السياسية – متابعات :

بعد ساعات من خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله معلنا فيه بدء ابحار سفينة وقود إيرانية الى لبنان لإنقاذ الشعب اللبناني من الحصار الخانق، أعلنت الرئاسة اللبنانية، أن السفيرة الأمريكية لدى لبنان، دوروثي شيا، أبلغت بيروت بقرار الإدارة الأمريكية مساعدة لبنان للحصول على الطاقة الكهربائية من الأردن، بجانب تسهيل وصول الغاز المصري إلى شمالي لبنان عبر الأردن وسوريا.

وفسرت الخطوة الامريكية في بيروت باعتبارها استباقا أمريكا عاجلا للنتائج الباهرة شعبيا التي يمكن ان يحوز عليها حزب الله داخل لبنان المتعطش لسبل الحياة كالماء والكهرباء ووقود السيارات والمحركات. فانقاذ حزب الله للشعب اللبناني بمختلف طوائفه ومكوناته، قد يهدر سنوات من الجهد الأمريكي بمساعدة أدوات عربية ومحلية لتشويه صورة الحزب وتحريض الشعب اللبناني ضده باعتباره سبب الحصار والأزمات.

ونشرت الرئاسة اللبنانية بيانا حول اتصال هاتفي من السفيرة الأمريكية بالرئيس اللبناني ميشال عون، جاء فيه أن الأخير “تبلّغ قرارا من الإدارة الأمريكية بمتابعة مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا”.

وقال البيان: رئيس الجمهورية ميشال عون تلقى اتصالاً هاتفياً من السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا أبلغته قرار الإدارة الأميركية بمساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق الغاز المصري. وقالت شيا بحسب اعلان رئاسة الجمهورية “سيتم تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولاً الى شمال لبنان”. واضافت “المفاوضات جارية مع البنك الدولي لتأمين تمويل ثمن الغاز المصري وإصلاح خطوط نقل الكهرباء وتقويتها والصيانة المطلوبة لأنابيب الغاز”.

ولم تكتف السفيرة الامريكية باستعجال قطع الطريق على نتائج وتداعيات وصول السفينة الإيرانية الى لبنان، لكنها ردت مباشرة على الأمين العام لحزب الله و في تصريحات صحفية، رفضت فيها ما اعتبرته مزاعم حول مسؤلية واشنطن عن الانهيار في لبنان.

واعتبرت شيا أنّ لبنان لا يحتاج إلى أيّ بواخر إيرانية، وأشارت إلى “مجموعة كاملة” من البواخر قبالة السواحل اللبنانية في انتظار تفريغ حمولتها، مضيفة: “يمكن للبنان أن يفعل ما يشاء”. وتساءلت شيا: “هل يمكن الاعتماد على (حزب الله) لتوزيع المحروقات بشكل عادل؟”.

وحسب المؤشرات يظهر ان الأمين العام لحزب الله وضع الإدارة الامريكية وإسرائيل مع حلفائهم في الداخل اللبناني بحالة من الارتباك عكستها التصريحات المتخبطة . وتزيد حالة الارتباك مجموعة عوامل منها الغموض الذي تعمده نصرالله حول السفينة لجهة كمية حمولتها او الطريق الذي سوف تسلكه بحرا. او كيفية نقل الحمولة الى لبنان سواء الى لبنان مباشرة او عن طريق سورية، وفي لبنان كيف سترستو وبأي ميناء . ويبدو ان إسرائيل لديها خشية من ان يكون استهدافها للسفينة بمثابة فخ يعطي لحزب الله المشروعية والذريعة للانخراط مباشرة في حرب السفن والناقلات الدائرة في الظل بين تل ابيب وطهران.

* المصدر : رأي اليوم