وسط خطوات تصعيدية جديدة..فصائل المقاومة تدعم الحركة الأسيرة في معركتها ضد المحتل
السياسية : مرزاح العسل
وسط خطوات تصعيدية جديدة من قبل الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الكيان الصهيوني المحتل.. يواصل أسرى حركة الجهاد الإسلامي اليوم السبت، إضرابهم عن الطعام لليوم الرابع على التوالي.. في ظل دعم لا متناهي من قبل القوى الفلسطينية وفصائل المقاومة.
ويأتي إضراب الأسرى عن الطعام احتجاجًا على الإجراءات التنكيلية والعقابية التي تشنها إدارة مصلحة سجون الاحتلال ضد أسرى الجهاد بشكل خاص وذلك بعد تمكن 6 أسرى بينهم 5 من أسرى الجهاد الإسلامي بانتزاع حريتهم عبر “نفق الحرية” من سجن جلبوع وأعيد اعتقالهم في أوقات متزامنة.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني أنّ معركة الأسرى تتصاعد يوما بعد يوم في سجون الاحتلال، بعد أنّ شرع أسرى الجهاد الإسلامي بالإضراب عن الطعام يوم الأربعاء الماضي، لمواجهة إجراءات إدارة سجون الاحتلال التنكيلية المضاعفة بحقّهم.
وأوضح النادي، أنّ خطوة الإضراب المستمرة لليوم الرابع على التوالي، جاءت بدعم من كافة الفصائل، التي واصلت على مدار الفترة الماضية حواراتها وبرنامجها النضالي في محاولة لوقف الهجمة التي تشنها إدارة سجون الاحتلال.
هذا ويواصل 7 أسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفضا لاعتقالهم الإداري، أقدمهم الأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 94 يوما.
والأسرى المضربين الى جانب الفسفوس، هم: مقداد القواسمة منذ 87 يوما، وعلاء الأعرج منذ 70 يومًا، وهشام أبو هواش منذ 61 يوما، وشادي أبو عكر يخوض إضرابه لليوم 53 يوما، وعياد الهريمي منذ 24 يوما، وخليل أبو عرام مضرب لليوم السابع على التوالي، إسنادا للأسرى المضربين ولأسرى الجهاد الإسلامي، ويقبع في زنازين سجن “عسقلان”.
وقرر نحو 400 أسير من الجهاد الإسلامي البدء بالإضراب المفتوح عن الطعام، بدعم من كافة الفصائل.
وتعتبر هذه الخطوة هي جزء من البرنامج النضاليّ الذي أعلنت عنه لجنة الطوارئ الوطنية، مؤخرًا، والذي ارتكز بشكل أساس على التمرد ورفض قوانين إدارة سجون الإحتلال، بمشاركة كافة الفصائل.
ويشار إلى أنّه وفي حال لم تستجب إدارة سجون الاحتلال لمطلب الأسرى الأساس فيما يتعلق بأسرى الجهاد، فإن مجموعات من الفصائل ستنضم للإضراب.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي قد نظمت وقفات تضامنية مع الأسرى لا سيما في قطاع غزة ومدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، حيث أدى المئات من المواطنين أمس صلاة الجمعة أمام مقر الصليب الأحمر بغزة تضامنًا مع الأسرى.
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب أن نصرة الأسرى والعمل على تحريرهم هي من أوجب الواجبات لدى الشعب الفلسطيني.. مشدداَ على أهمية توحيد الصف الفلسطيني للعمل على نصرتهم وإطلاق سراحهم.
وشدد على أهمية أن ينصر الشعب الفلسطيني المظلومين، “وأيّ مظلومين أشد ظلمًا مما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال، إذ يتعرضون لأشد العذاب وأبشع الابتزازات يساومون على كل شيء على انسانيتهم.
فيما حذر المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه من خطورة أوضاعهم الصحية.. مشيرا إلى أن الخطر يزداد عليهم يومًا بعد يوم، وهناك خشية من امكانية تعرضهم لانتكاسة صحية مفاجئة، وحدوث أذى على دماغهم أو جهازهم العصبي، خاصة نتيجة نقص كمية السوائل في الجسم.
وقالت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين في بيان لها: “صبرنا لن يطول ولن نترك الأسرى وحدهم مهما كلّف الثمن”.. مؤكدةً وقوفها الكامل خلف الأسرى الأبطال في هذه المعركة التي يخوضونها في مواجهة إدارة السجون وإرهابها بحقهم.
وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة قد أكد في تصريحات له: “أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لن تترك أبناءها في السجون الصهيونية ضحايا بين أيدي العدو، وعليه سنقف معهم ونساندهم بكل ما نملك، حتى لو استدعى ذلك أن نذهب للحرب من أجلهم، ولن يمنعنا عن ذلك أي اتفاقيات أو أي اعتبارات أخرى”.
واعتبر الأسير المحرر كفاح العارضة أن تهديدات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة لها أثر كبير على معنويات الأسرى الذين يخوضون معركة الإضراب المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال رفضًا للإجراءات القمعية التي تشنها إدارة مصلحة السجون ضد “أسرى الجهاد”.
وقال العارضة في تصريح لـ”فلسطين اليوم”: “إن تهديدات القائد النخالة مهمة جدا من حيث التوقيت حيث جاءت في بداية الإضراب عن الطعام الأمر الذي يعزز موقف الأسرى واصرارهم للتمسك بمطالبهم الانسانية”.
وأضاف: “تهديد العدو يعزز موقف الأسرى في مواجهة السجان الإسرائيلي وقد يُخضع ادارة السجون لمطالب الأسرى في فترة زمنية قصيرة، خشية من تنفيذ القائد النخالة لتهديداته”.
وأشار إلى أن تهديدات القائد النخالة لها أثر على الشارع الفلسطيني أيضًا من خلال التحرك بمسيرات ومظاهرات سواء في غزة أو في الضفة المحتلة، قائلًا: “هذا ما يخشاه العدو”.
وتابعت وسائل إعلام العدو الصهيوني.. تهديدات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة بالذهاب إلى الحرب من أجل الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين بدأوا بخوض اضرابًا مفتوحًا عن الطعام.
ووفقًا لموقع “حدشوت” العبري فإن أمين عام “الجهاد الإسلامي” هدد بنسف كل الاتفاقيات وجهود وقف إطلاق النار بسبب العقوبات التي فرضتها ادارة السجون ضد “أسرى الجهاد”.
أما صحيفة “يديعوت احرونوت” فقالت: “زعيم الجهاد الإسلامي القائد النخالة في تصريح خاص يهدد بحرب من أجل الأسرى المضربين”.
وقام عدد كبير من الإعلاميين الصهاينة بتداول تهديدات القائد النخالة الأمر الذي أربك الجبهة الداخلية “الإسرائيلية” وفقًا لعدد من المختصين السياسيين.
بدوره قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي الجمعة: “إنه على الاحتلال أن يفهم رسالة المقاومة ويوقف اعتداءاته على القدس.. داعياً العالم للوقوف بجانب الأسرى في سجون الاحتلال”.
وأضاف الهندي: “إن صفقة وفاء الأحرار شكلت تحولاً تاريخياً في حياة شعبنا وأسرانا، وسيخرج قادة المقاومة من السجون رغم أنف الاحتلال”.
وتابع: “الأسرى خط أحمر ولن نسمح للعدو بأن يتفرد بأي أسير واحد، ولن نسمح للعدو بأن ينال من أسرانا وهذا هو وعد المقاومة، مخاطباً الأسرى نحن على موعد مع الحرية”.
وأكد الهندي أنه على الاحتلال أن يفهم أننا لن نسمح له بأن يعيث فساداً في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، وعليه أن يلتقط رسالة 28 رمضان جيداً.
نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد، هو الآخر اعتبر أن ما يحدث داخل سجون الاحتلال من اعتداءات على الأسرى، “ليست قضية أبناء حركة الجهاد الإسلامي فقط، بل قضية أبناء الشعب الفلسطيني كافة”.
وأكد فؤاد، أن الجبهة الشعبية “ستكون في المقدمة لمساندة الأسرى، وستقدم كل ما يطلب منها، ورفاقنا في سجون الاحتلال مستعدون للسير في الاتجاه المتفق عليه من قبل الجميع”.
في سياق متصل، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الخميس، النفير العام في صفوف مقاتليها وجهوزية الكاملة، بعد التهديد الذي أطلقه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة.. وقالت في تصريح صحفي: “نحن على جهوزية كاملة، ورهن الإشارة”.
ودعا اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في مكتب فلسطين، اليوم السبت، وسائل الاعلام العربية والدولية لتكثيف التغطية وتسليط الأضواء على معاناة الاسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية، لا سيما المضربين عن الطعام.
وأكد الاتحاد، أن ما يتعرض له الاسرى من قمع ومعاناة وحرمان لأبسط حقوقهم يخالف كل المواثيق والأعراف الدولية ويستدعي من وسائل الإعلام نقل معاناتهم للعالم من أجل أن يتحرك لنصرتهم.
وأوضح أن قضية الأسرى كقضة وطنية وإنسانية تستوجب من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي التركيز على معناتهم بالصوت والصورة وكل الأدوات التي من شأنها أن تنقل معاناتهم لكل العالم من أجل أن يتحرك نصرة لقضيتهم.
وشدّد على ضرورة التركيز على الجرائم الصهيونية التي تقوم بها “إسرائيل” تجاه الاسرى المضربين عن الطعام والأسرى من الأطفال والنساء والمرضى وكشفها لكل المنظمات الدولية والحقوقية.
وقال اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية: إن “ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيين من معاناة يومية تشكل خطراً على حياتهم وتستدعي من كل أحرار العالم نصرة قضيتهم لاسيما مع دخول نحو 400 اسير فلسطيني الاضراب المفتوح عن الطعام لليوم الثالث على التوالي رفضا لإجراءات الاحتلال العقابية بحق الحركة الأسيرة”.
وطالب الاتحاد، تغطية الفعاليات التي تقام نصرة للأسرى الفلسطينيين بالأخبار والتقارير والقصص الإنسانية والموجات الإذاعية المفتوحة.. مشيراً إلى أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لمعاناة كبيرة من قبل إدارة السجون الصهيونية، وقد تصاعدت وتيرة الاعتداءات بحق الاسرى بعد عملية نفق الحرية.
الجدير ذكره أن إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلية (الشاباص) بدأت في إجراءات عقابيّة ضد الأسرى الفلسطينيين، وخصوصاً أسرى حركة “الجهاد الإسلامي”، منذ عمليّة انتزاع الحرية من سجن “جلبوع” في 6 سبتمبر الماضي، والتي نفذها 5 من أسرى حركة “الجهاد” بقيادة الأسير محمود العارضة، إضافةً إلى الأسير زكريا الزبيدي من حركة “فتح”، إذ اتّخذت إدارة سجون الاحتلال عدة خطوات تهدف إلى إنهاء تواجد حركة “الجهاد الإسلامي” داخل مكونات الحركة الأسيرة، بمعنى إلغاء كيانيتها التنظيمية والإدارية والتمثيلية داخل قلاع الأسر.
ومن الواضح أن الدوافع الرئيسية وراء تلك العقوبات الإسرائيلية ضد أسرى “الجهاد الإسلامي”، تكمن في أن مصلحة السجون تريد التعمية عن فشل منظومتها الأمنية التي حوّلها الأسرى الستة إلى أضحوكة أمام مرأى العالم كله ومسمعه، وتريد أن تبرهن أنها استخلصت العبر من تلك العملية، وشرعت في إصلاح تلك الأخطاء.
ويطالب الأسرى المضربون “بوقف إدارة السجون إجراءاتها التنكيلية التي كانت قد فرضتها بشكل مضاعف بحقّهم بعد السادس من سبتمبر الماضي تاريخ عملية نفق الحرية” التي تمكن خلالها 6 أسرى من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع الإسرائيلي، ليُعاد اعتقالهم لاحقاً.