بقلم: نورماند ليستر

(صحيفة‌ ‌”‌‌لوجورنال‌ ‌دي‌ ‌مونتريال‌ – ‌Le‌ ‌Journal‌ ‌de‌ ‌Montréal‌‌” الكندية الناطقة باللغة الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

تفاقمت التوترات الناجمة عن الهجوم الذي شنته طائرات كاميكازي بدون طيار الأسبوع الماضي على ناقلة نفط قبالة ساحل سلطنة عمان، مما أسفر عن مقتل اثنين من طاقمها, احدهما بريطاني الجنسية والأخر روماني.

كما تفيد التقارير بأن مسلحين سيطروا على ناقلة نفط أخرى عندما اقتربت من مدخل مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله جزء كبير من إمدادات النفط في العالم.

ألقت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة اللوم على إيران, ومن جانبها, أنكرت إيران صلتها بهذا الهجوم.

كانت الناقلة  “ميرسر ستريت*- Mercer Street ” هي الهدف الذي وضعته الطائرة بدون طيار نصب عينها. إن الصلة التي تربط الناقلة مع إسرائيل ضعيفة، ولكن هذا هو السبب في تعرضها للهجوم.

سبق وأن اتهمت إيران في أبريل الماضي, إسرائيل بتخريب أجهزة الطرد المركزي في محطتها للطاقة النووية في “نطنز” ووضع لغم على هيكل السفينة الإيرانية سافيز، متوعدة بالانتقام.

ويصف محللون عسكريون هذه الهجمات المتبادلة بأنها أحدى نماذج “حرب الظل” التي يدور رحاها بين تل ابيب وطهران منذ عدة سنوات.

من “حرب الظل” إلى الحرب المفتوحة؟

وقبل هذه الأحداث, كان وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني غانتز” قد وصف الهجوم على الناقلة “ميرسر ستريت” بأنه تصعيد كبير من قبل النظام في إيران, وحذر من أن إسرائيل يجب أن “تتصرف على الفور” ضد طهران, كما حذر من جانبه ايضاً, وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين من أن “الرد المناسب” قادم.

ومن جانبها، تؤكد قناة “برس تي في” الإيرانية أن أي عمل عدائي ضد طهران سيتلقى ردا عسكريا “قوياً وساحقاً”.

إن توجيه تل ابيب ضربة عسكرية ضد إيران من شأنه أن يشكل جزءاً من جهودها الرامية إلى دحر وعرقلة مفاوضات فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني, حيث لطالما عارضت إسرائيل وبشدة إعادة تطبيق اتفاق لوزان النووي الذي تم التوقيع عليه منتصف العام 2015,  بين طهران والدول الست – الصين، روسيا، أمريكا، فرنسا، ألمانيا وبريطانيا- الذي شهد قبول إيران للقيود المفروضة على قدراتها النووية, مقابل تخفيف العقوبات التي تدمر اقتصادها.

وبانتخاب جو بايدن، رئيساً جديداً للبيت الابيض, تم استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إيران بشأن هذه المسألة.

غارات محتملة ضد إيران وحلفائها:

يعتقد العديد من الخبراء في القضايا العسكرية في منطقة الشرق الأوسط أن شيئا ما يٌحاك من حيث التصعيد الكبير في الأيام القادمة…

ذكرت وسائل الإعلام في لندن, أنه تم إرسال القوات الخاصة البريطانية والقوات البحرية الكوماندوز إلى المنطقة.

ولكن, هل كان هذا العمل, من أجل الدفاع عن السفن التجارية البريطانية أو الاستعداد لشن هجوم انتقامي ضد هدف إيراني، مثل قاعدة طائرة بدون طيار؟

وقد تكون الهجمات التخريبية التي تعرضت لها ناقلتي النفط, من عمل حلفاء طهران “الحوثيين” في اليمن, الجار الجنوبي للمملكة, حيث سبق وأن نفذوا بالفعل هجمات مدمرة بواسطة شن هجمات طائرات بدون طيار ضد المنشآت النفطية السعودية, مما أسفر عن خروج نصف الطاقة التشغيلية النفطية خارج نطاق الخدمة.

ولكن, هل هناك عملية إسرائيلية – أمريكية قيد الإعداد؟ حيث أشار بيان صادر عن القيادة المركزية بأن رئيس أركان القوات الإسرائيلية عقد اجتماع بشأن الحالة في منطقة الشرق الأوسط والتعاون الإسرائيلي – الأمريكي مع القيادة العامة للقوات الأمريكية في المنطقة.

*ميرسر ستريت: هي ناقلة نفط يابانية ترفع العلم الليبري تديرها شركة بريطانية يملكها ملياردير إسرائيلي”.

*     المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع