(صحيفة ” الغارديان” البريطانية- ترجمة: انيسة معيض, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي سبأ)

بقلم: باتريك وينتور

تم التخلي عن ناقلة النفط صافر منذ عام 2017 التي تحتوي على 1.1 مليون برميل, حيث سيؤدي  ذلك إلى تدمير مخزون الصيد في اليمن.

قد يكون تأثير تسرب النفط في البحر الأحمر من ناقلة متعفنة في المياه أوسع بكثير مما كان متوقعاً، حيث قد يؤدى ذلك الى فقد 8 ملايين شخص إمكانية الوصول إلى المياه وتدمير مخزون صيد البحر الأحمر اليمني في غضون ثلاثة أسابيع.

المفاوضات جارية لتفريغ ما يقدر بنحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام الذي لا يزال على متن السفينة، والتي تزايد تدهورها منذ شهر منذ أن تم التخلي عنها في عام 2017.

تحتوي السفينة على أربعة أضعاف كمية النفط التي أطلقتها “Exxon Valdez” في خليج ألاسكا في عام 1989, ويعتبر الانسكاب محتملاً بشكل متزايد.

سينتشر النفط خارج اليمن بشكل كبير ويسبب دماراً بيئياً يؤثر على المملكة العربية السعودية وإريتريا وجيبوتي، وفقاً لأحدث النماذج، على عكس الدراسات السابقة وذلك لأنها تدرس التأثير بعد أكثر من أسبوع من التسرب.

تعثرت المحادثات الثلاثية بين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، على الرغم من التحذيرات المتكررة، بما في ذلك في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك من تأثير إذا انفجرت الناقلة أو تفككت أو بدأ التسريب.

لم يتمكن مسؤولو الأمم المتحدة من تأمين ضمانات للحفاظ على السفينة، بما في ذلك هيكلها المتعفن الذي يشرف عليه الآن طاقم مكون من سبعة أفراد فقط.

ونشرت النمذجة في مجلة “”Nature Sustainability وأظهرت أن التسرب من المرجح أن يؤدي إلى إغلاق مينائي الحديدة والصليف على البحر الأحمر في غضون أسبوعين، مما يهدد بإلقاء 200 ألف طن من الوقود لليمن، أي ما يعادل 38٪ من متطلبات الوقود الوطنية.

من المرجح أن ترتفع أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 80٪ ، وسيؤدي عدم وجود وقود لمضخات المياه إلى حرمان 8 ملايين يمني من المياه.

ما يصل إلى 2 مليون سيفقدون الوصول إلى المياه إذا أصبحت محطات تحلية المياه في المنطقة ملوثة.

وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يتبخر نصف النفط في البحر خلال 24 ساعة، فإن الباقي في غضون ستة إلى 10 أيام يصل إلى الساحل الغربي لليمن والموانئ جنوباً في غضون ثلاثة أسابيع.

وتتراوح أعداد المحتاجين إلى مساعدات غذائية من 5.7 مليون إلى 8.4 مليون شخص واعتماداً على ما إذا كان الانسكاب يصل إلى الموانئ في الجنوب، مثل عدن.

تعتمد التقديرات على الموسم الذي يحدث فيه الانسكاب ومدى فقد الزيت.

سيهدد التسرب 66.5٪ إلى 85.2٪ من مصايد البحر الأحمر اليمنية في غضون أسبوع واحد ، و93,5٪ إلى 100٪ من تلك المصايد في غضون ثلاثة أسابيع، اعتماداً على الموسم.

تتراوح آثار تلوث الهواء الناجم عن الانسكاب، بما في ذلك زيادة خطر التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، عبر 11.3 مليون شخص لتسرب الشتاء البطيء وإلى 19,5 مليون شخص لتسرب صيفي سريع.

كما أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر التي تمت دراستها لقدرتها الفريدة على التكيف مع ارتفاع درجة حرارة مياه البحر، ستكون مهددة أيضاً.

تحذر النمذجة من أن يعيق التسرب التجارة العالمية عبر مضيق باب المندب الحيوي  الذي يبلغ عرضه 29 كم في أضيق نقطة له والذي يمر عبره 10٪ من تجارة الشحن العالمية.

قد تؤدي مناطق الاستبعاد التي تم إنشاؤها للتنظيف إلى إعادة توجيه حركة المرور وستتأخر الشحنات لأن السفن التي يُحتمل تعرضها للنفط ستتطلب التنظيف.

وتضيف النمدجة أيضا أن ترتفع احتمالية حدوث تسرب.

إن السفينة المتداعية بشكل واضح هي ذات هيكل واحد، مما يعني أن الاختراق سيؤدي إلى انسكاب الزيت الموجود على متن السفينة مباشرة في البحر.

وقد دخلت المياه غرفة المحرك في مايو 2020 من خلال تسرب في أنبوب مياه البحر، كما  أن نظام إطفاء حريق السفينة لا يعمل, ويمكن أن يحدث الانسكاب بسبب التسرب أو الاحتراق.

يمكن أن يحدث تسرب من خلال التدهور المستمر لهيكل السفينة أو عن طريق خرق بدن السفينة بسبب سوء الأحوال الجوية؛ ويمكن أن يحدث الاحتراق من خلال تراكم الغازات المتطايرة على متن السفينة أو الهجوم المباشر على السفينة.

وتسعى الأمم المتحدة للحصول على إذن من الحوثيين لتفقد السفينة ، لكن الحوثيين يريدون تعهدات بإصلاح السفينة ، وهي عملية تتطلب أموالاً لا تتوفر لدى الأمم المتحدة.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع