بقلم: كارولين فينيت

بعد سبع سنوات من بدء الصراع الدموي في اليمن، ما زال الوضع ينزلق نحو التهلكة.

(صحيفة “لا كروا- “La Croix الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش – الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

الصحيفة: ما هي مهمة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن؟

جان نيكولا بيوزي: تتمثل مهمتنا أساسا في مساعدة النازحين جراء اشتعال الصراع، حيث نعمل على توفير أبسط سبل العيش، نوفر لهم مأوى، والأغطية، وأواني للطبخ، والمال لشراء الطعام والدواء والملابس لأطفالهم حتى يتمكنوا من إيجاد عمل.

كما تقدم المفوضية أيضا خدمات قانونية حتى يتسنى للآباء الحصول على شهادة ميلاد لأطفالهم، وإلا فلن يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة، وفتح حساب مصرفي وما إلى ذلك.

نحن أيضا نعمل على مسألة حماية المدنيين، ونخص بالذكر هنا تذكير الجماعات المسلحة بالقواعد الأساسية، وهي عدم إدخال المقاتلين إلى مخيمات النازحين وعدم تعريض هذه المخيمات لخطر تحولها إلى هدف مشروع.

يجب أن نحافظ على الطابع المدني للمخيمات، وينبغي أن نتذكر أيضا أنه قبل حدوث أي هجوم ، يجب تنبيه السكان المدنيين لكي يتسنى لهم مغادرة المكان.

الصحيفة: من هم النازحون في اليمن؟

جان نيكولا بيوزي: يمكن أن يكون أي شخص، فالجميع معرضون مثل هذا الخطر، هناك أكثر من 55 خطا نشطا للصراع، وفي العام الماضي، اشتعل 15 خطا جديدا للصراع، ويمكن إجبار أي شخص على المغادرة لحماية حياته، فهؤلاء الأشخاص يغادرون إما لأن منزلهم قد دمر أو لأن أحد أفراد الأسرة قد قتل.

الصحيفة: منذ بداية العام، أجبر القتال المحتدم في محافظة مأرب على نزوح 24 ألف شخص، ماذا يعني هذا؟

جان نيكولا بيوزي: هؤلاء هم الأشخاص الذين كانوا في المناطق المحيطة للمحافظة والذين اضطروا لنزوح مرة أخرى مع تقدم القوات التابعة للحوثيين للعثور على ملجئ، ليس لديهم خيار، فهم يذهبون إلى حيث يستطيعون، حيث توجد المستشفيات والمدارس.

اليمن عبارة عن جبال وصخور، الخيارات ليست متعددة، لا يمكنهم تحمل تكاليف الانتقال بواسطة السيارات، في حين تصل درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية في ظل لا تصل أشعة الشمس إليه، كما لا يوجد ماء.

تتألف واحدة من كل ست أسر نازحة من امرأة وحيدة لديها أطفال، وبعضهم لم يبلغ حتى 18 سنة من العمر، يجدون أنفسهم فجأة على قارعة الطريق، ومن الصعب جدا عليهم التحرك بعيدا.

يجب ألا ننسى أيضا أن حرية الحركة محدودة جدا للمرأة في الثقافة المحلية اليمنية، لذلك يتحرك الناس، لكنهم لا يبتعدون أبداً عن موطنهم الأصلي.

نصف المخيمات غير الرسمية تقع على مسافة خمسة كيلومترات من خط المواجهة.

الصحيفة: أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي عن تقديم 400 مليون دولار كمعونة إضافية للأمم المتحدة لليمن، ومع المساهمين الآخرين نحصل على 600 مليون. هل هذا يكفي؟

جان نيكولا بيوزي: كانت الأمم المتحدة تأمل في الحصول على مليار دولار، وبالتالي فإن 60% فقط من احتياجاتنا مغطاة.

هناك رعب من جانب المانحين بشأن هذه الأزمة التي تستمر، ونتيجة لذلك، انخفضت المعونات انخفاضا كبيرا مقارنة بالسنوات السابقة.

هذا أمر غير مستدام على المدى الطويل، نحن بحاجة إلى حل للصراع، ومن ثم يمكننا أن نساعد البلد على إعادة البناء.

وفي غضون ذلك، نحتاج إلى التمويل ولا يسعنا إلا أن نساعد 6 من أصل 10 أسر شردها الصراع، الأربعة الآخرون يجب أن يدافعوا عن أنفسهم.

الصحيفة: هل تقومون بالعمل على ترتيب الأمر؟

جان نيكولا بيوزي: نحاول تحديد الفئات الأكثر ضعفا، منها:

–         الأم الوحيدة التي لديها أطفال تجد دائما أن إدارتها أصعب من إدارتها عندما يكون هناك فرد بالغ من الرجال في الأسرة.

–         إذا كان أحد الوالدين معاقاً، فمن الصعب لهذه الأسرة أن تجد عملاً وأن تبقى على قيد الحياة.

–         إذا كان لدى الأسرة كبار السن المعالين، فإنهم أكثر عرضة للخطر.

 

نعلم أن الأسر التي لا نقدم لها المساعدة ستجد نفسها في حالات يتعذر التغلب عليها، ولكن ليس لدينا خيار، وبدون التمويل، نضطر إلى اتخاذ خيارات مأساوية.

*  المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع