من المواجهة بين روسيا والسعودية، وتباهى ترامب لاحقاً بأن دعوته ساعدت في إنهاء الانقسام الواضح.

يعكس ازدراء الرئيس الحالي المستمر وعداً من جانب بايدن في حملته الانتخابية بتحويل حكومة الأمير محمد إلى “منبوذة” في أعقاب القتل المروع لصحفي واشنطن بوست جمال خاشقجي, عهد لم يفي به، بصرف النظر عن تجنبه الشخصي للأمير.

هل سيستخدم محمد بن سلمان نفوذه على بايدن لإجبار الإدارة على التراجع عن موقفها؟ أود أن أقول أن الجواب نعم بالتأكيد.

قال جيرالد فييرستين، السفير الأمريكي السابق في اليمن، “إنه يشعر بالاستياء من موقف الإدارة، على الرغم من أن الإدارة قد اتخذت نهجاً أكثر تواضعاً بكثير مما توقعه الناس”.

أثارت رحلات الرئيس الأمريكي إلى أوروبا، بما في ذلك مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في غلاسكو، حيث سيظهر الأمير محمد أيضاً، تساؤلات حول ما إذا كان بايدن سيعترف بالحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، أو يتجنب بدلاً من ذلك الرجل البالغ من العمر 36 عاماً في جميع التكاليف.

قال بن رودس، النائب السابق لمستشار الأمن القومي لباراك أوباما: “لا أنصح بلقاء محمد بن سلمان, فـهو يهدف إلى إيصال أنه لا توجد عواقب لما فعله, إن تطبيع مكانته كرئيس فعلي للدولة جزء لا يتجزأ من رغبته في وضع حادثة جمال خاشقجي وراءه”.

في حين أن المواجهات المحرجة يمكن أن تحدث في بعض الأحيان على المسرح العالمي – من تحديق أوباما مع بوتين في عام 2014 إلى مصافحة الرئيس السابق المؤسفة مع معمر القذافي وهوجو شافيز – قال رودس إن هناك طرقاً لمحاولة تجنب مثل هذه المواجهات.

وقال رودس: “كحد أدنى، تتجنب الاجتماع الثنائي, لكنني كنت في ظروف حيث ان الرئيس لا يريد أن يتم تصويره وهو يصافح يد شخص ما، على سبيل المثال, لديك خدمة سرية [لحماية الرئيس] ويمكنك أن تقول إنك تريد تجنب المواجهة.

قال بروس ريدل من معهد بروكينغز، وهو خبير في الشأن السعودي ومحلل سابق في وكالة المخابرات المركزية، إن بايدن يمكن أن يتوقع أن الأمير محمد سيسعى بقوة إلى المصافحة إذا وجد الاثنان نفسيهما على مقربة.

قال ريدل: “أعتقد أنه يجب أن يكون هناك شي أكثر من عدم التحدث إليه”.

اتفق الخبراء على أن القضية الحقيقية ليست ما إذا كان بايدن قد يواجه لحظة محرجة مع أمير أطلق عليه مؤخراً مسؤول مخابرات سعودي رفيع المستوى لقب “مختل عقلياً”، والذي قالت وكالات الاستخبارات الأمريكية إنه سمح بقتل خاشقجي. بدلاً من ذلك، يعكس السؤال جدلاً أوسع داخل الإدارة حول كيفية التعامل مع  محمد بن سلمان.

قال فييرستين: “هل يمكنك الاستمرار في القول إننا لن نتعامل مع ولي العهد؟ وجهة نظري الخاصة هي أنه حتى لو استطعت في الوقت الحالي، فلن يكون لذلك أي معنى على المدى الطويل, لأنه عاجلاً أم آجلاً، سيكون محمد بن سلمان ملكاً، وفي هذه المرحلة سيتعين عليهم التعامل معه كرئيس للدولة “.

*       المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع