لا يمكننا التخلي عن اليمن
مع تعرض اليمنيين للضربات الجوية السعودية والأمريكية وهجمات الطائرات بدون طيار والحرب المستمرة، لا يزال الوصول إلى الغذاء والمأوى والسلامة والرعاية الصحية والتعليم في البلاد محفوفاً بالمخاطر.
بقلم: كاثي كيلي
(صحيفة “بروجرسيف” الامريكية- ترجمة: انيسة معيض الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
شهد 11 أكتوبر الإيقاف الرسمي لفريق الخبراء البارزين التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن (المعروف أيضاً باسم “مجموعة الخبراء”).
منذ ما يقرب من أربع سنوات، كان فريق الخبراء يحقق في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن في خضم الصراع المستمر. الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 100.000 الف شخص، بما في ذلك أكثر من 12.000 الف مدني، كما ادى الى نزوح أكثر من 4 ملايين شخص منذ عام 2014.
ومع تعرض اليمنيين للضربات الجوية السعودية والأمريكية وهجمات الطائرات بدون طيار والحرب المستمرة، لا يزال الوصول إلى الغذاء والمأوى والسلامة والرعاية الصحية والتعليم في البلد محفوفاً بالمخاطر.
إن حل إحدى المجموعات الدولية الأساسية المكرسة لحماية حقوق الإنسان الأساسية لليمنيين لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع.
كتب فريق الخبراء في بيان بعد يوم من رفض مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تمديد التفويض لمواصلة عمل المجموعة: “هذه نكسة كبيرة لجميع الضحايا الذين عانوا من انتهاكات خطيرة خلال النزاع المسلح”.
وجاء في البيان: “يبدو أن المجلس يتخلى عن شعب اليمن”، مضيفاً أنه “لا ينبغي التخلي عن ضحايا هذا النزاع المسلح المأساوي بقرار من بضع دول”.
وقبل التصويت، كانت هناك مؤشرات على أن المملكة العربية السعودية وحلفائها مثل البحرين (عضو في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة)، قد زادوا من جهود الضغط في جميع أنحاء العالم في محاولة للتخلص من مجموعة الخبراء.
لقد تم التحقيق في سلوك التحالف بقيادة السعودية التي تشن حرباً على اليمن ورفع تقرير عنها من قبل فريق الخبراء.
وفي العام الماضي، تم رفض طلب السعودية للحصول على مقعد في مجلس حقوق الإنسان، لكن البحرين تعمل كوكيل لها.
تُعد البحرين من منتهكي حقوق الانسان، حيث تحظى بسمعة سيئة كما أنها عضو قوي في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية والذي يشتري ما قيمته مليارات الدولارات من الأسلحة من الولايات المتحدة ودول أخرى لقصف البنية التحتية لليمن وقتل المدنيين وتهجير الملايين من الناس.
ربما تكون مهمة فريق الخبراء قد وصلت إلى نهايتها، لكن الخوف والترهيب الذي يواجهه الضحايا ومن يعيشون المعاناة في اليمن سيستمر.
قام مشروع بيانات اليمن وهو منظمة مستقلة غير ربحية تأسست في عام 2016 على جمع بيانات عن الحرب في اليمن وحساب عدد الغارات الجوية، حيث وجد في سبتمبر الماضي أن معدل الغارات ارتفع إلى أعلى معدل شهري منذ مارس.
كانت منطقة صرواح في محافظة مأرب – للشهر التاسع على التوالي – أكثر المناطق استهدافاً في اليمن، حيث تم تسجيل 29 غارة جوية على مدار شهر سبتمبر.
وللحصول على فكرة عن حجم الدمار، تخيل منطقة بحجم ثلاثة أحياء من المدينة تتعرض للقصف 29 مرة في شهر واحد.
وبدون تقارير من مشروع بيانات اليمن، فإن أسباب الظروف الأليمة في صرواح يمكن أن تكون محاطة بالسرية.
يستمر القتال المكثف في تواصل موجات النزوح الكبيرة داخل المحافظة، وتتأثر بشكل روتيني المواقع المأهولة بأعداد متزايدة من اللاجئين جراء القصف والضربات الجوية.
آمل بشدة أن يتم الاعتراف بمشروع بيانات اليمن وجميع الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان المنخرطين بقوة في معارضة الحرب الدائرة في اليمن وأن يصبحوا أسماء تبعث على الاحترام والامتنان والدعم.
آمل أن يستمروا في توثيق الانتهاكات والإساءات, لكنني أعلم أن عملهم على الأرض في اليمن سيكون الآن أكثر خطورة.
هذا هو الوقت المناسب لزيادة الاهتمام باليمنيين المحاصرين في مناطق الحرب وليس التخلي عنهم.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع